أحيانا يجب ان نردم فصول الملح

[رمانة]

أحيانا يجب ان نردم فصول الملح

أحيانا .. لفرط .. ألمنا .. تصوم حناجرنا عنا .. ويعلن الصوت رحيله المباغت .. يغلي الحنين .. ويزيدنا الصمت تأوهاً ..
اليوم .. لا أملك من القوة ما يدفعني لأكفكف دمعي .. لا يدي تحملها روحي ولا روحي تحملني إلي .. أنملك .. قبوراً نواري بها…أحزاننا .. ونردم فصول الملح .. ! أو نتعجل النهايات .. لنخلص من زئبيقة البَيْنَ بَيْن .. ولا وسطية في أحلامنا .. تعطينا متسعاً من الصبر .. أم أننا نرتل بغير وعي .. ما يعتري جراحاتنا النازفة مدى الحياة .. تلك التي لاتلملم شعثها في دواخلنا ولا يغلق الزمان ستائره عنها .. هذه الليلة حبلى بحزن لم أعانقه منذ أمد طويل .. يوم كان القمر والحرف كل ممتلكاتي .. و الآن .. صرنا ثلاثة جراحٌ وأحلام تكسّرت على نصال المحال و روحاً لم تعد ترغب بالمزيد .. ولا حتى القليل من هذي الحياة .. الآن وقد أسبغت على روحي بدمعي المسكوب وارتديت أجمل حلّة يمكن أن نذهب بها للموت .. تولى قلبي لقبلة الصمت .. صلّــى بأنينه الخافت كل فرائضه المتراكمة عبر عقيم الزمان , رتل آيات الخوف برويّة وتأنٍ .. عانق ما تناثر مني .. وتلّـــى للرحيل كلي ..
لا تأسف عليّ أيها الزمان .. فكلانا لم يعرف للود طريقاً ولم يدرك للنهاية من سبيل , كان من الأجدر على الشجاع منّــا أن يكرم جراحه ويعيد ترتيب روحه بما يتناسب والقدر .. كذلك أتتك أحلامي .. فنسيتني .. وكذلك اليوم .. أُنْســى ..




ويطوي هذا الليل .. جناحاتي التعبة ..
يسرق مني ضحكة خبأتها لك .. ويلبسني .. خنّــاق شوق ..
لا يدي .. لي ..
ولا عادت ملامحي تشبهني ..
ردَّ لي أصابعي .. فــإني قد نسيتها معك .