منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 10 - 2012, 05:20 AM
الصورة الرمزية jajageorge
 
jajageorge Male
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  jajageorge غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 313
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر : 62
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 7,781

علاء الأسواني فن تلبيس الحذاء
سأحكى واقعتين:

فى عام 1948، ذهب الملك فاروق ومعه رئيس وزراء مصر محمود فهمى النقراشى إلى احتفال لاستطلاع هلال شهر رمضان. طبقا للبروتوكول كان رئيس الوزراء جالسا بجوار الملك بينما جلس الشماشرجى (خادم الملك) بجوار السائق. بمجرد وقوف السيارة كان الواجب أن يقفز منها الشماشرجى ويفتح الباب لينزل جلالة الملك. اكتشف الشماشرجى أن مقبض الباب عطلان وحاول أن يفتح الباب فلم يتمكن. مرت لحظات وصار الموقف محرجا. السيارة واقفة والملك لم ينزل. بجوار السيارة وقف ضابط فى الحرس الملكى ولواء فى البوليس. صرخ اللواء فى الضابط الشاب:

- افتح الباب لمولانا الملك.

فإذا بالضابط يرد بصوت عال:

- افتح الباب سيادتك. أنت أقرب.

أنهى الملك الموقف المحرج وفتح الباب بنفسه ونزل إلى الاحتفال. ذلك اليوم لم يكن هناك حديث فى القصر الملكى إلا عن ضابط الحرس الذى رفض علانية أن يفتح الباب لجلالة الملك. كان العاملون فى القصر متأكدين أن مستقبل هذا الشاب قد انتهى، سيفصلونه قطعا من الخدمة وربما يحاكم عسكريا ويقضى شهورا أو أعواما فى السجن الحربى. فى اليوم التالى ما إن دخل الضابط الشاب إلى القصر حتى استدعاه قائد الحرس الملكى إلى مكتبه ودار بينهما الحوار التالى:

القائد ـــ لماذا خالفت أوامر لواء البوليس ورفضت أن تفتح باب السيارة لجلالة الملك..؟!

الضابط - السيد اللواء كان أقرب منى للسيارة الملكية فقلت له افتح الباب سيادتك.

القائد - ولماذا لم تفتح الباب لجلالة الملك بنفسك ...؟!

الضابط - يافندم أنا ضابط حرس ملكى ولست شماشرجى. مهمتى حراسة الملك وليست فتح الأبواب.

تأمل القائد الضابط الشاب ثم اصطحبه إلى مكتب كبير الياوران وتركه ينتظر فى الخارج، وبعد قليل خرج قائد الحرس إلى الضابط الشاب وربت على كتفه وطلب منه أن ينصرف إلى عمله ولم يعاقبه. هذه الواقعة الحقيقية كان بطلها الغريب الحسينى الحارس الخاص للملك فاروق وقد أوردها فى مذكراته (كتاب اليوم صفحة 48).. هنا نرى معانى كثيرة: ها هو ضابط شاب يعتز بكرامته ويرفض أن يكون خادما للملك نفسه وهو مستعد لافتداء الملك بحياته لكنه يرفض أن يفتح له الباب ثم هاهو قائد الحرس ومن بعده كبير الياوران يتفهمان تماما حرص الضابط على كرامته فيصرفانه بدون عقاب.

الواقعة الثانية حدثت منذ أيام وشاهدت تسجيلا لها فى برنامج الأستاذ الكبير إبراهيم عيسى : فقد ألقى مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع درسا دينيا على حشد من الإخوان فى المسجد وفى لحظة خروج المرشد تزاحم حوله مجموعة من الإخوان راحوا ينحنون أمامه وقام أحدهم بتلبيس المرشد الحذاء. كل من يشاهد تسجيل الواقعة يلاحظ أن المرشد لم يعترض وترك قدمه للشاب ليضع فيها الحذاء مما يدل على أن المرشد يقبل هذه المعاملة ويرتاح إليها. نلاحظ أيضا مهارة الشاب فى تلبيس المرشد الحذاء ولعله بدأ بفك الرباط حتى يتسع فم الحذاء لمقدمة القدم ثم أمسك بمؤخرة الحذاء وفردها جيدا لئلا تنبعج تحت قدم المرشد وفى ضربة واحدة بارعة أدخل الحذاء فى القدم الكريمة وعقد الرباط بسرعة وكفاءة.. العجيب أن الشاب بدا فخورا مزهوا وكأنه نال شرفا كبيرا أو كأنه يقول: هل هناك أسمى من أن يلامس المرء قدم المرشد الكريمة (حتى ولو من فوق الشراب) ويضعها فى الحذاء ويربطه بيديه..؟!

