![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجالات للشكر
ما أجمل ذلك التعلﯿم الروحي الذي ﯾقول: "شَا ِكرﯾن كُل حين عََلى كُل شَيء" (رسالة بولس الرسول إلى أھل أفسس 20 :5). أي أن الشكر ﷲ تبارك اسمھ، ﻻ ﯾكون فقط في مناسبات معﯿنة. بل تكون حﯿاتنا كلھا في شكر دائم، معترفﯿن بفضل اﷲ علﯿنا في كل حﯿن. إننا نشكر اﷲ في بداﯾة ھذا العام الجدﯾد، ﻷنھ منحنا صفحة جدﯾدة من الحﯿاة، ﯾنبغي أننا ﻻ نكتب فﯿھا إﻻ كل خﯿر. علي أننا ﻻ نقتصر علي ذلك. بل نشعر بإحسانات اﷲ إلﯿنا باستمرار علي الرغم مما ﯾمر علﯿنا من ظروف الحﯿاة المتنوعة. إننا ندرك عن ﯾقﯿن وثقة أن اﷲ صانع الخﯿرات، ﻻ ﯾعمل معنا إﻻ كل خﯿر، سواء كنا نري ھذا الخﯿر أو ﻻ نراه إننا نشكره علي الخفﯿات والظاھرات. نشكره علي النعم الجزﯾلة التي ﯾفﯿض بھا علﯿنا،، كما نشكره علي القلﯿل أﯾضا أو ما نراه قلﯿﻼ. لذلك فإن اﻹنسان الروحي ﯾحﯿا دائما في سﻼم وفي شكر لﯿس فقط بالكﻼم وإنما من عمق القلب أﯾضا. وﯾشكر أﯾضا علي كل الخﯿر الذي ﯾتلقاه من اﷲ، موقنا أنھ ﻻ توجد عطﯿة بﻼ زﯾادة إﻻ التي بﻼ شكر. بل ﯾصل الشكر أﯾضا حتى في وقت الضﯿقة ﻻن اﷲ ﻻ ﯾسمح لﻺنسان بالضﯿقة إﻻ لو كان وراءھا خﯿر ﻻبد ﯾظھر بعد حﯿن. ومن الطبﯿعي أن ﯾشكر كل شخص علي إنقاذ الرب لھ من الضﯿقات التي ﯾراھا. ولكن ﯾنبغي أن ﯾشكر أﯾضا علي الضﯿقات التي كانت تسعي إلﯿھ، ووقفھا اﷲ ومنعھا قبل أن تحدث. وھنا ﯾكون الشكر لﯿس علي الضﯿقات التي أنقذه اﷲ منھا، بل أﯾضا علي الضﯿقات التي حفظھ اﷲ من وصولھا إلﯿھ. لو عاش اﻹنسان حﯿاة الشكر الحقﯿقﯿة، لكان ﯾشكر اﷲ علي كل نفس ﯾتنفسھ، وعلي كل خطوة ﯾخطوھا، وعلي كل عمل ﯾعملھ، وعلي كل ما ﯾأتي علﯿھ، وﻻ ﯾري أن ھناك شﯿئا من تدابﯿر اﷲ معھ، إﻻ وﯾستحق الشكر. وھكذا ﯾقول في كل ما ﯾحدث معھ: كلھ للخﯿر. ھناك أسباب كثﯿرة ﯾجب أن نشكر اﷲ علﯿھا، ولكننا نادرا ما نشكر! وبعضھا ﯾبدو لنا كأنھا مجرد أمور عادﯾة. وعلي الرغم من أنھا نعم، إﻻ أنھا لم تستوف حقھا من الشكر. مثال ذلك أنھ ﯾنبغي أن نشكر اﷲ ﻷنھ خلقنا وأنعم علﯿنا بالوجود. ولكن من منا ﯾشكر اﷲ علي ذلك؟! كان ممكنا ﯾا أخي أنك ﻻ تكون موجودا. لم ﯾكن اﷲ مطالبا أن ﯾزﯾد العالم واحد! اشكر اﷲ أن والدتك لم تكن عاقرا، بل منحھا اﷲ نعمة ان تلد بنﯿن. أو كان ممكنا أن والدﯾك ﯾكتفﯿان بوﻻدة إخوتك، دون أن ﯾأتي دورك... ﯾنبغي أن نشكر اﷲ أﯾضا علي الطبﯿعة التي حولك، وعلي كل ما خلفھ اﷲ ﻷجل راحتك. اشكره علي أنھ رتب كل قوانﯿن ھذا الكون من حﯿث الضﯿاء والھواء والحرارة واﻷمطار وكل الكائنات التي حولنا. اشكره ﻷنھ أقام لك السماء سقفا، وثبت اﻷرض كي تمشي علﯿھا. ولم ﯾدعك معوزا شﯿئا من أعمال كرامتك. علﯿك أن تشكر اﷲ أﯾضا علي ما وھبك اﷲ من العقل أو الذكاء أو أي موھبة منحك اﷲ إﯾاھا: مثل موھبة الرسم أو الموسﯿقي أو رخامة الصوت، أو جمال الوجھ، أو القدرة علي