كان من ليبيا وكان شديد التواضع، كثير العطف على الجميع، وبذلك اقتنى موهبة شفاء الأمراض.قال مرة: "إنني عندما كنت صغيرًا سكنت في دير، وقد حفر ثمانية أخوة رهبان بئرًا، وقام سبعون آخرون ببناء سور حوله، وكانوا يتوقعون أن يجدوا ماء. ولما وصل الحفر إلى عشرين ذراعًا لم تخرج منه المياه فحزنوا وأرادوا أن يطمروه، ولكن عندما جاء الأنبا بيؤور وقت الظهيرة إلى موضع الحفر قال لهم: لماذا صغرت نفوسكم يا قليلي الإيمان؟" ثم نزل بسلم إلى قاع البئر وصلى هناك، ثم أخذ قضيبًا من حديد وغرسه في الأرض ثلاث مرات قائلًا: "يا إله القديسين لا تضيع جهد هؤلاء بدون جدوى، بل أرسل لهم ماءً بوفرة". وسرعان ما انفجر الماء من البئر حتى ابتل الحاضرون، ثم صلى معهم صلاة شكر لله ورحل عنهم. ولما أمسكوا به ليأكل معهم قال لهم: "إن الأمر الذي جئت من أجله قد انتهى ولم آت لآكل". وكان ذلك درسًا للإخوة في الإيمان والاتكال على الله.