إذا كان يهوذا قد ندم. وبلغ من شدة ندمه أنه شنق نفسه، فهل من الممكن أن يقبل الله توبته هذه، ويخلص ؟
لقد صرح السيد المسيح أكثر من مرة بهلاك يهوذا، فقال فى حديثه الطويل مع الآب "الذين أعطيتنى حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" (يو12:17). وهكذا سمّى يهوذا (ابن الهلاك). * وقال لتلاميذه "ابن الإنسان ماضٍ كما هو محتوم. ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه" (لو 22:22). وأضاف أيضاً "كان خيراً لذلك الرجل لو لم يُولد" (مر 21:14). * وفى محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس، قال له "لذلك الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم" (يو 11:19). * نلاحظ نفس الدينونة الخاصة بيهوذا واضحة فى كلمة القديس بطرس وقت اختيار بديل له. فقال عن يهوذا "لأنه مكتوب فى سفر المزامير: لتصر داره خراباً، ولا يكن فيها ساكن. وليأخذ وظيفته (أسقفيته) آخر" (أع 20:1). لقد أنذره السيد المسيح كثيراً، ولكنه لم يستفيد. بل كان خائناً، ورمزاً لكل خيانة، وآلة فى يد الشيطان. ولما أكل الفصح مع السيد، قيل عنه إنه لما أخذ اللقمة "دخله الشيطان" (يو 27:13).