رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
قدس ابونا فلتاؤوس السريانى كان قدس ابينا فلتاؤوس تربطه علاقة وطيدة بالقديس مارمينا العجايبى و كانت له ذكريات جميلة عن نشأة الدير و صاحب الدير و قداسة البابا كيرلس السادس . فى سنة 1994 تقريبا طلب ابونا فلتاؤوس من والدى الاستاذ بشرى حنا عوض الحضور الى دير السريان و توصيله الى دير مارمينا و البيات هناك فذهبت معه الى هذه الرحلة المباركة و كان اكثر ما شدنى الى هذا الراهب القديس بساطته الشديدة و عمقه الشديد ايضا . فكان يتعامل معنا بكل بساطة و كانه طفل فى سرده للقصص و قد حكى على واقعة حدثت معه شخصيا عندما وجهنا الى قدسه سؤالا عن الاباء السواح من هم وما اشكالهم و كيف يعيشون فقال بينما كان يجلس قدام باب قلايته فى ذات يوم وقت القيل و الشمس حامية و جد راهبا وقورا يلقى سلم عليه فشخص فى وجهه ولاحظ انه ليس من الدير فاراد ان يعرف من اى دير عسى ان يكون هذا الراهب الوقور . فسأله فقال له له اتبعنى فاريك و هنا احس ابونا فلتاؤوس انه يتكلم مع احد السواح فركض هذا الراهب الشيخ وركض وراءه ابونا فلتاؤوس فذهب ناحية البرية الجوانية ولا يستطيع ان يحصل هذا الراهب السائح واخذ ابونا فلتاؤوس يلهث و ينهج و يعطش بسبب المجهود و الحر الشديد بينما ذلك الراهب الشيخ لا يتعب على الاطلاق من الركوض فصرخ ابونا فلتاؤوس مناديا على ذلك الراهب لينتظر قليلا و يستريح حينئذ نظر الى ابونا فلتاؤوس و سأله هل تعبت يا ابونا من البداية فكيف تقدر ان تعيش معنا وتبقى مثلنا و هنا ادرك ابونا فلتاؤوس ان الآباء السواح يعيشون على الارض و كأنهم ملائكة ارضيون او بشر سمائيون فكيف يصل الى تلك الدرجات العالية و رجع الى قلايته يصلى و يشكر الرب لانه يعطى الموهبة الروحية لمن يقدر عليها . و عندما وصلنا على مشارف دير مارمينا اخذ يقص لنا كيف ان البابا كيرلس السادس تعب فى انشاء هذا الدير و المجهود الذى بذله رهبان الدير الاوائل فى تعمير دير مارمينا و كان له الحظ ان يرسله البابا كيرلس السادس لمساعدة هؤلاء الرهبان اعتقد ان عددهم اربعة . فكانوا يعانون من عدم توافر المياه و كيف كانت الرحلة شاقة لجلب مياه من بهيج و قد نال ابونا فلتاؤوس بركة هذه الايام و كانت معزية له الى درجة كبيرة . و عندما دخلنا الدير نزل ابونا فلتاؤوس من السيارة مسرعا ليزور مارمينا و البابا كيرلس و كانه وجد صديقا قديما فرحا بشوشا . نسيت ان اقول شيئا انه طوال تلك الرحلة كان يحمل منبها ضخما وضعه امامه فى السيارة ينظر اليه بين الحين و الآخر لا اعرف سبب ذلك و لكن ربما لهذا الفعل دلالة روحية او يريد ان ينبهنا الى شىء مثلما كان يفعل ابونا القديس المتنيح يسطس الانطونى و يسأل زواره دائما على الوقت حقيقا لا اعرف لماذا . و بعد زيارته لمزار القديس مارمينا و البابا كيرلس السادس ذهب ليسلم على الانبا مينا أفامينا الذى كان متواجدا فى قلايته مع جمع من زواره الذين كانوا يزدحمون على بابه لطلب الصلاة و لكن عندما علم سيدنا الانبا مينا بوصول ابونا فلتاؤوس الى الدير خرج مسرعا من قلايته و ذهب الى استقباله فى المضيفة امام باب القلاية . و هنا ادركت كيف كان ابونا فلتاؤوس راهبا قديسا بسيطا عميقا فى وقت واحد . |
|