وُلد هذا القديس بمدينة نصيبين وتربّى فيها وكان سرياني الجنس واختار منذ صباه سيرة الرهبنة. فلبس مُسحًا من الشعر يتقي به حر الصيف وبرد الشتاء. وكان طعامه نبات الأرض، وشرابه الماء فقط، لذلك كان نحيفًا جدًا، ولكن نفسه كانت نامية مضيئة. نعمة النبوّة وعمل المعجزات:
ولهذا استحق نعمة النبوّة وعمل المعجزات، فكان يسبق فيعرِّف الناس بما سيكون قبل حدوثه، أما آياته ومعجزاته فكثيرة جدًا. أبصر يومًا نساءً فاسدات الأخلاق يلعبن بوقاحة عند عين ماء وقد حللن شعورهن لأجل الاستحمام، فصلى إلى الله فجف ماء العين وابْيَضَّ شعر النساء ولما اعتذرن إليه نادمات على ما فرط منهن صلى إلى الله فعاد ماء العين وأما الشعر فبقي أبيضًا. اجتاز يومًا بقوم قد مدوا إنسانًا حيًا على الأرض وغطوه كأنه ميت وسألوا القديس شيئًا من المال لتكفينه، ولما رجعوا إلى صاحبهم وجدوه قد مات حقيقة، فأسرعوا إلى القديس تائبين عما اقترفوه فصلى إلى الله فأحياه. أسقف مدينة نصيبين:
لما شاعت فضائله اختير أسقفًا على مدينة نصيبين حوالي سنة 308 م.، فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وحرسها من الذئاب الأريوسية، وكان أحد المجتمعين في مجمع نيقية سنة 325 م، ووافق على طرد أريوس ونفيه. لما حاصر ملك الفرس مدينة نصيبين جلب الله بصلاة هذا القديس على الجنود سحابة من الطنابير والناموس فجمحت الخيول والفيلة وقطعت مرابطها وانطلقت تعدو هنا وهناك، فخاف ملك الفرس وارتد بجنوده عن المدينة. لما أكمل القديس جهاده الحسن تنيّح بسلام.العيد 18 طوبه.