رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحب المزعوم..والحب المعلوم..والعطاء مع اللوم + الحب المزعوم: وسأله واحد من الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ(لو7:36) عجبي يارب حتي وأنت تعلم جيدا من هو الفريسي الذي دعاك استجبت وذهبت معه.لقد تظاهر الفريسي بالحب وأقام وليمة وتكلف الكثير ولكن انكشف ما بداخله عن طريق فكره وتصرفاته نحو المخلص كما يقول الكتابتكلم في نفسه قائلا: لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة(لو7:39) وأيضا لم يتركه السيد غارقا في المظاهر الكذابة التي لاتفيد إنما أعطاه درسا في المحبة وعلمه كيف تكون وقال لهدخلت بيتك وماء لرجلي لم تعط..قبلة لم تقبلني..بزيت لم تدهن رأسي(لو7:44-46) أي أن الحب لايمكن أبدا أن يكون بالشكليات إنما هو إحساس ومشاعر تتحرك نحو الآخر نتيجة لقلب مشحون بالحب والعطاء نحو الله..مسكين هذا الفريسي زعم أنه يحب ولكنه خرج من اللقاء خاسرا. + والحب المعلوم: عندما يكون الحب حقيقيا نابعا من القلب تؤكده التصرفات البعيدة عن التكلف والتظاهر كما فعلت هذه المرأة التي نالت مديح المخلص كما قال لسمعاناتنظر هذه المرأة..غسلت رجلي بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها..لم تكف عن تقبيل رجلي..فقد دهنت بالطيب رجلي..إنها أحبت كثيرا(لو 7:44-47) كان واضحا حب هذه المرأة فقد انسكبت خاضعة وخاشعة ولم تبال بالمظاهر أو حتي كلام الناس فكان يهمها أولا أن تنال محبة الله وغفرانه فكما يقول القديس مار إسحق السريانيالمحبة بطبيعتها لاخجل فيها ولاحدود لها والنفس التي تحب الله لاتجد الراحة إلا فيه فاستدرك نفسك وتحرر من كل رباط خارجي لتتمكن من ربط قلبك بالله وهذا ما فعلته هذه المرأة لذلك كان حبها للرب معلوما وواضح وحب الله كان أوضح في اهتمامه بها ومدحها علانية. + والعطاء مع اللوم: لقد صنع الفريسي الوليمة ولكن النتجة كانت لصالح تلك المرأة الخاطئة التي أحبت كثيرا وأعطت أكثر فسكبت قلبها ودموعها ووضعت تاجها تحت رجلي المخلص فكان المقابل العطاء الذي بلا حدود كما قال أقول لك قد غفرت خطاياها الكثيرة..فقال للمرأة إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام (لو7:47-50) فنالت غفران خطاياها الكثيرة وحصلت علي نعمة السلام كما امتدح السيد إيمانها وما صنعته أما الفريسي فوجه له السيد اللوم لفكرهلو كان هذا نبيا ولعدم اهتمامه بالسيد نعم فكما قال القديس أغسطينوس أن الله لاينظر إلي الأيدي وما تحمله بل إلي القلب فيا ليتنا نحب الرب من كل القلب حتي لايكون حبنا زعما وإنما يكون معلوما ومعروفا عند الله كأولاد لله كما يقول الكتابأولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس كل من لايفعل البر فليس من الله وكذا من لايحب أخاه(1يو3:10). |
|