وُلد هذا القديس بإحدى بلاد أخميم من أبوين مسيحيين يعيشان على الفلاحة، ومنذ حداثته مال قلبه إلى زهد العالم، فترهب بأحد أديرة أخميم وأقام مدة يصوم يومين يومين ناسكًا في طعامه وشرابه. ثم انتقل إلى بلاد الأشمونين وأقام في دير هناك ست عشرة سنة لم يغادر خلالها الدير. لما مَلَك العرب البلاد وسمع بأنهم ينكرون أن يكون لله ابن من طبيعته وجوهره مساوٍ له في الأزلية، عزَّ عليه هذا القول واستأذن رئيس الدير وذهب إلى الأشمونين وتقدم إلى قائد العسكر وقال له: "أحقًا تقولون أن ليس لله ابن من طبيعته وجوهره؟" فقال له: "نعم نحن ننفي عن الله هذا القول ونتبرأ منه"، فقال له القديس: "إنما يجب أن نتبرأ منه إذا كان ذلك عن طريق التناسل الأبوي، ولكن اعتقادنا أن الرب يسوع إله من إله، نور من نور". فقال له: "هذا في شريعتنا كفر"، فأجابه القديس: "اعلم أن الإنجيل يقول: الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله". فغضب القائد من هذا القول وأمر جنوده فقطعوا القديس بالسيوف إربًا إربًا وطرحوه في البحر، فجمع المؤمنون أجزاء جسده وكفنوه ودفنوه، ورتبوا له تذكارًا في السابع عشر من شهر أمشير.