وهو أعطَى البعضَ أن يَكُونوا رُسلاً، والبعضَ أنبياءَ، والبعضَ مُبشِّرِينَ، والبعضَ رُعاةً ومُعَلِّمِينَ، لأجل تَكمِيلِ القِدِّيسِينَ، لعمل الخِدمَةِ، لبُنيَانِ جسدِ المسيح، إلى أن نَنتَهِيَ جَمِيعُنا إلى وحدَانِيَّةِ الإيمانِ ومَعرِفةِ ابن اللـهِ. إلى إنسانٍ كاملٍ. إلى قياسِ قامةِ ملءِ المسيح. كي لا نَكُونَ فيما بَعدُ أطفالاً مضروبين بالأمواج ومَحمولينَ بكُلِّ ريحِ تَعلِيمٍ، بحِيلةِ النَّاسِ، بمكرٍ إلى مكيدةِ الضَّلالِ. بلْ صَادِقِينَ في المَحَبَّةِ، لننموا في كُلَّ شىءٍ بهِ الذي هو الرَّأسُ: المَسِيحُ، هذا الذي منهُ كُلُّ الجَسدِ مُرَكَّبٌ معاً، ومُقترنٌ بمؤازرة كُلِّ عرقٍ، كمقدار عمل المواهبَ لكلِّ واحدٍ من الأعضاءِ، صانعاً نمواً للجسدِ لبُنيَانهِ في المَحبَّةِ.
فأقولُ هذا وأشهَدُ في الربِّ، أن لا تَسلُكُوا في مَا بَعدُ كما يَسلُكُ سَائِرُ الأُمَمِ أيضاً بِبُطلِ ذِهنِهِمْ، إذْ هُمْ مُظلِمُوا الفِكرِ، وغرباءٌ عن حياةِ اللهِ لِسَبَبِ الجَهلِ الذي فيهم لأجل عَمَى قُلُوبِهِم. الذين ـ إذ هُمْ قد فَقدُوا الحِسَّ ـ أسلَموا نُفُوسَهُمْ وحدَهم للدَنَسِ وعملِ كُلِّ نَجاسَةٍ بظلمٍ.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )