منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2012, 10:35 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

مزامير المصاعد






مزمور 128 (مخافة الرب) من مزامير المصاعد




مزمور 128
مخافة الرب


"1طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ 2لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ. طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ. 3امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. 4هَكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ. 5يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ 6وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ".

يعتبر هذا المزمور من كتابات الحكمة (مثله فى ذلك مثل مزمور 127) ومن السمات التى تميّز هذا النوع من الكتابة سمة تكرار الفكرة عدة مرات بهدف تأكيد الحقائق الهامة. والحقيقة الهامة التى ينبّر عليها كاتب المزمور هنا هى أن للتقوى ولمخافـة الـرب مكافـأة هى الاستقرار والنجاح والسلام
(أم 2 : 10 - 22، 3 : 5 - 10، 4 : 5 - 13).
إن كل فرد أو جماعة تعيش فى دائرة خوف الله ستحظى بدون شك بالنجاح والتقدم.
كُتب المزمور فى فترة الأزمة التى عاشها الشعب فى فترة ما بعد العودة من السبى، وقت أن كانت الإمكانيات ضئيلة والبلاد منهارة والأعداء تتربص بالشعب من كل جانب. كانت الحالة قاسية للغاية، ووقتها رفع المرنم صوته بالتسبيح قائلاً "طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ".
ويرسم المزمور صورة لفلاح أو مزارع تدرّب أن يرى بركات الله لأمانته، ونتائج علاقته الحية مع الرب.

ويمكننا أن نرى ثلاثة أفكار رئيسيّة فى هذا المزمور
:1-العامـل الأمين 1و2 : دائرة الفرد.
2-العائلة الموفّقـة 3 و4 : دائرة الأسرة.
3-المجتمع المستقر 5 و6 : دائرة الكنيسة والمجتمع.
وهكذا نرى ثلاث دوائر تتسع كل منهما عن الأخرى التى تسبقها، دائرة الفرد ثم الدائرة الأوسع : العائلة، وأخيراً الدائرة الأكثر شمولاً : المجتمع والكنيسة.

أولاً : العامل الأمين (1 و2) :

"1طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ 2لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ. طُوبَاكَ وَخَيْرٌ لَكَ."
يقول المرنم : يا لسعادة الشخص الذى يتقى الرب. والتقوى هى الإيمان بوجود الله والحياة فى مخافته. وتقوى الله عكس الجهل، فالجاهل هو الذى لايؤمن بوجود الله. "قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: [لَيْسَ إِلَهٌ]." (مز 14 : 1)،
وبالتالى فالجاهل يحيا وكأن الله غير موجود - على الأقل بالنسبة له - أما الشخص التقى فهو الذى يمارس حضور الله يومياً فى كل مجالات الحياة والسلوك فى دائرة الله .

إن التقوى ليست كلمات ولا مظهراً أجوف، كذلك ليست هى مجرد مشاعر أو انفعالاً، لكن التقوى موقف فكرى نحو الله ينتج سلوكاً عملياً مستقيماً أميناً قدام الله فى البيت أو الحياة العامة أو كما يقصد هنا فى العمل. لقد كان اليهود فى القديـم يتجنبون ذكر اسمه " الله " كنوع من المبالغة فى التكريم والتقـديس، وكان كتبـة التوراة يغسلـون القلم ويُغَيِّرون قارورة الحبـر ويبــدّلون ملابسهـم ويتطهـرون طقسياً قبل كتابة "الاسم " أو " أدوناى". فهل هذه كلها دلالات صحيحة عن التقوى الحقيقية ؟؟!

والكلمــة " طوبـى " هنا هى فى الأصل تعنى Blessed وهى تختلف عن الكلمة التـى جـاءت فى صـدد المزمور الأول فالكلمـة الواردة فى مز 1 : 1 تعنى حالة البركة الثابتة، أما الكلمة الواردة هنا فتتضمن دلالة اجتماعية ديناميكية. إنها بركة نامية متزايدة فى الخير.


"2لأَنَّكَ تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ" (2) إن تقوى الله تنعكس على العمل فيجتهد الإنسان ويبدع ويبتكر ويعطى، وينتج عن هذه الأمانة فى العمل الحصاد الوفير والخير الفياض. "فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ." (2 أخ 7 : 14).


