رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البنت التى قصوا شعرها بقلم عبلة الرويني الفتاة التى كانت فى الخامسة من عمرها، كبرت، صارت طالبة جامعية، لكن مشهد قص شعر (سيدة) البنت اليتيمة الفقيرة فى مسلسل (نحن لا نزرع الشوك) لا تنساه أبداً رغم مرور السنوات.. طبع بأصابعه الخمسة فى ذاكرتها، صورة لكل أشكال القمع والقهر والظلم.. كانت فى الخامسة من عمرها، تبكى بحرقة وهى تشاهد قص شعر (سيدة) تبكى حتى بعد انتهاء المسلسل.. كبرت الصغيرة دون أن يفارق المشهد خيالها، ظلت (سيدة) أكثر حضوراً لديها من (سندريللا) وظل قص الشعر عنوة، أعنف مشهد للقهر فى تصورها.. لكن إيمان كيلانى معلمة العلوم المنتقبة فى مدرسة «الحدادين» بإحدى قرى محافظة الأقصر (للأسف معلمة) قامت بقص 7سم من شعر تلميذتين لديها بالصف السادس، لرفضهما ارتداء الحجاب الذى سبق أن طالبتهما بارتدائه.. قصت شعر التلميذتين دون أن يطرف لها عين، ثم أبدت دهشتها الشديدة من إثارة الموضوع «لم أكن أتصور أن قص 2سم من شعر تلميذتين جريمة إلى هذا الحد..أخرج تلميذ بالفصل مقصاً من حقيبته، مطالباً هو وزملاؤه أن أقوم بتنفيذ تهديدى المتكرر، ففعلت». ما فعلته إيمان كيلانى، مدرسة العلوم فى مدرسة (الحدادين) بالأقصر، ليس جريمة واحدة، بل جرائم متعددة، جرائم كبرى، صورة من الحرب الدائرة، والعدوان على الهوية المصرية.. محاولة فرض الدين بالقوة والعنف، وإساءة استخدام الدين الإسلامى جريمة.. إجبار طفلتين على ارتداء الحجاب بالتهديد، وإكراههما عليه جريمة.. قص شعر فتاتين صغيرتين بالقوة وسط زملائهما، إهانة لإنسانيتهما، والاعتداء على حريتهما، واستباحة طفولتهما جريمة، تحكى (منى الراوى) الطالبة فى الصف السادس الابتدائى، أنها كانت تبكى أثناء قص شعرها، بينما الزملاء بالفصل يضحكون.. انتهاك نفسية الطفلة جريمة. ما فعلته المعلمة جزء من بلطجة سياسية تحاول فرض هيمنة جماعة معينة، وتطبيق أفكارها وأيدلوجيتها، وهى جريمة أيضاً.. فقدان الإحساس بالمسئولية وغياب أى معنى تربوى للمعلم جريمة.. وفوق ذلك بلادة الحس والغلظة. صحيح أن محافظ الأقصر، أو وزير التعليم، عاقب المعلمة على فعلها، بخصم شهر من راتبها، ربما نقلها أيضاً من المدرسة إلى عمل إدارى بالإدارة التعليمية، لكن الفعل الغليظ هو جزء من منظومة أكثر غلظة، جزء من هيمنة فصيل سياسى احتكر المشهد بصلافة.. حرب صريحة وعدوان يجب مواجهته بخطوات جادة، وصورة أكثر حسماً، تعى حجم الخطر الذى نعيشه، وحجم ما يهددنا ويهدد ثقافتنا وحياتنا.. والواقعة ليست بعيدة عن تصريحات وزير التربية التعليم (إبراهيم غنيم) حول إباحة الضرب بالمدارس (عندما شعر بالحرج وسط استنكار الكثيرين، تراجع عن تصريحاته) لكن يظل العقل القامع هو مصدر خطر بالتأكيد. الوطن |
|