اﻻحتمال والصبر... وكلھا مواھب من اﷲ تحتاج إلي شكرك علﯿھا. اشكر اﷲ أﯾضا علي اﻹﯾمان الذي أنت فﯿھ، نعم ھل تشكره علي أنك ولدت مؤمنًا ولم تبذل أي مجھود لكي تصل إلي ھذا اﻹﯾمان... ذلك ﻷن كثﯿرﯾن ﯾشتھون ھذا اﻹﯾمان وﻻ ﯾجدونھ، أما أنت فقد نلتھ مجانا وسھﻼ. إذ ولدت فﯿھ. سمعت مرة عن قصة فﯿلسوف ملحد، رأي فﻼحا أممﯿًا ﯾصلي. وتعجب كﯿف أن ھذا الرجل البسﯿط ﯾركع في حقلھ، لﯿخاطب من ﻻ ﯾراه وذلك من قلبھ وبكل مشاعره وبكل ثقة وإﯾمان! فقال: إنني مستعد أن أتنازل عن كل فلسفتي وكل ما درستھ من كتب، مقابل أن أحظي بشيء من إﯾمان ھذا الغﻼم البسﯿط. نعم إن إﯾمانك نعمة لم تحظ بھا البﻼد الملحدة وﻻ أولئك اﻷشخاص الذﯾن شوه الشﯿطان عقولھم بشكوك ﻻ ﯾعرفون ردودًا عنھا. اشكر اﷲ أﯾضًا علي أنك ما زلت حﯿا. ذلك ﻷن حﯿاتك ھي منحة من اﷲ، بﯿده أن ﯾبقﯿھا أو أن ﯾنھﯿھا في أي وقت. وھي ﯾجددھا لك ﯾوما بﯿوم وساعة بساعة. فلتشكره إذن علي ھذا الﯿوم الذي تحﯿاه، وقد تحدثنا عن ھذا الموضوع ھنا في موقع اﻷنبا تكﻼھﯿمانوت في أقسام أخرى. اشكره أﯾضا علي أنھ وقد مد في حﯿاتك، إنما قد أعطاك أﯾضا فرصة للتوبة. واذكر ھنا ما قالھ أحد الكتاب: إن مﻼﯾﯿن الناس من الذﯾن في الجحﯿم، ﯾشتھون ساعة واحدة من الحﯿاة التي علي اﻷرض، أو حتي دقﯿقة واحدة، لﯿقدموا فﯿھا توبة ﷲ، وﻻ ﯾجدون! لو أن اﷲ قرر أن ﯾأخذ روحك اﻵن، أﻻ تشتھي بعض الدقائق من ھذا العمر الذي لك؟! تقول لھ بعض دقائق أستطﯿع فﯿھا أن أصالح من أخاصمھم، مھما كان المخطئﯿن... وكل ذلك قبل أن ﯾغلق الباب وأقف خارجا. اشكر اﷲ أﯾضا ﻷنھ ھﯿأ لك بﯿئة دﯾنﯿة تعﯿش فﯿھا، وأنھ وھب لك ھذا القدر من المعرفة الروحﯿة والسلوك الروحي، وأنھ أرسل لك قدوات صالحة في طرﯾقك، تتعلم منھا الحﯿاة الحقﯿقﯿة وكﯿف تكون. اشكر اﷲ أﯾضا ﻷنھ ﻻ توجد عوائق تمنعك عن الحﯿاة مع اﷲ. نحن أﯾضا نشكر اﷲ ﻷنھ، لم ﯾعاملنا بحسب خطاﯾانا، ولم ﯾصنع معنا بحسب آثامنا. بل علي اﻷكثر فعلي الرغم من أخطائنا ﯾحسن ھو إلﯿنا بكل أنواع اﻹحسان... لذلك علﯿنا ان نشكر اﷲ علي احتمالھ العجﯿب وطول آناتھ علﯿنا... نعم جمﯿل ھو التأمل في معامﻼت اﷲ سواء لك أو لغﯿرك. إننا نشكره علﯿھا، ﻷنھ حنون وطﯿب ومحب وﻷنھ غفور. نشكره علي الصحة وعلي المرض، ونشكره ﻷنھ سترنا وأعاننا وأشفق علﯿنا وأتي بنا إلي ھذه الساعة، ونشكره علي كل عمل صالح استطعنا أن نعملھ، ﻷنھ لو لم تكن ﯾد اﷲ معنا ما كنا نستطﯿع أن نعمل شﯿئًا صال ًحا علي اﻹطﻼق. وأكثر من ھذا كلھ نشكر اﷲ ﻷنھ أعطانا أن نعرفھ. كما نشكره ﻷجل وعوده العظﯿمة التي منحنا إﯾاھا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مجالات الشكر |
العليا للرئاسة ترد على المشككﯿن في قراراتھا بشأن الوافدﯾن ببﯿان شدﯾد: ما تطالبون بھ ﯾعرض اﻻنتخابات ل |
من مجالات الشكر |
مجالات الشكر |
ان كــتـبـت ﺑــﺣــزن،، فــإنــك تــﻋــﯾـش ﺧـﯾـبـة حــب |