رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم العدد الأصحاح التاسع عشر تفسير سفر العدد الإصحاح التاسع عشر فريضة البقرة الحمراء يأتي هذا الإصحاح بعد سلسلة من ضعفات شعب الله (خوف من أرض الموعد - عدم إيمان تذمر - إعتراض على قيادة موسى - إغتصاب للكهنوت...) هنا يظهر فشل الإنسان مع أن الله سبق وقال عنهم " إسرائيل إبنى البكر " وهذا يشبه ظهور الإنسان العتيق فىَ , أي ظهور ضعفاتى في حياتى بعد أن حصلت على البنوة بالمعمودية. والبقرة الحمراء هي ذبيحة خطية، وقد ذُكرت ذبائح الخطية وكل الذبائح في سفر اللاويين وكان متصورًا أن يذكر سفر اللاويين أيضًا هذه الفريضة، فريضة البقرة الحمراء ضمن الذبائح لكنه ذكرها هنا في سفر العدد وبعد أن ظهرت ضعفات الشعب ليعلن الله أن هناك علاج لضعفاتى التي ستظهر خلال رحلة حياتى كانت شكوى اللاويين في (عد13:17) أنه كل من اقترب من مسكن الرب يموت (13:17). ورأينا في (ص18) أنه يمكن الاقتراب خلال الكهنوت اللاوى. وهنا يكشف عن الحاجة للتقديس الذي بدونه لا يقدر أحد أن يعاين الله. فالبقرة الحمراء هذه ليست للتكفير عن الخطايا بل للتطهير من النجاسة أو للقداسة. ودم المسيح يكفر عن خطايانا ويطهرنا من نجاساتنا ونجد طقوس أو فرائض الذبائح في ثلاث أماكن في الكتاب المقدس وكل منها لهُ غرض:- 1- خروف الفصح.... سفر الخروج..... دم المسيح يعطينا الحرية من عبودية إبليس 2- ذبائح المحرقة / الخطية..... سفر اللاويين..... دم المسيح يكفر عن خطايانا 3- البقرة الحمراء..... سفر العدد...... دم المسيح يقدسنا خلال رحلتنا فنحن لا يمكننا أن نقترب لمسكن الرب أو نتمتع بالشركة معه والثبوت فيه إلا من خلال ذبيحة الصليب والدخول في حياة التقديس. ففي هذا الطقس (البقرة الحمراء) يُعِد الكاهن الرماد من حرق البقرة ويستخدم الرماد في إعداد مياه التقديس أو كما يسميها ماء النجاسة لأن هذا الماء يطهر من النجاسة وينقل الإنسان من حالة الدنس إلى حالة القداسة وكان رماد البقرة الناتج من حرقها وسحق نواتج الحريق يحفظ منه جزء في كل مدينة لعمل التطهيرات اللازمة لكل من تنجس وليسهل للشعب الحصول عليه. ويقول علماء اليهود أنه لم تقدم سوى بقرة حمراء واحدة أيام موسى واحتفظوا برمادها حتى أيام السبى حين قدموا بقرة أخرى احتفظ برمادها حتى أيام المسيح (البقرة الثانية قُدمت بعد العودة من السبى) وحتى لو كان هذا التاريخ أو التقليد اليهودى غير صحيحًا فالكتاب لم يذكر هذه الفريضة للبقرة الحمراء سوى في هذا المكان وهذا إشارة للمسيح الذي قُدِّم ذبيحة مرة واحدة وعن كل العالم. فلم يكن كل من يخطىء يقدم بقرة حمراء بل كان في بقرة حمراء واحدة الكفاية. وكان الرماد يضعون منه ذرات قليلة على الماء لكنه محفوظ عندهم في كل مكان وهذا يشير إلى أسرار الكنيسة المحفوظة والموجودة دائمًا والتي تستمد قوتها من ذبيحة المسيح الواحدة والبقرة الحمراء نادرة جدًا وكان اليهود يقولون لو وجدت بالبقرة شعرتان سود أو بيض ترفض البقرة. وهذا إشارة لأن المسيح لا يوجد مثيل لهُ. وهي كانت حمراء