رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخطايا والأخطاء في المجتمع الكنسي لا علاقة لها بطبيعة الكنيسة يُخطأ كُل من يظن: أن الخطايا والجرائم والآثام التي تُرتكب في المجتمع المسيحي وحتى داخل أسوار الكنيسة هي من طبيعتها وكيانها، ويظن أن الكنيسة بهذا قد تلوثت ودخل إليها الفساد وتحتاج لإصلاح كجوهر، أي في أعماق كيانها الروحي أو اللاهوتي !!! لأن ما يحتاج لإصلاح دائماً هو قلوب الأعضاء الذين أنضموا في الكنيسة ويعتبروا أعضاء فيها، ولكن ليس الكنيسة ككجسد المسيح، بل الأغصان في الكرمة تحتاج دائماً للتقويم والتشذيب والتنقية، لتأتي بثمر، وان أتت تتنقى أكثر لتأتي بثمر أوفر، فالعيب ليس في أصول الكرمة وجذرها، بل قد يوجد في بعض الأغصان العطبة، الذي بعضها يحتاج لتقويم وبعضها يحتاج للقطع لأنه أصبح ميتاً في الكرمة الحية، لا تصل إليه العُصارة فاصبح جافاً ناشفاً لا حياة فيه... ففي الحقيقة أن خطايانا وأخطاءنا، بل وخطايا الكاهن أو حتى أسقف أو أي رتبة كنسية أو خادم أو أحد من الشعب، أو حتى مجموعة من المسيحيين، لا تمتُّ بصلة إلى طبيعة الكنيسة أبداً، لا من قريب ولا من بعيد، فالكنيسة هي بالضرورة مقدسة ومعصومة لأن الروح القدس يحفظها في سرّ الجسد المُحيي، أي جسد الرب، لأن الكنيسة معاً بكل من فيها آمن بالرب إيمان حي حقيقي ويسلك في النور، هو محسوب من أعضاء الرب يسوع، أي الكنيسة المُطهره بدمه ونقية بروحه القدوس المحيي ..
عموماً هذا التضاد نراه بسبب أننا دائماً نرى خطايا وأخطاء في داخل المجتمع المسيحي والكنسي، لكن هذا المجتمع ليس بالضرورة متوافقاً تماماً مع طبيعة الكنيسة. ففي ضوء مَثل ربنا يسوع المسيح المذكور في ( متى 13 : 24 – 30 ) وهو مثل الزوان الذي ظهر بين الحنطة في الحقل، فالكنيسة حقل الله الذي يوجد فيها نوعان من الزرع، زرع جيد جداً، وزرع غير نافع ولا صالح، أي يوجد فيها أشجار برّ غُرس الرب للتمجيد، وفيها شجر غير صالح فيه الفأس وُضعت على أصلها، لأنها تحتاج أن تُقلع ويُعاد زرعها من جديد لتصنع ثماراً تليق بالتوبة، لذلك دعوة التوبة لا تنقطع من داخل المجتمع الكنسية ليتحوَّل كل من فيه لأعضاء حيه في الكنيسة التي هي جسد الرب الحي والمُحيي بروحه القدوس ...
عموماً وباختصار: أن كل ما هو مضاد لمشيئة الله، لا يمت بصلة لطبيعة الكنيسة، والمخطئون يُمكن أن يظلوا أعضاء نابضة بالحياة في الكنيسة إن لم يتمسكوا بأخطائهم وخطاياهم وتابوا، ولكن غير التائبين من هؤلاء، يظلوا خارج كيان الكنيسة، حتى لو كانوا فيها يحملون مظهرها وينخرطون في الخدمة ولهم صورة التقوى. لذلك علينا بكل جدية وأمانة قلب محباً للمسيح الرب، أن نحذر جداً ونتب بجدية ونحيا لله بكل إخلاص القلب، ولا ننظر لضعفتنا ونقول أننا غير نافعين لأننا خُطاة وكأننا لا نؤمن بأن الرب يسوع هو بنفسه القيامة والحياة وقادر أن يُقيم الميت الذي أنتن بالخطايا والذنوب ليُقيمه قديساً عظيماً مملوء من نعمة الله ويحيا بحياته، بل لنغسل أنفسنا بالتوبة الدائمة كل يوم في الصباح والمساء بصلوات لا تنقطع وبالاعتراف الدائم أمام مخلصنا الصالح القدوس ونؤكد هويتنا والتصاقنا بالكنيسة بالمداومة على الليتوروجيا والصلوات الكنسية بكل تقوى حافظين الإيمان والمحبة، في سرّ هو سرّ التقوى، ولا نُبرر أنفسنا ونقول [ أننا نعيش بضعفنا وربنا يسامحنا وبنعمل اللي علينا والباقي على ربنا ]، أو نقول شاكرين: [ أننا لسنا مثل باقي الناس الخطاة الظالمين ولا مثل هذا العشار ولا ذاك الفاجر ] ولا ينبغي أن ندفن رؤسنا في الرمال ونقول [ نشكر الله اننا بلا خطية ] أو أن نحسب أنفسنا في الكنيسة بالقوة ونقول [ أن الكنيسة لا يوجد فيها أخطاء ]، ونهمل فحص القلب من الداخل بكل إخلاص على ضوء وصية الله، لذلك واجب علينا أن نصحح أي انحراف شخصي عن المسيرة المقدسة في سرّ التقوى، لأنه لا ينبغي أن نتكل على خدمتنا أو معرفتنا أو حتى شكلنا ووضعنا في داخل الكنيسة ومكانتنا فيها، لأن طالما نحن على الأرض فنحن مُعرضين للخطية حتى لو كنا لم نفعل خطية، بل علينا أن نواجه أنفسنا دائماً لأن من يعرف عاره يعرف كيف يطلب مجده، ومن يعرف حاله ووضعه يعرف كيف يتقدم وينمو، فعلينا بوداعة وتواضع قلب أن نأتي للرب المسيح القيامة والحياة ولا نسكت ولا ندعه يسكت إلى أن يُلبسنا ذاته لكي نستطيع كل شيء فيه، ونحيا بقوته... ولنا أن نصغي لصوت الروح ولا نُقسي قلوبنا، ونسمع لكلمة الله المكتوبة بإلهام الروح القدس:
|
|