منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 10 - 2012, 08:22 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

يعد الكلام وسيلة التخاطب الأولى بين البشر، وقد ميز الله الإنسان بهذه النعمة بالإضافة للعقل عن غيره من المخلوقات، ولعل مسألة الاتصال والتخاطب مع الآخرين من أهم الأمور في حياة كل إنسان. فهو مخلوق اجتماعي بطبعه ولا يستطيع العيش وحيدا.

يعد أي خلل في جهاز النطق أو طريقة الكلام، مشكلة لها تأثير كبير على مسار حياة أي شخص. فلو كان الشخص أخرس لاستعاض عن الكلام بلغة الإشارة، ولو أن استخدامها محصور بفئة معينة.لكن تبرز المشكلة حال وجود خلل في طريقة الكلام أو ما يطلق عليه التأتأة في الكلام وهي مشكلة مرضية إذا لم تعالج بوقت مبكر قد تكون سببا في تعكير صفو حياة المصاب ووضعه تحت ضغط نفسي واجتماعي كبير.
سالم علي شاب في مقتبل العمر يوحي لك مظهره الخارجي من الوهلة الأولى للقائه، أنك أمام شخصية قوية مليئة بالطاقة، منفتحة على الحياة، لكن بمجرد بدء الحديث معه تبدأ ملامح القوة تتلاشى عن وجهه الذي يهتز مع كل كلمة ينطق بها، فهو يعاني من التأتأة في الكلام، وقد كان لهذه المشكلة أثرها البارز والسلبي في حياته، ولمعرفة طبيعة المعاناة التي يعيشها هذا الشاب التقته «الصحة أولا» حيث باشر سرد حكايته مع هذه المشكلة المرضية قائلا:
إن الخجل وقلة الكلام صفتان لم أخترهما لنفسي بل فرضتا علي، فأنا أشعر أني متقوقع داخل نفسي خجلا، فأنا بطبيعتي لا أحب أن ينتقدني أحد، ولكن الأمر ليس بيدي، مشكلتي مع التأتأة في الكلام لازمتني منذ الصغر، لكنها كانت ميزة في ذلك الوقت. فقد كان الأهل والأقارب يتبادلون الحديث معي ضاحكين ومشجعين ذلك الطفل الذي يتكلم بطريقة خاطئة ومسلية بالنسبة لهم. كنت مميزا بين إخوتي وأنا طفل لأن الجميع يحبون طريقة كلامي الغريبة والمضحكة، كنت سعيدا في حينها ولم أكن أدري أن ما أسعدني بالأمس سيبكيني بحرقة في الغد.

صراع نفسي
عن بداية معاناته قال سالم كانت البداية في البيت ومع إخوتي الذين لم يتوانوا عن البدء باستغلال مشكلتي النطقية لصالحهم، وهذا أمر طبيعي بين الأشقاء في فترة الطفولة لكنهم لم يكونوا يعون ما تأثير ذلك على نفسيتي. فالبداية كانت بقطع أي حديث بيني وبين أبوي، متفوقين بسرعتهم بالكلام ومشيرين إلي، أن لا وقت لدينا لانتظارك حتى تركب الكلمات، كان لهذا وقع كبير علي فبدأت أتحاشى الكلام في وجودهم، وأستغل فترة غيابهم للحديث مع أبي وأمي اللذين كانا يطيبان خاطري بأن هذه مشكلة بسيطة و ستزول مع الوقت، مما أبقاني على أمل الوصول لهذه اللحظة التي سأتمتع بها بطلاقة اللسان.

انطوائية
كانت مرحلتي الثانية وكأي طفل هي المدرسة، وهنا كانت الطامة الكبرى. فمجال التخاطب والحوار توسع وأصبحت في محيط يتلاسن فيه الجميع وأنا في الحالة التي أعاني منها سيكون من الصعب علي مجاراتهم، لكنهم بدأوا بالحديث معي وبمجرد صدور الكلمات الأولى والتي كعادتها تستغرق وقتا لتكتمل، نظروا إلي وكأني كائن آخر وبدأت الأسئلة تنهال علي لماذا أنت كذلك ؟ هل كنت أخرس؟، وبدأ الضحك والاستهزاء. معاناة لم أكن أقوى على تحملها، فآثرت الابتعاد والانطواء على نفسي. فلم تكن لي صلات قوية وعديدة أثناء الدراسة بل بعض العلاقات مع ضعاف الشخصيات والمنبوذين من الجميع حيث كانوا هم المتنفس الوحيد لي.

مشكلات العمل
وعن المشكلات التي واجهها سالم في إطار العمل قال تعرضت للكثير من المواقف أثناء بحثي عن عمل حيث وقف عدم قدرتي على النطق بطريقة طبيعية حاجزا بيني وبين إيجاد فرصة عمل أرغب به. فقد تخرجت من كلية التجارة وشهادتي تتيح لي العمل بمجالات عدة، لكني كنت آمل بالعمل في أحد الفنادق كموظف للاستقبال، ولكن كان الفشل حليفي من أول مقابلة. فالشخص الذي قابلني اعتذر بلطف جرحني به قائلا أنا آسف نريد شخصا يستطيع الكلام، كم تمنيت في لحظتها أن أكون أخرسا فلو كنت كذلك لما عانيت كثيرا ولكان هناك حل.

علاقات اجتماعية
وحول المواقف الاجتماعية المحرجة التي تعرض لها سالم وكانت مشكلة التأتأة سببا فيها قال لقد ذهبت لأخطب ثلاث مرات ولكن دون جدوى مع العلم بأني كنت أعرض مشكلتي على أهل الفتاة قبل الذهاب، ولكنهم كانوا يرحبون بي وبعد جلوسي مع الفتاة وبدء الحديث تتغير الأمور ويتم الرفض، لكن القدر سخر لي من استطاعت أن تختار شخصي وليس طريقتي في الكلام وأنا الآن متزوج وعندي طفل، وخوفا عليه أن يعاني مما عانيت سأتابعه باستمرار حيث أني سمعت أن التأتأة قد تكون وراثية، وفي حال أحسست بأنه يعاني من المشكلة نفسها سأتوجه به لأماكن العلاج الخاصة بالنطق، وأنا منذ فترة زرت إحدى هذه المراكز ووصفوا لي بعض الأدوية عسى أن تساعدني على التحسن الذي بات صعبا جدا بعد تقدمي في العمر.
لعل الكثير منا قد قابل شخصا يعاني مشكلات في النطق وقد أصابت طريقته في الكلام الكثير منا بالضحك لكن لو وقفنا للحظة وسألنا أنفسنا هل هو يعاني ؟ الجواب سيكون نعم فمشاكل النطق أمراض إذا لم تعالج خلال فترة الطفولة سيكون لها تأثير بالغ على حياة الشخص المصاب. لذلك يجب على الجميع متابعة الأطفال جيدا وإرسالهم للمراكز الطبية المختصة لإبعاد شبح مشكلات النطق الدائمة عنهم
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اضطرابات النطق لدى الأطفال
اضطرابات نفسية أغرب من الخيال لن تصدق وجودها
مشاهير يعانون أصيبوا بـ«اضطرابات نفسية»
اضطرابات النوم تتسبب فى أمراض نفسية وجسدية
ابنى يعانى من اضطرابات فى النطق.. فماذا أفعل؟


الساعة الآن 04:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024