فالمسيح أخذ جسده من الأرض وثيابه حمراء من دم نفسه ومن دم أعدائه. وكانت البقرة الحمراء تقدم من مال الجماعة وليس لحساب شخص واحد فهو للجميع. بل أيضًا فالجميع، جميع اليهود قدموه للصليب. وحرق البقرة يشير للألام النفسية والجسدية التي إحتملها المسيح (اش1:63-3). إذًا هي إشارة للمسيح الذي إجتاز معصرة الغضب الإلهي وحده آية2:- هذه فريضة الشريعة التي امر بها الرب قائلا كلم بني إسرائيل ان ياخذوا اليك بقرة حمراء صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير. لا عيب فيها = فالمسيح وحده كان بلا خطية. لم يعل عليها نير = لم يسقط تحت نير خطية فهذا الذي هو بلا عيب حين يحترق فهو لا يحترق لخطيته بل من أجل الآخرين، فداءً عنهم. آية3:- فتعطونها لالعازار الكاهن فتخرج إلى خارج المحلة وتذبح قدامه. إلى خارج المحلة = كما صُلِب المسيح خارج أورشليم. وخارج المحلة يوجد البُرص فهو صار خطية لأجلنا. (عب1:8-4 + 11:9-24،23 + 12:10 + عب 12:13-14) ولاحظ أن البقرة هي بقرة أنثى وهذا يشير أنه إتخذ له جسدًا من بشريتنا وهو جسد كامل حقيقي. تعطونها لألعازار = لماذا لم يعطونها لهرون؟ أ- هرون كرئيس للكهنة لا يخرج إلى خارج المحلة ب- فى آية 7 من قدمها يصير نجسًا إلى المساء ولو قام هرون بذلك يتنجس وقتيًا فيمتنع عمله كرئيس كهنة فترة نجاسته ج- ربما أشار هذا لأن الكهنوت الهارونى سيتم إستبداله بكهنوت آخر د- المسيح ذُبح خارج أورشليم وكان في نفس اللحظة يدخل لقدس الأقداس وهنا يشرحها الطقس بأن العازار والبقرة خارج المحلة وهرون داخل المحلة. فالمسيح كرئيس كهنة لا ينفصل عن أبيه ولا يترك بلاهوته سمواته ولكنه على الصليب خارج المحلة لأجلنا يكفر عن خطايانا، وهو في حضن أبيه ليضمنا إلى بره وتذبح قدامه = فكهنة اليهود نسل هرون هم الذين قدموا المسيح للصليب وذُبح قدامهم آية4:- و ياخذ العازار الكاهن من دمها باصبعه وينضح من دمها إلى جهة وجه خيمة الاجتماع سبع مرات. رقم 7 رقم كامل. وخيمة الاجتماع ترمز للكنيسة. وهذا يعنى أن المسيح قدس كنيسته تقديسًا كاملًا. ورقم 7 يشير لكل أيام الأسبوع فالمسيح قدس كنيسته كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر. ويوحنا رأى المسيح حملًا كأنه مذبوح لأن دمه مازال يقدس كنيسته ويكفر عنها. فالدم لا تنقطع فاعليته. بل هذا يعطى رجاء للخاطئ أن دم المسيح وبره أعظم من خطيتى. وهو يطهر من كل خطية. آية5:- و تحرق البقرة امام عينيه يحرق جلدها ولحمها ودمها مع فرثها. تُحرق = النار هي نار دينونة الله التي نزلت على المسيح بدلًا منى. هو قبل الدينونة عنى. فرثها = بقايا الطعام الذى في جوفها. الحرق لكل شيء إشارة لأن جسد المسيح كان كاملًا وليس خياليًا. آية6:- و ياخذ الكاهن خشب ارز وزوفا وقرمزا ويطرحهن في وسط حريق البقرة. الأرز هو أعلى نبات والزوفا هو أصغر نبات " وتكلم سليمان عن الأشجار من الأرز إلى الزوفا النابت في الحائط " فالصليب هو رفض للعالم بكل مجده وكبرياؤه (الأرز) وحتى لأصغر ما فيه (الزوفا) " صُلب العالم لي وأنا للعالم " أما القرمز