منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2012, 12:35 PM
الصورة الرمزية فرونكا
 
فرونكا Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  فرونكا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 56
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : حضن يسوع
المشاركـــــــات : 10,702

الحرية الحقة حسب تعاليم المسيحية


" فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها و لا ترتبكوا ايضا بنير عبودية "(غل 5 : 1)



الحرية الحقة التى تضمن للإنسان العيش فى الفرح والسلام هى تلك التى لا يتبعها الندم والخسارة بل الفرح والسلام وراحة البال والضمير ، وهى تلك التى لا تكون سبباً فى إيقاع العقاب الزمني أو الأبدي على الإنسان بل التى تجلب على النفس مكنة السعي الدائم بشجاعة وسلام فى طريق الحياة .

ثمة بون شاسع بين الحرية والإباحية ، لان الإباحية هى الاستغلال السيء للحرية ، أما الحرية فى المسيح فهى قداسة وسمو و انتصار ، ولخطورة الأمر يحذرنا الوحى الإلهى على فم بولس الرسول من الاستغلال الخاطئ و السىء للحرية ، قائلا : " لا تصيروا الحرية فرصة للجسد " (غل 5 : 13) ، وذلك لأنه متى صارت الحرية فى حياتنا لحساب الجسد ، فحتماً ستقودنا إلى الانحلال والانحراف عن الحق والوصية المقدسة وتبعية المسيح .
وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :


+ يلزمنا حتى نتمتع بحياة فاضلة ومقدسة فى الحق أن نحمل فى داخلنا كل حين الإحساس بقدر ما وهب لنا من وزنات وعطايا لكي نتاجر ونربح بها ، أما انشغال الإنسان بأعمال الجسد وطاعة أفكاره الشريرة فحتما سيتبعه عدم الإحساس بالمسئولية والفقدان التدريجي للرغبة فى السمو والارتقاء حسب إرادة الروح ودعوته المقدسة ، وهذا كله مآله أن يجلب على حياة الإنسان الخسارة والندم .

+ لا نمو فى حياة الإنسان الذى يظن بان الثبات فى النعمة والبركة ومعرفة المسيح يتأتى له رغم تقيده بقيود الشهوة والباطل والفساد ، لأن ارتباك الإنسان بأمور العالم وسكوته عن الفساد الذى فى حياته وسلوكه كفيل بإبعاده عن الخلاص والحرية التى فى المسيح ، أما الذين صارت الإرادة الطيعة لتنفيذ وصية الإنجيل والرغبة الدائمة فى تبعية المسيح ، فلا يبرح الفرح السماوي وسلام المسيح من قلوبهم ، وهم الآن يتلذذون بحرية الروح ومجد عطاياه .

+ الثبات فى الحرية التى وهبت لنا بخلاص المسيح تقتضى من الإنسان القيام بأمور عديدة والتى من بينها : رفض التجاوب مع الأفكار الشريرة وشبة شريرة ، السلوك بروح التقوى الصادقة والكشف المبكر ، بروح الجدية والأمانة ، لكل معوقات التجديد والنمو فى النعمة والارتقاء حسب الروح ، الاجتهاد فى النمو والارتقاء حسب دعوة الإنجيل ومسرة الروح ، تغصب الإنسان لممارسة الأمور الأولى التى كانت سبباً فى تحريره وقد انعدمت ممارسته لها بفعل ما اجتاز به من ضيقات وتجارب ولم ينجح فى الاستفادة منها ، المواظبة على الإقتداء بفكر أباء الكنيسة المنتصرين والسير وفقاً لتعاليمهم وإرشاداتهم كل حين ، مقاومة كل ميل يشك الإنسان فى صلاحه وقدسيته ، التيقن من عدم وجود بديل يصلح للنجاة والوصول إلى ميناء الخلاص ومعرفة الله سوى السلوك بروح الإنجيل وفكر المسيح وتنفيذ إرادة الله كل حين ورغم كل الظروف .


+ اضمحلال العادات الأولى الشريرة من الإنسان لا يعنى نواله حرية المسيح إلى المنتهى ، لأن بقاء هذه النعمة ، حرية المسيح ، يرتبط ببقاء ثباتنا فى النعمة وجهادنا المستمر ضد السقوط والانحراف والرجوع إلى عبودية الجسد وأهواء الخطية ورغبات قلوبنا الشريرة ، لأنه مكتوب : " إن كنا نصبر فسنملك أيضا معه إن كنا ننكره فهو أيضا سينكرنا (2تي 2 : 12) ، فما أحوجنا للسلوك بأمانة ويقظة وضمير صالح وحكمة دائمة تجعلنا ممتلئين من الرغبة القوية فى تبعية المسيح كل حين والعيش الدائم فى ظل الحرية الحقة وأمجاد الروح المباركة .


+ ما أحوج الرعية والمخدومين لرؤية ملامح الحرية حسب إرادة المسيح فى حياة الرعاة وخدام الإنجيل ، لأن فى تحقيق هذا غنى لا يعبر عنه وجزيل للكنيسة والكرازة بالإنجيل ، وإذ أن فى هذا إعلان صريح لصدق مواعيد الله وإرادته الحاضرة كل حين لمكافأة الذين يسلكون بالروح وحسب إرادته ويرجون رحمته ومواعيده كل حين .. يالها من بركة عظيمة ودعوة مباركة للرعاة أن تظهر فى حياتهم الحرية الحقة ، حسب روح الحق والإنجيل .

صديقي ، تعلمنا كلمة الرب أن نثبت فى المسيح وما أوهبه لنا من حرية ونعمة وبركات ، معرضين عن كل ما يكون سبباً فى رجوعنا للعبودية والفساد وكل ما هو ضد روح الحق والنعمة ، الأمور التى تضيع على الإنسان ماضى تعبه ، بل سلامه وحريته فى المسيح ، فليكن لك الإيمان بان الحرية حسب إرادة الله هى الكفيلة بجعلك فرح القلب و مقدساً فى الحق كل حين ، لك القرار والمصير .
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
- هل تُرغم المسيحية كل مسيحي على الاقتناع بكل تعاليم المسيح وأفكاره؟
تعاليم شهود يهوه تتناقض مع المسيحية
"المسيحية هي الفلسفة الحقة" القديس يوستينوس الشهيد
تعاليم وعقائد المسيحية
تعاليم المسيحية فى الزواج والطلاق كتبها قداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 10:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024