"وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح"
(غل6: 14)
ما أبرك ثمار صليب الجلجثة لله وللإنسان، فهناك أُبطلت الخطية وفقاً لمطاليب مجد الله، وهناك أيضاً قد هُزم العدو وتلاشت كل قوته. الصليب هو أساس الغفران والسلام والمصالحة والقبول وكل بركة في الزمان وفى الأبدية.
هناك أُعلن الله في ملء محبته وفى كمال بره، كمن يبغض الخطية ومع ذلك فإنه يحب الخاطئ. هناك في الصليب قد انتصرت المحبة. كما أن القداسة والعدل، والحق والبر؛ كلها أُظهرت كاملة. هناك على ذلك الأساس الراسخ يستطيع أشر الخطاة في اللحظة التي يؤمن فيها بالمسيح أن ينال غفراناً مجانياً لكل خطاياه، وهذا الغفران كامل ككمال عمل الصليب. فالخطية والخطايا قد مُحيت على الصليب بدم يسوع، وعلى ذلك الأساس قد رُفعت خطية طبيعتنا الساقطة. كما أن خطايانا الكثيرة كلها غُفرت بالإيمان بذلك الدم الثمين. أندرو مولر
ما أعمق أسرار الصليب! وما أغزر الحقائق العظيمة المتضمنة فيه! وأي لا يمكن سبر غورها. فهناك نرى قلب الإنسان من نحو الله، وقلب الله من نحو الإنسان، ونرى قلب المسيح من نحو الله.
ماكنتوش
بدون الصليب وضرباته، ما كان يمكن أن يكون هناك بلسم في جلعاد للمجروحين. إنه عندما قُطعت شجرة اللعنة - شجرة الجلجثة وطـُرحت في مياه مارة، حينئذ صارت المياه عذبة وصالحة لإطفاء عطش الخطاة التائبين، وإنعاش قلوب القديسين المثقلين.
وهكذا يصل إلينا المتألم المضروب قائلاً "أنا الرب شافيك" (خر 15: 26 ) والتي جُرح لأجل معاصينا هو الذي "يجبر كسر شعبه ويشفى رض ضربه" (خر 15: 26 ، 56: 17، 18).
إن كل بركة لنا تفيض من ذلك القدوس المتألم على خشبة لعنة الجلجثة، وبضرباته شُفينا. وشجرة الموت تصبح شجرة حياة في وسط فردوس الله، ننحني المسيح نفسه، وبأكلنا منه لن نجوع أبداً.