هل ما يطلبه الله من الآباء الرهبان أكثر مما يطلبه من العلمانيين في الصلوات والصوم والنسك وغير ذلك؟
نعم، إن الرهبان مطالبون بأكثر، لأنهم في حالة تفرغ كامل للرب، بعكس العلمانيين الذين لهم شواغل تعطلهم. ومع ذلك فالجميع مطالبون بالقداسة والكمال..
قال الرب يسوع "كونوا كاملين، كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل" "كونوا قديسين، كما أن أباكم الذي في السموات هو قدوس"، وهذه الوصية للكل، قبل أن تنشأ الرهبنة. علي أن درجات الكمال والقداسة تختلف من شخص لآخر. من جهة الصلوات، فالصلوات السبع يطالب بها كل مؤمن، وكان يصليها داود النبي الذي كانت له زوجات عديدة،
ومع ذلك قال "سبع مرات في النهار سبحتك علي أحكام عدلك". وكذلك صلوات الليل هي للكل، وقد صلاها داود النبي. أما الرهبان فطقسهم هو الصلوات الدائمة التي لا تنقطع. هذا الأمر الذي لا يستطيعه العلمانيون من أجل الضرورة الانشغال بالعمل والأسرة والنشاط والخدمة. ومع ذلك فإن الوصية "صلوا كل حين ولا تملوا" (لو 1:18) ووصية "صلوا بلا انقطاع" (اتس 17:5) قد أمر بها جميع الناس قبل الرهبنة..
فكل إنسان عليه أن يداوم علي الصلاة علي قدر إمكانه.. أما عن الصوم، فجميع أصوام الكنيسة يطالب بها جميع المؤمنين، ما عدا المرضي والأطفال والرضع والحبالى والمرضعات والعجائز. ولكن الرهبان لهم طقسهم الخاص في درجات الانقطاع، التي يصل بعضهم فيها إلي طي الأيام، كما أنهم يمتنعون عن المشتهيات من الطعام. وهناك أديرة لا تأكل اللحوم إطلاقاً.. وكذلك نسك الرهبان في الملبس، يختلف عن نسك العلمانيين، الذين يعيشون في مجتمع له متطلبات خاصة..