لا يجوز لأحدنا أن يعتمد على حكمه الخاص متجاهلًا رأي أخيه، وذلك إن أردنا التحفظ من خداع مكر الشيطان.
يمكن إظهار الحب الذي يتكلم عنه الرسول قائلًا: "فإذًا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولاسيَّما لأهل الإيمان" (غلا10:6). إننا نحب آباءنا بطريقة، وزوجاتنا بطريقة، وأولادنا بطريقة ثالثة. فهناك فارق شاسع بين مشاعر المودة وبعضها البعض.
هكذا ربنا غيور جدًا ألا نتجاهل تكدر الغير علينا، حتى إنه لا يقبل تقدمتنا متى كان أخونا لديه شيء ضدنا، بمعنى إنه لا يسمح لنا أن نقدم له صلواتنا ما لم يتم صلح سريع بنزع التكدر الذي في ذهن أخينا تجاهنا، سواء كان على حق أو باطلًا.
باطلًا نلجم ألسنتنا إن كان صمتنا يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الصراخ. وبواسطة إيماءاتنا الكاذبة نجعل ذاك الذي نشفيه في حالة أكثر غضبًا، بينما يمتدحنا الناس من أجل صمتنا... وبهذا يكون الإنسان أكثر إجرامًا، لأنه يحاول أن يمجد نفسه على حساب سقوط أخيه...
يمكن أن يوجد الاتفاق الحقيقي والوحدة غير المنحلة فقط بين الذين يحيون حياة نقية ومتشابهين في الصلاح والهدف.