فيشير للخطية " إن كانت خطاياكم كالقرمز.." ويشير للدم. فنجد المعنى أن خطايانا إحترقت حين إحترق اللون القرمزى، نجد في الرماد حريق القرمز. ورماد القرمز يشير لأن خطيتى قد إحترقت + والأرز والزوفا والقرمز كانا يستخدمان في طقس تطهير الأبرص بنفس المفهوم. + وقد يشير خشب الأرز للصليب والزوفا للغسل (تنضح علىَ بزوفاك) والقرمز للدم. + نرى هنا صورة لما شرحه معلمنا يوحنا في (1يو8:5) أن الدم والماء والروح يشهدون في الأرض لعمل المسيح الكامل في التقديس فالروح القدس يعمل في المؤمنين باستحقاقات الصليب. + وقد يشير أنني يجب أن أحرق كبريائى (الأرز) مع صغر نفسي (الزوفا) مع كل مجد العالم وشهوته وبريقه (القرمز) فقد كان القرمز رداء ملوك اليهود والأرجوان لملوك الأمم. + والأرز لأنه يُعمِّر طويلًا جدًا يشير لدوام فاعلية الدم، ولأن جسد المسيح لم يرى فسادًا. الآيات 7-10:- ثم يغسل الكاهن ثيابه ويرحض جسده بماء وبعد ذلك يدخل المحلة ويكون الكاهن نجسا إلى المساء. والذي احرقها يغسل ثيابه بماء ويرحض جسده بماء و يكون نجسا إلى المساء. ويجمع رجل طاهر رماد البقرة ويضعه خارج المحلة في مكان طاهر فتكون لجماعة بني إسرائيل في حفظ ماء نجاسة انها ذبيحة خطية. والذي جمع رماد البقرة يغسل ثيابه ويكون نجسا إلى المساء فتكون لبني إسرائيل وللغريب النازل في وسطهم فريضة دهرية. كل من اقترب منها يتنجس أما رمادها فيقدس (الكاهن - والذي أحرقها والذى جمع رمادها) الكل يتنجس. فكل من اقترب من الصليب يشعر بنجاسته، واحتياجه للتطهير. أما اليهود فقد أعلنوا من خلال تفاسيرهم أنهم غير قادرين على فهم هذه الفريضة وقالوا حتى سليمان لم يستطع تفسيرها. كيف أن من يقدمون هذه الذبيحة يتنجسون بينما هي تطهير لمن تنجس 1- المسيح صار خطية لأجلنا ليقدسنا، هو لم يخطىء ولكنه صار حاملًا لخطايانا 2- اليهود تنجسوا بصلبهم المسيح ولكن عملهم كان لتطهير البشرية بدم المسيح 3- ذبيحة المسيح حملت خطايا العالم كله وهي سر تطهيرنا، لليهود والأمم = الغريب أي لكل مؤمن الآيات 11-19:- موت الجسد في العهد القديم كان رمزًا للخطية القاتلة للنفس. لهذا إن لمس أحد ميتًا يصير نجسًا. وهو يصير نجس لمدة سبعة أيام رمزًا لعدم التطهير من الخطية كل أيام غربتنا ما لم يتدخل هذا الرماد والماء. والتطهير يتم في اليوم الثالث بواسطة ماء النجاسة المحتوى على الرماد. والمعنى أن تطهيرنا يتم بمياه المعمودية التي أخذت قوتها من ذبيحة المسيح وخلال القيامة مع المسيح (اليوم الثالث) ومن لا يتم تطهيره في اليوم الثالث لن يطهر في اليوم السابع أي حتى بعد أن تنتهي فترة حياته على الأرض ومن يتطهر في اليوم الثالث تظل فاعلية التطهير العمر كله وحتى عبورنا للحياة الأخرى بل إن من لا يتطهر تُقطع تلك نفس من الشعب (لا ينتمى للكنيسة عروس المسيح) ولاحظ أن يستمر طاهرًا من تقدس في اليوم الثامن أي يوم القيامة. ففاعليتها أبدية فمن بدأ تطهيره بالقيامة الأولى (اليوم الثالث) يكمل تطهيره بالقيامة الثانية (اليوم الثامن) فحسب الطقس اليهودى ينتهي طقس التطهير