والعكس أيضاً صحيح فـى "12مَنْ هُوَ الإِنْسَانُ الْحَكِيمُ الَّذِي يَفْهَمُ هَذِهِ وَالَّذِي كَلَّمَهُ فَمُ الرَّبِّ فَيُخْبِرُ بِهَا؟ لِمَاذَا بَادَتِ الأَرْضُ وَاحْتَرَقَتْ كَبَرِّيَّةٍ بِلاَ عَابِرٍ؟ 13فَقَالَ الرَّبُّ: [عَلَى تَرْكِهِمْ شَرِيعَتِي الَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَهُمْ وَلَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِي وَلَمْ يَسْلُكُوا بِهَا. 14بَلْ سَلَكُوا وَرَاءَ عِنَادِ قُلُوبِهِمْ وَوَرَاءَ الْبَعْلِيمِ الَّتِي عَلَّمَهُمْ إِيَّاهَا آبَاؤُهُمْ." (إر 9 : 12 - 14).


إن تقوى الله لا تدفع إلى حياة الكسل، لكنها تظهر فى العمل والعطاء والإنجاز.

إن معجزة الإنجاز اليوم تكمن فى شعور المؤمن أنه يحيا ويعمل فى محضر الله، فيخطط ويدرس، ويجتهد ويعمل، ويبتكر ويخترع، وهكذا يختبر بركة الرب له فى مجال العمل عن طريق الاجتهاد.


المرنم - فى كل ذلك - يفرِّق بين الجهد العادى، والجهد النابع من موقف إيمانى، الذى يجعل المؤمن يعمل ويجتهد متكلاً على وعد الله المشجع بالنجاح.

"طُوبَى لِكُلِّ مَنْ يَتَّقِي الرَّبَّ وَيَسْلُكُ فِي طُرُقِهِ" (هذا هو المفهوم).

"تَأْكُلُ تَعَبَ يَدَيْكَ." (هذا هو التطبيق).

"َخَيْرٌ لَكَ" (هذه هى النتيجة).


ثانياً : العائلة الُموفَقَّة (3و4) :

"امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ" ... المرأة

"بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ." ... الأولاد

"هَكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ."... الرجل


لقد فسَّر بعض آباء الكنيسة - مثل يوحنا فم الذهب وأغسطينوس - الآية الثالثة تفسيراً رمزياً، فقالوا إن المرأة هى الكنيسة زوجة المسيح. لكن لوثر أعادنا فى عصر الإصلاح إلى المعنى الطبيعى فى النص، وابتعد عن المدرسة الرمزية وعن الفصل الزائف بين الحياة الدينية والحياة اليومية. وأكّد لوثر أن الكرمة هى "الزوجة". وهكذا كان للإصلاح فضل نشر هذا المبدأ التفسيرى : لا نجد غضاضة فى الربط بين "المقدس" و "الدنيوى"، بين "الحياة الدينّية" و "الحياة الدنيويّة اليوميّة". لقد أعطانا اللهُ الإيمان لكى نحياه ونطبقه فى الحياة الدنيويّة، "وما جمعه الله لا يفرقه إنسان".


"امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ" والإثمار لا يقصد به فقط الإنجاب، ولكن يقصد به أيضاً البهجة والجاذبية. وهذان المعنيان ارتبطا بالكرمة فى الكتاب المقدس.

فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ : يقصد بهذه الكلمات أن امرأة الرجل التقى تعطى الأولوية المطلقة لبيتها فتملأه بالرائحة العطرة والبهجة والسعادة، ويكون لها القدرة على طرد الملل من البيت وتجديد علاقات الأسرة، فيمتلئ كل أفراد البيت بالمشاعر والمعانى الجميلة نحو بعضهم البعض. إنها ليست دعوة لكى تلتزم السيدات ببيوتهن فلا يخرجن إلى العمل، بل هى دعوة لكل السيدات لكى يعطين الأولوية المطلقة لبيوتهن فى الاهتمام.


والكرمة تحتاج باستمرار إلى السند والمعونة والمشاركة، وهكذا يتحقق لها -هى نفسها - النمو والازدهار.
إن جاذبية المرأة مرتبطة :
* بإخلاصها وأمانتها.
* واهتمامها الواجب والمعقول ببيتها وأفراد أسرتها.
* واستعدادها لتَقَبلُها المشاركة والمعونة.
كل ذلك يؤدى إلى تجديد الحياة والعهد والحب فى الأسرة.


ثم يقول المرنم :

"بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ." (3 ب).
إنهم "كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ هَكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ." (127 :4).