هاتان الواقعتان تقدمان منطقين متناقضين: أن الضابط الشاب الذى رفض فتح الباب يعتبر أن ولاءه للملك لا يمنعه من احترام نفسه وهو يصر على المحافظة على كرامته مهما يكن الثمن. أما الشاب الذى ينحنى ليقوم بتلبيس المرشد الحذاء فهو خاضع مستمتع بخضوعه وهو لا يفهم الفرق بين الولاء والإذلال وهو يعتبر نفسه أقل من المرشد بكثير لدرجة أنه لايتحرج من أداء مهمة قد يرفضها الخدم. المفهوم الأول يصنع من الضابط الشاب شخصية قوية محترمة ويجعله قادرا على التفكير المستقل واتخاذ القرار والمفهوم الثانى يصنع من حامل الحذاء تابعا ذليلا لا يمكن أن يكون رأيا أو يفكر بطريقة مستقلة عن سيده المرشد.. أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم على السمع والطاعة العمياء والولاء المذل إلى درجة تلبيس الأحذية.

الجماعة لها عقل واحد هو مكتب الإرشاد الذى يرأسه المرشد أما الآلاف من شباب الجماعة للأسف فليسوا سوى أدوات لتنفيذ إرادة المرشد ولا يحق لهم الاعتراض أو النقد أو حتى التعبير عن أفكار مخالفة لأوامر المرشد. الإخوان جميعا يقولون نفس الرأى فى أى موضوع ويتخذون نفس الموقف فى أى حادثة.

إذا رضى عنك المرشد سيرضى عنك الإخوان جميعا فورا ويمتدحون حكمتك ووطنيتك وشجاعتك وبعد ذلك المديح الكثيف بأيام أو ساعات إذا اختلفت مع المرشد وأغضبته فإن الإخوان سينهالون عليك باللعن والشتم أنت وأهلك وكل من يؤيدك وسيكتشفون أنك عميل غربى وعدو فاسق للإسلام كاره لشرع الله. إذا اختلفت مع المرشد فأنت قطعا مخطئ لأن رأى المرشد هو الصواب ولا صواب غيره عند الإخوان والدفاع عن آراء المرشد واجب مقدس.. نلاحظ أن كل الذين انشقوا عن جماعة الإخوان هم من أصحاب الشخصيات القيادية القوية التى لم تتحمل هذه الطاعة المذلة ونلاحظ أيضا أن هؤلاء المنشقين بمجرد خروجهم عن الجماعة قد تعرضوا إلى هجوم كاسح مقذع من الإخوان لم يراع حتى الزمالة السابقة ولا التاريخ المشترك وبعضهم صاحب فضل حقيقى على الإخوان مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح. أن مفهوم الولاء المطلق بطريقة الإخوان يعطل بلاشك قدرة الإنسان على التفكير الخلاق المستقل ويجعله أقرب إلى التابع منه إلى عضو الجماعة أو الحزب.

إذا اخترنا أقرب المقربين إلى الدكتور البرادعى أو حمدين صباحى أو عبدالمنعم أبوالفتوح، ثم اقترحنا عليه أن يقوم بتلبيس الحذاء لرئيس حزبه لاشك أنه سيرفض وسيغضب من وقاحة الطلب بل إن أحدا من هذه الشخصيات الكبيرة لن يقبل أبدا أن يقوم شخص بتلبيسه الحذاء.. قد يقول قائل: من حق الإخوان المسلمين أن يقبلوا يد المرشد ويلبسوه الحذاء كما شاءوا.. أليس هذا شأنهم وحدهم..؟! الإجابة أن ذلك كان شأنهم وحدهم فى الماضى لكنهم الآن يحكمون مصر فلم يعد ذلك شأنهم بل شأن المصريين جميعا.

لدينا رئيس من الإخوان المسلمين اضطر ملايين المصريين إلى انتخابه ليس حبا فيه ولا اقتناعا بزعامته ولا انبهارا بنبوغه ولا انحيازا لأفكاره وإنما انتخبه الناس ليمنعوا إجهاض الثورة وعودة النظام القديم على يد أحمد شفيق لا أكثر ولا أقل.. هذا الرئيس المنتخب أمضى حياته كلها فى تنظيم الإخوان المسلمين.. أليس من حقنا أن نسأل رئيس مصر هل يوافق أن يقوم شاب بتلبيس الحذاء للمرشد وهل يرى الرئيس فى هذا التقليد إذلالا وانتقاصا من كرامة حامل الحذاء أم أنه يعتبره أمرا عاديا..؟! وإذا كان يعتبره أمرا عاديا فما معنى الكرامة فى نظر الرئيس مرسى..؟!

