هناك من الأغنياء كثيرون من الأغبياء، فيحذرنا السيد من الطمع مقدماً لنا مثلاً عن غني أخصبت كورته ففكر في نفسه
قائلاً: ماذا أعمل؟ ثم قال: أهدم مخازني وأبني .. وأجمع، وأقول لنفسي يا نفس لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، استريحي وكُلي واشربي وافرحي
فقال له الله "يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لمن تكون. هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنياً لله"
(لو12)
لقد كان هذا الغني غبياً قبل موته
ـ لكن هناك غني آخر (لو16) أظهر الغباء بعد موته، حيث طلب الرحمة بعد انتهاء حياته على الأرض، وطلبها من إنسان
(يا له من غباء!)
على العكس من ذلك طلب العشار الرحمة من الله قائلاً: "اللهم ارحمني أنا الخاطئ".
ـ وهناك الشاب الغني (لو18)
الذي برهن أن ماله أغلى من إلهه. فعندما قال له الرب: "بِع كل ما لك ووزع على الفقراء ... وتعال اتبعني
فلما سمع ذلك حزن لأنه كان غنياً جداً
فلما رآه يسوع قد حزن قال ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله"
ـ وهل نذكر (نابال) صاحب الأملاك الكثيرة والغنم والماعز، وكيف أظهر غباءه باحتقار داود ورَّد رُسله خائبين قائلاً: "أ آخذ خبزي ومائي وذبيحي
وأعطيه لقوم لا أعلم من أين هم" (1صم25). ولقد أثبت نابال بذلك أنه اسم على مُسمَّى "فنابال اسمه والحماقة عنده"
وما هى إلا عشرة أيام ومات تحت القضاء وخرج من العالم دون أن يأخذ منه شيئاً
ولأمثال أولئك الأغنياء يقول يعقوب "هلم الآن أيها الأغنياء ابكوا مولولين على شقاوتكم القادمة. غناكم قد تهرأ وثيابكم قد أكلها العث
ذهبكم وفضتكم قد صدئا وصدأهما يكون شهادة عليكم ... قد ترفهتم على الأرض وتنعمتم وربيتم قلوبكم كما في يوم الذبح"
(يع5)
ـ وفي متى6: 24 يقول الرب يسوع
"لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يُبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال"
وكما قال أحدهم: إن المال يميل والفضة تفض والذهب يذهب، أما الغِنى الحقيقي فهو بالارتباط بالرب يسوع الذي قال
"عندي الغنى والكرامة، قنية فاخرة وحظ .. مَنْ يجدني يجد الحياة وينال رضى من الرب" (أم8)
هل عرفته كالنصيب الصالح، وهل تقول له: أنت سيدي خيري لا شيء غيرك .. مَنْ لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض