منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 11 - 2012, 04:46 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي

الفصل الثامن والعشرون
يسوع يؤخذ أمام بيلاطس


وقفت العذراء مريم مع يوحنا والمجدلية عند ركن بناية غير بعيدة عن دار قيافا، وقفوا ينتظرون يسوع. لقد كانت نفسها متّحدة بنفسه؛ لكن من قبل محبّتها، لم تترك وسيلة لم تجرّبها لتقترب منه. لقد ظلت بعض الوقت بعد زيارتها فى منتصف الليل لمحكمة قيافا ضعيفة وصامتة من الأسى؛ لكن عندما اقتيد يسوع من السجن، ليقف مرة ثانية أمام قضاته، نهضت وقالت للمجدلية ويوحنا : " فلنتبع ابني إلى محكمة بيلاطس؛ لابد أن أنظره مرة أخرى " فذهبوا إلى موضع لابد أن يعبر الموكب منه وانتظروه. لقد عرفت العذراء مريم أنّ ابنها يعاني على نحو مخيف، لكنها ليس بإمكانها أن تخفف آلامه.
ظهر فى بداية الموكب الكهنة، أكثر الأعداء مرارةّ لابنها الإلهى. كانوا متزيّنين بملابسهم؛ لكن من المؤلم أن نقول، عوضاً عن المظّهر المتألق في شخصهم ككهنة العلي، فأنهم قد تحوّلوا إلي كهنة إبليس، لأن لا أحد يستطيع أن ينظر على مُحياهم دون أن يرى ميولهم الشّريّرة التى امتلأت بها نفوسهم، لقد كانوا متشوقين لتنفيّذ تلك الجريمة، مُتشوقين لموت مُخلصهم وفاديهم، ابن الرب الوحيد. يتبعهم الشّهود الكذبة مُحاطين من قبل عامة الناس؛ وآخر الكل كان ابنها يسوع، ابن الرب، ابن الإنسان، مُقيدا بالسّلاسل، قادرا بالكاد أن يسند نفسه، لكنهم يجرونه بلا رحمة، يُضرب من البعض، ويُركل من الآخرين، وتسبه كل حشود الرّعاع وتلعنه. لقد كان من المستحيل تمييزه بالمرة حتى لأعين العذراء، لقد كان عرّياناً لا يكسوه سوى بقايا ردائه الممزّق،
لقد كان وحيدا في وسطِ الاضطهاد مُتألم, لكنه مستسلم، كشاه تُساق للذبح، لم يرَفعَ يديه إلا للتّضرّعِ لأبيه الأزلى ليصفحِ عن أعدائه. ما أن اقتربَ من الموضع الذى تقف فيه العذراء مع رفاقها، حتى صِاحتْ بنبرة مؤثرةِ : " واحَسْرتاه‏ً! أهذا ابني؟ آه، نعم! إنى آري إنه أبني الحبيبَ, يسوع، يسوعي! " عندما كان الموكب مقابلَها تقريباً، نَظرَ يسوع إليها بأعظم تعبيرِ عن الحبِّ والشّفقةِ؛ لقد كانت هذه النّظرةِ أكثر من قدرة الأمِّ المفجوعةِ على الاحتمال, لقد فقدت الوعيِ بالكامل للحظةً، وسعي يوحنا والمجدلية لأن يَحْملاها للبيت، لكنها أفاقت بسرعة، ورَافقتْ التلميذ المحبوب إِلى قصرِ بيلاطس.
تجمع كل سكان مدينةِ أوفيل في أرض فضاءِ ليُلاقوا يسوع، لكن ليس ليريحوه، بل لضيفوا آلاماً جديدة إِلى كأس أحُزانِه؛ لقد أصابوه بذلك الألمِ الحادِّ الذي لابد أَنْ يَكُونَ إحساس أولئك الذينِ يَرون أصدقاءهم يَتْركونهم في سّاعةِ الضيقةِ. لقد أدى يسوع أعَمالاً كثيرة لسكانِ أوفيل، لكن ما أن رَأوه فى مثل هذه الحالة من البؤسِ والإذلالِ، حتى أهتزَّ إيمانهم به؛ لَمْ يَعُودوا يؤمنون أنْه ملكَ أو نبي أو أنه المسيا المنتظر أو ابن الرب. استهزأ بهم الفريسيون وسخروا منهم، بسبب إعجابهم السابق بيسوع وصاحوا قائلين لهم. " اَنْظرواُ إلى ملككَم الآن, هيا بايعوه؛ ألن تقدموا له التهانيُ لكونه عَلى وَشَكِ الآن أَنْ يُتَوَّج ويجلسَ على عرشه؟ لقد انتهت كل معجزاتهِ؛ لقد وضع رئيس الكهنة نهاية لخداَعه وسحره. "
على الرغم من تّذكر هؤلاء الناسِ المساكين للمعجزاتِ والأشفية الرّائعِة التي صنعها يسوع أمام أعينهم؛ على الرغم من المنافع العظيمة التى قدمها لهم، إلا إن إيمانهم أهتزَّ عندما نَظْروه مُهاناً ويُشارَ إليه كشيء محتقرِ مِن قِبل رئيس الكهنة وأعضاءِ السنهيدريم، هذا الذي أُستقبل في أورشليم بأعظم تّبجيلِ. البعض ذَهبَ وهو يشكّ فيه، بينما الآخرون مكثوا وسَعوا أن ينضموا إلى الرّعاعَ، لكن الحرّاسِ الذين أُرسلوا مِن قِبل الفريسيون، ليَمْنعوا أعمال الشغب والفوضى, منعوهم .

  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آلام المسيح وقيامته التي تنبأت بها الكتب المقدسة
حقائق صادمة جدّاً عن آلام السيد المسيح وقيامته
شاهد عيان أمام مديرية القاهرة: الانفجار أطاح بنا من فوق كراسي المقهى
آلام المسيح وصلبه وقيامته: جوهر البشارة
شاهد عيان بالخصوص :مدير أمن القليوبية هددنا وحاول اعتقال الأقباط المتواجدين أمام الكنيسة


الساعة الآن 10:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025