رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كن صديق الله يريد الله ان يكون صديقا ً حميما ً لك . إن علاقتك مع لله لها عدة مظاهر مختلفة ، إذ أن الله هو خالقك وصانعك ، وهو الرب والسيد والقاضي والفادي والاب والمخلّص واكثر من ذلك كثيرا ً . بَيدَ ان الحقيقة المذهلة الى اقصى درجة هي ان الله القدير يتوق ان يكون صديقك . نرى في جنة عدن علاقة الله المثالية معنا . لقد تمتع آدم وحواء بعلاقة حميمة مع الله . لم تكن هناك طقوس او شعائر ، لكن مجرد علاقة محبة بسيطة بين الله والاشخاص الذين خلقهم . لقد كان آدم وحواء يبتهجان بالله وكان الله يبتهج بهما دون اعاقة من اي احساس بالذنب او الخوف . لقد خًلقنا لنكون في حضور الله الدائم ، لكن تلك العلاقة المثالية فُقدت بعد السقوط . لم يكن هناك سوى القليل من الاشخاص في العهد القديم الذين كان لديهم امتياز الصداقة مع الله ، فقد لُقّب كل من موسى وابراهيم بلقب صديق الله وداود رجلا ً بحسب قلب الله ، وايوب واخنوخ ونوح كانت لديهم صداقات حميمة مع الله ، لكن خوف الله وليست صداقته كان هو الاكثر شيوعا ً في العهد القديم . لقد بدّل يسوع الموقف فعندما دفع ثمن خطايانا على الصليب إذ شق حجاب الهيكل - الذي كان يرمز الى انفصالنا عن الله - من فوق الى اسفل ، مما يشير الى ان الاقتراب المباشر الى محضر الله اصبح متاحا ً مرة اخرى . إن الصداقة مع الله ممكنة فقط بسبب نعمة الله وذبيحة يسوع " وَلكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ " ( 2 كورنثوس 5 : 18 ) يقول النشيد القديم : ما اجمل صداقة يسوع . لكن الله يدعونا فعليا ً للتمتع بصداقة وشركة الاقانيم الثلاثة في الثالوث : ابانا هو الابن والروح القدس ، فقد قال يسوع : " لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا ، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي." ( يوحنا 15 : 15 ) وفي هذه الآية لا تعني تعارفا ً عاديا ً وانما علاقة حقيقية ملؤها الثقة . من الصعب علي ان افهم كيف ان الله يريدني ان اكون صديقا ً حميما ً له ، لكن الكتاب المقدس يذكر : " فَإِنَّكَ لاَ تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ." ( خروج 34 : 14 ) بمعنى انه اله شغوف بعلاقته معك . ان الله يرغب بعمق في ان نعرفه عن قرب فهو في الحقيقة قد صاغ الانسجام المتزامن في احداث التاريخ المشتملة على تفاصيل حياتنا حتى نكون اصدقاء له . يقول الكتاب المقدس : " وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ ، لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ ، مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيدًا. " ( اعمال 17 : 26 ، 27 ) إن معرفة الله ومحبته ِ هي اعظم امتياز لنا فنحن معروفون لدى الله ومحظوظون اليه ، الامر الذي يملأ قلبه باعظم السرور " بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي ..... لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ. " ( إرميا 9 : 24 ) من الصعب تخيل امكانية صداقة حميمة بين الله الكامل غير المنظور كلي ّ القدرة وبين كائن بشري محدود وخاطئ ، فمن الاسهل ادراك علاقة بين عبد وسيد أو خالق وخليقته أو حتى اب وابن ، لكن ما الذي يعنيه الله عندما يريدني ان اكون صديقا ً له ؟ نتعلم ستة اسرار عن الصداقة مع الله عن طريق النظر الى حياة اصدقاء الله في الكتاب المقدس سوف نلقي نظرة على سرين : لن تصبح لك ابدا ً علاقة حميمة مع الله لمجرد حضورك الكنيسة مرة في الاسبوع او حتى الاختلاء به يوميا ً . تُبنى الصداقة مع الله على مشاركة كل اختبارات حياتك معه ، من المهم بالطبع ان تتأصل فينا عادة تكريس اوقات الخلوة اليومية التعبدية التي نصرفها في شركة مع الله ، لكنه يبتغي اكثر من مجرد موعد على جدول اعمالك ، انه يريد ان يشترك في كل نشاط ، وكل محادثة وكل مشكلة وحتى كل فكرة . يمكنك اجراء محادثة مستمرة ومفتوحة معه طوال يومك والتحدث معه بخصوص اي شيء تعمله او تفكر فيه في تلك اللحظة " صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ." ( 1 تسالونيكي 5 : 17 ) تعني التحدث مع الله حتى في التسوق او العمل او اداء اي من المهام اليومية . هناك فكرة خاطئة شائعة وهي ان قضاء وقت مع الله يعني ان تكون وحيدا ً معه . انك تحتاج بالطبع وقتا ً منفردا ً مع الله على مثال يسوع لكن ذلك يكون فقط جزء ً من ساعات صحوك . يمكن لكل شيء تقوم به ان يكون قضاء وقت مع الله إن كان الله مدعو لأن يكون جزء ٌ منه وبقيت انت واعيا ً لحضوره . إن مفتاح الصداقة مع الله كما ذُكر ليس في تغيير ما تقوم به بل تغيير موقفك تجاه ما تعمله ، ان تبدأ ان تفعل لله ما تقوم