بعد أن مرت مائة يوم من حكم الرئيس مرسى اكتشفنا ثلاث حقائق:

أولا: أن الرئيس رجل يعد ولا يفى بوعوده . فقد وعد المصريين بإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور حتى تكون متوازنة وتعبر عن كل أطياف المجتمع بدلا من سيطرة الإخوان عليها .. ووعد الرئيس برعاية مصابى الثورة والقصاص للشهداء والافراج عن معتقلى الثورة جميعا وغير ذلك وعود كثيرة لم ينفذ الرئيس منها وعدا واحدا.. الغريب أنه لا يبدو على الرئيس أدنى خجل أو حرج من جراء تخليه عن الوعود التى قطعها على نفسه على الملأ بإرادته الحرة.

ثانيا: أن الرئيس مرسى لايمتلك رؤية سياسية أبعد من حسنى مبارك. لم يفعل الرئيس شيئا لإجراء تغيير حقيقى فى بنية نظام مبارك، لقد اختار وزراء من فلول النظام السابق وأبقى لواءات الداخلية المسؤولين عن قتل وتعذيب آلاف المصريين فى مناصبهم وهو مثل مبارك ينحاز للأغنياء ضد الفقراء وقد تفاوض من أجل الحصول على قرض من صندوق النقد الدولى بدون أن يعلن للشعب شروط القرض تماما كما كان مبارك يفعل، لقد عين وزيرا للإعلام من الإخوان ليقمع المعارضين وسيطر على الصحافة القومية بواسطة مجلس الشورى الذى قام بتعيين رؤساء تحرير تابعين للإخوان وسمح الرئيس مرسى بمحاكمة المصريين وحبسهم بتهمة إهانة الرئيس وهى تهمة وهمية شاذة لا توجد فى أى دولة محترمة وترك المصريين يهانون داخل مصر وخارجها تماما مثل مبارك. يبدو الأمر الآن وكأننا بعد الثورة قد استبدلنا بالرئيس مبارك الرئيس مرسى بدون أى تغيير فى الأفكار أو السياسات.

ثالثا: الرئيس مرسى عضو فى جماعة الإخوان المسلمين وهى تنظيم غير قانونى غامض لايعلم أحد مصادر تمويله ولا لائحته ولا نظام عمله. من حقنا أن نسأل هل يتخذ الرئيس مرسى قرارات الدولة بعيدا عن إرادة المرشد أم أنه ينفذ تعليمات المرشد فى إدارة الدولة..؟!. لدينا إشارات كثيرة مقلقة: فالقيادى الإخوانى خيرت الشاطر يلتقى بالمسؤولين فى الدول الأجنبية ليناقش معهم مشروعات مشتركة مع مصر ولا يسأله أحد بأى صفة يتفاوض باسم مصر وهو لايتولى منصبا رسميا يخول له ذلك.. وعندما قرر الرئيس مرسى إقالة المشير طنطاوى والفريق عنان (وهذا إنجازه الوحيد حتى الآن) صرح القيادى الإخوانى عصام العريان قائلاً:

ــ «ان الرئيس قد اتخذ قرار الإقالة بدون موافقة المرشد الذى كان معتكفا فى أواخر رمضان».

معنى ذلك ببساطة أن المرشد لو لم يكن معتكفا لكان أدلى بدلوه فى قرار سياسى بهذه الخطورة ولعله يقبله أو يرفضه فهل كان الرئيس يقدر عندئذ على مخالفة أوامر المرشد..؟!. إن واجب الرئيس مرسى يفرض عليه إجبار جماعة الإخوان المسلمين على توفيق أوضاعها والخضوع للقانون والكشف فورا عن مصادر تمويلها.. إن المصريين بعد أن قاموا بثورة عظيمة دفعوا ثمنها دما وقدموا من أجلها آلاف الشهداء لن يقبلوا أبدا التفريط فى حقوقهم الإنسانية التى يستمر إهدارها الآن تحت حكم الإخوان كما أهدرت تحت حكم مبارك. الثورة مستمرة حتى تحقق أهدافها كاملة.

الديمقراطية هى الحل.

المصدر:المصري اليوم


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
علاء الأسواني
علاء الأسواني عن سجن «دومة»
علاء الأسوانى ساخراً
مطاردة «الناخبين» لـ «علاء الأسوانى» تشعل «فيس بوك»
علاء الأسوانى: لماذا لم يرجع شفيق؟


الساعة الآن 05:15 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024