منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 11 - 2012, 04:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

عطف يسوع وحنانه

عطف يسوع وحنانه
لكن أحزاننا حَمَلها، وأوجاعنا تحمَّلها ( إش 53: 4 )

لقد كان لربنا الحنَّان نوع من الآلام من جهة أحوال البشرية التعيسة. وهذا النوع يكشف لنا حقيقة قلب الرب يسوع وعمق محبته، فقد كان صدره الحنون يرثي للحزين، ويُشفق على البائس، ويتأثر للشقي. ولم يكن ممكنًا لقلب إنسان كامل أن يوجد وسط الشقاء الذي تسبب عن الخطية وعمّ الجنس البشري إلا ويتألم لأجله. ومع أنه كان في شخصه خاليًا من الخطية ونتائجها، وليس هو من الأرض بل من السماء، وحياته التي صرفها هنا كانت حياة سماوية، ولكنه إنما نزل بدافع المحبة الشديدة والشفقة والحنان على البشر. نعم، وقد شعر بأحزانهم وألمَّ بأوجاعهم أكثر من الذين حاقت بهم تلك الشرور أنفسهم، وذلك لأنه كان كاملاً في ناسوته. وفضلاً عن ذلك، فإنه كان يعرف قيمة الشرور ونتائجها بحسب حقيقتها وقياسها الصحيح في نور مقادس الله. فشعوره كان أرقى شعور، وحاسياته وعواطفه الأدبية، وكل صفاته الناسوتية كانت كاملة، ومن ثم فإنه يتعذَّر علينا إدراك مقدار تألمه من مجرد مروره في وسط عالم كهذا. فقد شاهد بني الإنسان يرزحون تحت ثقل الإثم والشقاء، ورأى الخليقة بأسرها تئن تحت نير العبودية للفساد. وصراخ الأسرى كان يدخل أذنيه، ودموع الأرامل كانت تتساقط أمام بصره، ومشاهد الفاقة والترمل والثَكَل كانت تمر عليه فتؤثر في قلبه الحساس، ومنظر الموت والمرض كان يؤلمه حتى أنه «أنَّ»، ومَنْ يستطيع أن يصوِّر بقلمه مقدار الآلام المُبرحة التي كان يعانيها من جراء تلك الظروف.

ولكي أبيِّن للقارئ نوع هذه الآلام، فإني أقتبس من الإنجيل شاهدًا يوضح الغرض المقصود حيث قيل في متى8: 16، 17 «ولما صار المساء قدَّموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضى شفاهم، لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هو أخذ أسقامنا وحَمَل أمراضنا»، وهذا هو الحنان الصحيح، بل هذه هي عواطف الاشتراك في الآلام بمعناها الحقيقي كما ظهرت في ذلك الإنسان الكامل. فالأسقام والأمراض التي حملها لم تكن أسقامه ولا أمراضه، الأمر الذي دلّ على أنه اشترك في ناسوت فعلي حقيقي كامل. أما من جهتنا نحن فيمكننا أن نرثي لبعضنا البعض ونشترك في حاسيات الواحد مع الآخر، أما يسوع وحده فهو الذي أمكنه أن يأخذ أسقامنا ويحمل أمراضنا. له المجد.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لقد صنع الرَّبُّ يسوع الكثير من المعجزات بدافع حبه وحنانه
لا قلب يحتضننا كقلب يسوع ودفئه وحنانه
يسوع لحبه وحنانه
الربيع وحنانه مع جماله !
بكى يسوع..لقد بكى بدموع الحنان..وكل قطرة من دموعه تحكى قصة رقته وعطفه وحنانه


الساعة الآن 05:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024