بنهاية اليوم السابع الذي يعتبر بداية اليوم الثامن. وخلال فترة حياتنا (الأيام السبعة يحتاج كل من يلمس ميتًا أن يتطهر وهذا يتم بماء النجاسة). آية(17):- فياخذون للنجس من غبار حريق ذبيحة الخطية ويجعل عليه ماء حيا في اناء. التطهير يتم بالماء + الغبار. الماء يشير للمعمودية والماء الحي = أي ماء جارى إشارة لأن المعمودية محيية فهي موت وقيامة مع المسيح. والغبار يشير لما أعطى الماء قوة على الولادة الجديدة. ولكن الرماد يشير لشيء آخر وهو عمل التوبة والموت عن العالم بكبريائه (الأرز) ومجده (القرمز) وضعفاته (الزوفا) فالمعمودية هي بداية وتكمل بالتوبة المستمرة، حياة التوبة والإيمان هو الزوفا الذي به نُطهر ضمائرنا. فمن اعترف وتاب عليه أن يؤمن أن خطيته قد غُفِرَتْ. والخطية نفسها ليست قاتلة فمن لمس ميتًا لا تقطع تلك النفس من شعبها بل من أهمل في التطهير أي من رفض التوبة تُقطع تلك النفس من شعبها (آية12) لأنه أصبح مجرمًا في حق الله والناموس. هذه الشريعة تُعطى رجاء لكل من لمس ميتًا (صنع خطيته) في أن هناك طريقًا للتقديس. آية18:- و ياخذ رجل طاهر زوفا ويغمسها في الماء وينضحه على الخيمة وعلى جميع الامتعة وعلى الانفس الذين كانوا هناك وعلى الذي مس العظم أو القتيل أو الميت أو القبر. لا يوجد رجل طاهر إلا واحد وهو المسيح الذي طهرنا من خطايانا. وهذه الآية تنبيه لكل خادم ليحيا طاهرًا ملحوظة:- لم يعد للموت نجاسته في العهد الجديد فقط إبتعلت وذهبت شوكته وفى الآيات (15،14):- هذه هي الشريعة اذا مات إنسان في خيمة فكل من دخل الخيمة وكل من كان في الخيمة يكون نجسا سبعة ايام. وكل اناء مفتوح ليس عليه سداد بعصابة فانه نجس. نرى بشاعة الخطية فإن الموت ينجس كل من دخل للخيمة بل كل إناء مفتوح يتنجس. وهذه لها مفهوم طبى صحى فالميت قد يكون مريض بمرض معدى وكل من لمسه أو الأوانى المستعملة يجب أن تتطهر. والآنية المفتوحة تشير أيضًا للحواس المفتوحة وهذه تنجس الجسم إذا إنفتحت على خطايا العالم " ضع يا رب حافظًا لفمى وبابًا حصينًا لشفتى ولا تُمل قلبى إلى الشر". ولنرى حالات متعددة للموت أ- من مات داخل خيمة... هذا يشير لمرض تسلل خفية فأدى لضعف ورقاد وشيخوخة روحية وهذا يأتي كثمرة للإهمال والفتور الروحي (الثعالب الصغيرة) ب- من يقتل بالسيف في الصحراء.... يمثل من هاجمته الخطية بعنف وفي لحظات أسقطته. وهو في حيويته ونشاطه ج- العظام اليابسة......... هذه تشير لمن عاش في الخطية زمانًا طويلًا حتى أنتن. آية22:- و كل ما مسه النجس يتنجس والنفس التي تمس تكون نجسة إلى المساء كل ما مسه النجس يتنجس = أي أن أي شيء يلمسه الشخص المتنجس بسبب الميت يكون هذا الشيء نجسًا. وإذًا كانت نفس تصير نجسة إلى المساء. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تفسير الأصحاح التاسع من سفر عزرا |
الأصحاح التاسع عشر تفسير سفر الخروج |
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين |
الأصحاح التاسع و ثلاثين تفسير سفر التكوين |
الأصحاح التاسع و العشرين تفسير سفر التكوين |