كان هذا القديس يتعبد في أحد أديرة المشرق وقد عاصر الملك قسطنطينوس بن قسطنطين الكبير، ويوليانوس المعاند ويوبيانوس المؤمن الذي لما قُتل تملك أخوه فالنس، وكان أريوسى المذهب فأذن للأريوسيين بفتح كنائسهم وغلق كنائس الأرثوذكسيين. غيرته على استقامة الإيمان:
تحرك هذا القديس بالنعمة الإلهية وأتى إلى القسطنطينية، فالتقى بالملك وهو خارج للحرب فوقف أمامه، وقال له: "أنا أسألك أن تفتح كنائس المؤمنين للصلاة عنك لينصرك الله على أعدائك، وإن لم تفعل ذلك فإن الله سيتخلى عنك، فتُهزم أمام أعدائك". غضب الملك من ذلك وأمر بضربه وحبسه فقال له القديس: "أعلم أنك ستُهزم أمام أعدائك وتموت حرقًا". فازداد غضب الملك، وأمر باعتقاله إلى أن يعود من الحرب. فقال له القديس: "إن عدت فلا يكون الرب قد تكلم على فمي". وسار الملك لمحاربة أعدائه ولما التقى الجيشان تخلى الرب عنه فانهزم أمام أعدائه وتتبّعوه إلى داخل إحدى القرى وأشعلوا النيران حولها فهرب أهلها وبقى هو وبعض خاصته فأحرقوهم وعاد من بقى حيًا من جنده إلى مدينة القسطنطينية وأخبروا المؤمنين بما حدث، وبذلك تمت نبوة القديس. فاجتمع المؤمنون وأخرجوه من السجن بإكرامٍ جزيلٍ. كما صدقوا صحة إيمانه فرجعوا عن ضلالهم معترفين بمساواة ابن الله مع أبيه في الجوهر. قضى هذا القديس بقيه أيامه مجاهدًا ناسكًا حتى تنيّح بسلام.العيد 5 بؤونه.