به لنفسك في العادة سواء أكان اكلا ً اواستحماما ً او عملا ً او استراحة . كثيرا ً ما نشعر اليوم اننا يجب ان نبتعد عن عملنا الرتيب اليومي حتى نعبد الله وذلك لمجرد اننا لم نتعلم ممارسة حضوره طوال الوقت . لقد كان آدم وحواء في تواصل مستمر مع الله ، وحيث ان الله معك طوال الوقت فلن يكون لله مكان اكثر قربا ً لما انت فيه الآن . يقول الكتاب المقدس : " إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلّ ِ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ." ( افسس 4 : 6 ) يخبرنا ايضا ً الكتاب المقدس : " صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ " كيف يمكن القيام بذلك ؟ احدى الطرق هي استخدام الصلوات القصيرة خلال اليوم كما فعل الكثير من المسيحيين طوال قرون ، إذ تختار جملة قصيرة او عبارة بسيطة يمكن ان تكررها ليسوع في نَفَس واحد : انت معي ، أقبَل نعمتك ، انني اتكل عليك ، اريد ان اعرفك ، إني لك ، ساعدني ان اثق بك . يمكنك ايضا ً استخدام جملة قصيرة من كلمة الله : " لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ " ( فيلبي 1 :21 ) ، انت لن تتركني ابدا ً ، انت الهي . صلي بها كلما امكنك ان تتعمق في قلبك ، تأكد فقط ان دافعك هو اكرام الله . ان ممارسة حضور الله هو مهارة وعادة ً يمكنك ان تطورها ، فكما ان الموسيقيين يتمرنون على السلم الموسيقي كل يوم حتى يعزفوا موسيقى جميلة بكل سهولة ، عليك ان تلزم نفسك بحصر تفكيرك في شخص الله في اوقات مختلفة من اليوم . عليك ان تدرب ذهنك لتتذكر الله . إن كنت تبحث عن اختبار حضور الله من خلال كل ذلك فقد فاتك الهدف . اننا لا نسبّح الله حتى نشعر باحساس جميل بل لنفعل الصلاح . إن هدفك ليس احساسا ً إنما وعي مستمر لحقيقة حضور الله الدائم ، ذلك هو اسلوب حياة العبادة . الطريقة الثانية لتأسيس صداقة مع الله هي عن طريق التفكير في كلمته اثناء يومك وذلك يدعى التأمل ، كما ان الكتاب المقدس يحثنا في اكثر من موضع على التأمل في شخصية الله وما صنعه وما قاله . من المستحيل ان يكون صديق الله بعيدا ً عن معرفة ما يقوله . لا يمكنك ان تحب الله ما لم تعرفه ولا يمكن ان تعرفه دون ان تعرف كلمته . يذكر الكتاب المقدس ان الله " اسْتَعْلَنَ لِصَمُوئِيلَ فِي شِيلُوهَ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. " ( 1 صموئيل 3 : 21 ) لا يزال الله يستخدم تلك الطريقة اليوم . وبما انك لا يمكنك ان تقضي كل اليوم في دراسة الكتاب المقدس الا انه باستطاعتك ان تفكر فيه طوال اليوم وتسترجع آيات من تلك التي قرأتها او حفظتها وترددها في ذهنك مرات ومرات . كثيرا ً ما يُساء فهم التأمل باعتباره طقسا ً صعبا ً وغامضا ً ، لكن التأمل هو ببساطة هو التفكير المركز وهو مهارة يمكن تعلمها واستخدامها في اي مكان . عندما تعيد التفكير في مشكلة مرات ومرات في ذهنك فذلك يُدعى قلقا ً ، أما عندما تفكر في الله كثيرا ً فذلك هو التأمل . إن كنت تعرف كيف تقلق فانك تعرف بالفعل كيف تتأمل . تحتاج فقط ان تحول انتباهك عن مشاكلك الى آيات الكتاب المقدس ، وكلما تأملت في كلمة الله كلما قل ما تقلق بشأنه ِ . إن السبب الذي جعل الله يعتبر ايوب وداود صديقه القريبين هو انهما كانا يقدّران كلمته فوق كل شيء ٍ آخر وكانا يفكران فيها بصفة مستمرة طوال اليوم . وقد اعترف ايوب : " أَكْثَرَ مِنْ فَرِيضَتِي ذَخَرْتُ كَلاَمَ فِيهِ." ( ايوب 23 : 12 ) كما قال داود : " كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ ! الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي." (مزمور 119 : 97 ) و " وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ ، وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي " ( مزمور 77 : 12 ) إن الاصدقاء يتشاركون الاسرار ، وسوف يشارك الله اسراره معك اذا نمت فيك وتأصلت عادة التفكير في كلمته ِ طوال اليوم . لقد اخبر الله ابراهيم باسراره ِ وفعل نفس الامر مع دانيال والتلاميذ والاصدقاء الآخرين . عندما تقرأ كتابك المقدس او تسمع عظة لا تنسى الامر ثم تذهب الى حال سبيلك . نمّي عادة مراجعة الحق في ذهنك والتفكير فيه مرات ومرات ، كلما قضيت وقتا ً في مراجعة ما قاله الله كلما فهمت اكثر ، تلك الحياة التي يفتقدها كثير من الناس . يقول الكتاب المقدس : " سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ ، وَعَهْدُهُ لِتَعْلِيمِهِمْ." ( مزمور 25 : 14 ) ابدأ اليوم بممارسة محادثة ثابتة مع الله وتأمل مستمر في كلمته . إن الصلاة تمكنك من الحديث الى الله ، كما ان التأمل يمكّنك من الحديث الى الله ، كلاهما ضروري حتى تصبح صديقا ً لله . |
|