رقم المشاركة : ( 1 )
|
||||||||
|
||||||||
كل مساء ..
ومع دقات نصف الليل نتلاقى .. مع أحلى الكلام .. هنا نرسم بالكلمات .. أبيض وأسود وبالألوان [/] فرأيت أن للحكمة منفعة أكثر من الجهل .. كما أن للنورمنفعةأكثر من الظلمة .. أمثال2 :13 فى أوائل السبعينات وفى قلب الشتاء رزقت بطفلى الأول فى قرية نائية فقيرة تظلم من الخامسة مساءا شتاءا والسابعة صيفا وكنت أعمل بالقاهرة أسافرمنها أسبوعيا (بقطار الليل) يصل قريتنا فى الهزيع الأخير من الليل لا يكاد يستقر من ( المشوار) المضنى حتى تنطلق حشرجة صفارته معلنة نية سائقه وعرباته على (الهروب العاجل) من هذا ( الهو) المظلم المخيف.. وتبدأ معاناتى فى الإنتظار الخائف والمتوجس بعد هروب ونيسى الوحيد جريا على قضبانه هل أجد بصيصا من نور يقودنى لأول الطريق ؟؟؟ الخطر مزدوج .. إنتظارى وحدى لأول شعاع من الفجر أو مغامرا بالإنتفاع بالساعات المعدودة الباقية من هذا الليل لأمشى فيهما أكثر من كيلومترين وسط كثافة هذه الزراعات العالية فى هذا (الهو) المظلم البارد المخيف وترجح عندى الإختيار الأول .. أغرق فى مراوغة خوفى لتظل مضاداته مستيقظة نوعا .. خيالات حالمة (تنوسنى) أقاوم النعاس بتخيل ( ركية) حطب مشتعل أمامى.. فى صحن قديم مخرق أفرك يدى فوقه مستدفئا بجمره الحامى حزمة خواطر ربما لم يتح الظلام وقتها. فرصة لتسجيلها. لكن يظل القطار وسيلة وفية آمنة عندى ألجأ لتوصيلته متى إشتقت لنبش جائز فى روعة الماضى الجميل يظل وعده قائما والطريق عنده محفوظا .. لم يتغير خطى قضبانه الموصلة لمحطة الذكريات ومخزن السنين تقفز من عرباته الليلة تلك الورقة القديمة لتجمل برتوش الحاضر المختبر .. شمس نهار دافئ نكتب فى نورها شيئا ينفع ويعيش ونجوم ليل تتلألأ فى ليل يحرك نفائس وذخائر تسبح معانيها فى جوه الشاعرى الساحر ليلتنا فيها أحلى الكلام وعلى منوال هذا الحديث أقول للكثيرين من وصلوا المحطات ليلا وبقوا فيها ينتظرون .. !!!!!!!! توجد بالطريق ( أعمدة إضاءة ) رائعة !! لا ترى للمتشائمين والخائفين الفارين والهاربين إلى الباب الواسع .. توجد ونستهم ولا يرونها آمالا تراود وأحلاما قابلة للحقيقة فالسير ( الحالم ) الأول لم يحقق لى الوصول إلا متأخرا.. و هواجس ( ركية النار ) الواهمة لم ترسل يوما لجسدى دفئا بل لسعتنى حقيقة الشتاء والصقيع فى (هو) هذا الفضاء وقرار إنتظارى الذى ظننته آمنا .. كان موتا بطيئا لى وفناء سنينا غالية من عمرى أبنائى الأحباء إنتظار الونسة من قطار قادم آخر يصل محطتى ويقف ويدعونى أن أتفضل بالركوب .. وهمه كان أكثر من حقيقته وفى حياتى المنتظرة حظا أو فرصة رخيصة أو واسطة ربما يجيئ ( إكسا ) أو ( توربينيا ) لم يخلف وراء جريته الكاسحة التى لا تهدئ مجرد تهدئة .. سوى هبة رديم تراب ونثار حبات من الحصى تخترق العيون ضربت مكانى قبل أن أستدير محتميا بلفة يدى حول وجهى .. لازما يا أصدقاء هذا الليل الساهر أن يظل نور ودفئ النهار فى شبابكم يلقى نوره لكل آمالكم فى الحياة مخزونا إستراتيجيا عندكم لا ينفذ .. يظل بفاعليته وآماله ورغبته حتى فى سواد الليل الحالك .. ......... وصية الرب غالية ونسة لكم دائمة ليست ركية نار حالمة لا تدعم أحلاما .. فى الهواء ولا تسند متواكل ينتظر بغير رؤية واقع .. طريق الوصول إليه حياة وعمل وحصاد .. وزناتكم ومواهبكم وإبداعاتكم وما حصلتم من علوم وملكات.. هى ترنيماتكم ولحنكم طول الطريق مارشا إلهيا ينظم الخطوات الأولى فى مستقبلكم مهما كانت البدايات تبدو مرهقة مضنية أو مترددة خائفة .. الليل فيه ونيس .. وله نغمات وترنيمات .. لازم أن نحفظ كثيره ونتعلمه مبكرا وننشد ألحانه غيبا .... ونحن فى بدايات رحلات الحياة ,, ..... عاشت معى نصف قرن هذه الترنيمة القديمة قدم هذه الحكايات ..!! ربما يكون صحيحا أن مؤلفها وملحنها كما ذكر أحد المجتهدين .. ساهر حراسات ليلى قابع وسط ظلام دركه .. لا يسمع إلا أنفاسه ونقيق ضفادع ما تموج به برك ومياه رى الزراعات .. ........ أسد رابض فى السكة مزمجر وعاوز يهلكنى مأقدرشى أمشى لوحدى إلا إن كان ربى ماسكنى يحمينى من ليل إبليس يحرسنى ويكون لى ونيس وأعيش فرحان ولا أشوفش هوان والعيشة من تانى تهنالى .. مع تحياتى بابا سمير التعديل الأخير تم بواسطة بابا سمير ; 07 - 11 - 2012 الساعة 11:30 PM |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإنسانية أبيض وأسود |
مسرحية أبيض وأسود |
أبيض وأسود |
أبيض وأسود وبالألوان (الأخيرة) |
أبيض وإسود وبالألوان !! |