منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:18 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة الفضيلة والبر ((23)) بقلم قداسة البابا شنودة 14\11\2010





حياة الفضيلة والبر ((23)) بقلم قداسة البابا شنودة 14\11\2010

حياة الفضيلة والبر ((23))


بقلم قداسة البابا شنودة
14\11\2010


من‏ ‏عوائق‏ ‏الفضيلة‏ ‏التساهل‏ ‏مع‏ ‏الخطية


كثيرون يبدأون مع الله بداية طيبة ، مشتعلة بالحب ، ولكنهم لا يستمرون ، ونبرد فيهم هذه المحبة الأولي ، فما السبب ؟
من ضمن الأسباب البارزة : التساهل مع الخطية ومع النفس ...







كيف سقط الإنسان الأول ؟ سقط بالتساهل مع الخطية .
تساهل لنفسه أن يجلس إلي الحية ويسمع منها كلاماً ضد الوصية ، فقاده إلي الإغراء ، ثم إلي الضعف فالسقوط .
لم تكن حواء حازمة مع الفكر الخاطئ الذي قدمته الحية . إنما قبلته ، وناقشته ، ثم استسلمت له وانتصر عليها الفكر ثم تطورت إلي خطايا أخري كثيرة . وفقدت بساطتها ، ونقاوتها .......





كثيرون سقطوا نتيجة للتساهل وعدم التدقيق ، كما في سفر القضاء .
يحكي لنا هذا السفر ، كيف أن بني إسرائيل وقعوا في عبادة الأصناتم ، وعبدوا آلهة الأمم . وعبدوا ملوك الأمم ، واسلمهم الرب إلي أيدي أعدائهم فأذلوهم . فكيف حدث هذا ؟ نبحث عن سبب هذا السقوط وهذا الذل ، فنجد أنهم لما دخلوا الأرض ، استبقوا بعض الكنعانيين فيها ، مجرد إهمال ، أو تساهل ، أو رغبة في فائدة معينة . ثم اختلطوا بهم وزادت الصلة ، وتزاوجوا منهم . وتطور الأمر إلي أمر عبدوا آلهتهم .. وكل هذه المشكلة سببها التساهل في الإختلاط بالأمم !





لا تظنوا أن الشيطان عندما يوقع الناس ، يبدأ بضربة قاضية ! كلا ، بل قد يبدأ بشئ بسيط ، ثم يتدرج به ...
قال عنه أحد الآباء إنه " فقال حبال " وحباله طويلة إلي أبعد الحدود . قد يرسم خطة لعشرة سنوات ، يسقط فيها غنساناً بعد هذه المدة ، بسياسة المدي ، سياسة التدرج والنفس الطويل ،بطريقة قد تبدو غير محسوسة ...!





فلنأخذ مثالاً آخر للسقوط التدرجي ، هو شمشون الجبار .
إنه رجل الله ، الذي حب عليه روح الرب . كن يسكن في أورشليم ، وتساهل في أن يذهب منها أحياناً إلي غزة . وفي غزة وجد لذة لنفسه ، فكثر تردده عليها ، وأقام ، وأتخذ له إمرأة . ثم تدرجت علاقاته الخاطئة ، إلي أن تعرف أخيراً علي دليلة ، وتدركمعها حتي باحلها أخيراً بسره ، وبنذره وسقط السقوط الأكبر الخطير .
ومتي صحا لنفسه ، أخيراً . بعد أن فقد بصره ، وأذله أعداؤه ، وطلب إلي الرب أن تموت نفسه معهم ....!





يعقوب أبو الآباء تساهل في غلطة تحولت عنده علي طبع .
تساهل مع نفسه ، في أستخدام الحكمة البشرية ، بدلاً من مشيئة الله ، فاعتمد علي ذكائه ودهائه وجلب لنفسه الويل .
استخدم ذكاءه وحيلته لما وجد أخاه جائعاً ويطلب منه طعاماً ، فأتخذها فرصة لن يشتري بكوريته . ثم استخدم أيضاً الحيلة والعمل البشري لما خدع أباه واخذ البركة . واستخدم نفس الأسلوب في الإستيلاء علي غنم خاله لإبان . واستخدم الفكر البشري في النجاة من أخيه عيسو ، وصار هذا الأمر طبعاً تطبع به ...
وقد أدبه الرب بأن أذاقه من نفس الكأس ،فسمح أن يخدعه خاله في تزويجه من ليئة ، وأن يخدعه أبناؤه في قولهم له إن يوسف قد اقترسه وحش ردئ ...
إن يعقوب لم يترك تصريف أموره لله منذ البدء ، وتساهل في استخدام الحيل البشرية ، حتي تمكن منه هذا
الطبع .


وكثيرون وقعوا في نفس الخطية ، تركوا الوصية جانباً ، ولجأوا إلي الحكمة البرشية والذكاء الخص ، لعلهم يصلون بهذا !