وهم "غُرُوسِ الزَّيْتُونِ" التى تنطق بالحيوية والنضارة.
إن أولادنا وشبابنا فى حاجة إلينا، لكى نبذل الوقت والجهد والتفكير والصلاة من أجلهم. إنهم فى حاجة إلى الرعاية الطويلة والصبر والتوجيه حتى يكبروا فى خوف الرب وانذاره. إنهم يطلبون منا الحوار الهادئ والاتصال الواعى وبناء جسور من الثقة بينهم وبيننا كآباء وأمهات. إنهم أمل ورجاء المستقبل لذا فهم جديرون بكل اهتمام ورعاية : "ِكَيْ يَكُونَ بَنُونَا مِثْلَ الْغُرُوسِ النَّامِيَةِ فِي شَبِيبَتِهَا. بَنَاتُنَا كَأَعْمِدَةِ الزَّوَايَا مَنْحُوتَاتٍ حَسَبَ بِنَاءِ هَيْكَلٍ." (مز 144 : 12).


إن تشبيه غُرُوسِ الزَّيْتُونِمُكمّل لتشبيه السهام (مز 127 : 4)، وهما معاً يشكلان مرحلتين من مراحل نمو الشباب تتميزان بالحماس والفورة وتحتاجان إلى الرعاية والعناية الخاصة والتنمية الصحيحة.

ثالثاً : المجتمع المُستقرّ (5و6) :

"5يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ وَتُبْصِرُ خَيْرَ أُورُشَلِيمَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ 6وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ. سَلاَمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ" .
إن خوف الرب عندما يظهر فى حياة الإنسان الواعى المدرك، يجعله يؤمن أن سعادته كفرد أو كأسرة لا تكتمل إلا عندما يبصر "خير أورشليم" ويرى "سلام إسرائيل". إن اهتماماته لا تقتصر على حياته الشخصية والعائلية، بل تشمل حتماً "سلام الكنيسة" - كمجتمع المؤمنين - وسلام المجتمع ككل. إن خير المؤمن لا يكتمل إلا إذا رأى خير الكنيسة ووحدتها وسلامتها.
"اسْأَلُوا سَلاَمَةَ أُورُشَلِيمَ. لِيَسْتَرِحْ مُحِبُّوكِ ... مِنْ أَجْلِ بَيْتِ الرَّبِّ إِلَهِنَا أَلْتَمِسُ لَكِ خَيْراً" (مز122: 6و9).
كذلك يلتمس المؤمن خير المجتمع الأكبر "وَاطْلُبُوا سَلاَمَ الْمَدِينَةِ.. وَصَلُّوا لأَجْلِهَا إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ بِسَلاَمِهَا يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ." (إر 29: 7).
والبركة التى تصاحب ذلك هى بركة الحياة الطويلة والأجيال المتواصلة. "وَتَرَى بَنِي بَنِيكَ"(6).


إن خوف الرب وتقواه على المستوى الشخصى وعلى المستوى الأسرى ينبغى أن يتسع ليصل إلى الدائرة الأكثر شمولاً، فيتفادى بذلك الفردّية والاستقلالية والإحساس الأنانى بالعزلة .


وفى غلا 6 : 16 نرى صدى كلمات مز 128 : 6 فى العهد الجديد.
"فَكُلُّ الَّذِينَ يَسْلُكُونَ بِحَسَبِ هَذَا الْقَانُونِ عَلَيْهِمْ سَلاَمٌ وَرَحْمَةٌ،"
إن الرسول يقصد أن يعلمنا ضرورة أن لا يضع المؤمنون أية حواجز أو فواصل عن بعضهم البعض كما فى (غلا 6 : 15)،
"لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ."
فأورشليم هى أمنا جميعاً (4 : 26).
إن كل البركة والخير لنا كأفراد وعائلات هما فى ارتباطنا ووحدتنا ككنيسة، وخير المؤمن لا يكتمل إلا إذا رأى خير الكنيسة وخير المجتمع. وبناء عليه، فالمؤمن يصلى ويشارك فى تقدم المجتمع بعمله الناجح ومشاركته الايجابيّة فى قضايا المجتمع.


إن المؤمن التقى لا يعيش لنفسه، ولا تنحصر اهتماماته فى نفسه وأسرته، لكنه ينشغل بقضايا المجتمع لأنه يؤمن أنه قد صار ابناً لله، والله أبوه هو رب المجتمع الذى يهتم باستمرار بحياة البشر جميعاً، لذا، فالمؤمن فى انشغاله واهتمامه بقضايا مجتمعه يشارك الله الأب فى محبته

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 121 هو ثاني مزامير المصاعد
مزمور 122 (مشهد الوصول ) من مزامير المصاعد
مزمور 124 (موقف الشكر) من مزامير المصاعد
مزمور 125 ( ملجأ الأمان) من مزامير المصاعد
مزمور 127 (مدخل النجاح) من مزامير المصاعد


الساعة الآن 10:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024