كثير من السرقات الروحية ، تأتي بالتدريج البطئ ، الذي لا يحس .
إن الهبوط المفاجئ الشديد ، يتنبه له الإنسان ، ولكنه قد ل يشعر بالنزول التدريجي البطئ ، فتسرقة خطة الشيطان ، لهذا ما اجمل قول الكتاب في سفر نشيد الأناشيد :
" خذوا لنا الثعالب ، الثعالب الصغيرة ، والمفسدة للكروم " ...
أن الثعلب الكبير الماكر قد يلفت نظرك ، وقد يقتحم اسوارك بصعوبة ، أما الثعالب الضعيرة ، فإنها قد تجد لها مدخلاً إليك ، من أي ثقب بسيط داخل نفسك لست ملتفتاً إليه :
كثيرون سقطوا ، لأنهم وقعا فيها نسميه بالصحو المتأخر .
اي أنهم لم يستيقظو لأنفسهم ويعرفوا حالتهم إلا متأخرين ، بعد ان تمكنت الخطية منهم . وسنضرب لذلك أمثلة :





لنأخذ مثال لوط ، وكيف صحا متأخراً جداً ، فسقط كثيراً .
بدأت خطة الشيطان بفصله عن أبينا إبراهيم ، عن القدرة الصالحة ، عن رجل الله ، وعن المذبح والإرشاد الإلهي ، وتساهل لوط في هذه النقطة ، ووافق أن يسكن بعيداً ثم وافق أن يختار لنفسه ، وفي الإختيار سقط في محبة الأرض المعشبة ، وهكذا أختار سادوم علي الرغم من فسادها ..
وفي سكني سادوم ، تدرج أيضاتً فلم يدخل في أعماقها مرة وأحدة . ولكنه ما لبث أن اختلط بأهلها ، ثم تزاوج معهم . ووقع معهم في السبي ، لم يستيقظ ضميرة . وظل في المدينة كان الرجل البار يعذب نفسه يوماً يوماً في الإختلاط بهؤلاء الأشرار {2بط8:2}. وأخيراً متي صحا ؟ عندما جاءه الملاكان ينذر أنه بهلاك المدينة وخرج منها . وقد فقد كل ما كان له حتي زوجته .





كان لوط درساً . فلنأخذ مثالاً لتدقيق القديسين ، من قول الكتاب :
" كل كلمة بطالة تخرج من أفواهكم ، تعطون عنها حسابا في يوم الدين " .
لم يفهم القديسون عبارة { الكلمة البطالة } علي أنها الكلمة الشريرة مثل الكذب والشتيمة والتجديف والإدانة ، وإنما فهموا الكلمة البطالة ، علي أنها كل كلمة ليست للمنفعة ، ليس للبنيان لا تبني نفس السامع ، ولا تبني الملكوت . وهكذا صمتوا ، لا يتكلمون إلا بحساب ، حينما يرون ان كلامهم سيكون للبنيان . الروحي .

لاشك أن الذي يدقق في كلامه ، بحيث لا يلفظ إلا بكلام نافع روحياً ، ليس من السهل أن يلفظ بكلمة شريرة ..
أن التدقيق هام جداً ، تري له مثالاً في وصية الرب :
" إن اعثرتك عينك فاقلعها عنك . وإن أعثرتك يدك اليمني فاقطعها ." إلي هذا الحد ، طلب الرب منا أن ندقق .





من أمثلة التساهل مع الخطية ، التساهل مع الأفكار .....
فبينما يقول بولس الرسول " مستأسرين كل فكر إلي طاعة المسيح " نجد إنساناً يتساهل مع الفكر ، فيتحول إلي شعور . ويتساهل مع الشعور ، فيتحول إلي شهوة ، ويتساهل مع الشهوة فتحاول أن تجد منفذاً إلي الخارج تعبر به عن ذاتها بأشياء علمية . وإن تساهل مع هذه الأشياء العملية ، تتردج به خطوة خطوة ، حتي تقتلع كل روحياته من جذورها .
قد تتساهل مع الفكر ، تقبله ، تناقشه ، ثم يتمكن منك ، فتحاول أن تتخلص منه ولا تستطيع ، لأنه ثبت اقدامه داخلك بتساهلك . ولا شك أنك كنت تقوي عليه في بادئ الأمر .






هناك أشخاص في منتهي الحزم ، لا يتساهلون مع أنفسهم .
لهم رقابة شديدة علي أنفسهم ، رقابة علي كل فكر ، علي كل شعور ، علي كل حس علي كل تصرف ، عي كل لفظ .
وأحياناً يبدأ الإنسان بهذا الحزم ، في أول علاقته مع الله ولكنه بعد حين يتساهل . يسمح لأشياء تدخل إلي نفسه ، وهذه الأشياء تكبر ، ويبحث عن روحياته فلا يجدها .






الإنسان الروحي لا يتشاهل ، حتي مع الأشياء التي تبدو بسيطة .
إن الذي يحترس من الأشياء الصغيرة ، لا يقع في الكبائر .
قالت القديسة سارة في النسك " إن فماً تمنع عنه الماء ، لا يطلب خمراً . وبطناً تمنع عنها الخبز ، لا تطلب لحماً "
يحتاج الإنسان أن يكون مدققاً جداً في كل تصرف ، لا يوسع ضميره ، ويقول : هذا الأمر بسيط ، ولا تأثير له . .





الشيطان يخاف أولاد الله الحقيقيين ، لأنهم صورة الله ومثاله ، ولأنهم هيكل للروح القدس ، ولأن الله يعمل فيهم ونعمته معهم . لهذا كان الشيطان يهرب خائفاً أمام القديسين لما نفي القديس الأنبا مقاريوس إلي جزيرة فيلا ، فحالما رآه شيطان كان علي إبنه كاهن الأصنام ، صرخ الشيطان قائلاً " ويلاه منك يا مقارة ، تركنا لك البرية ، فجئت إلي هذه الجزيرة لتطردنا منها أيضاً "
وقصص خوف الشيطان من القديسين كثيرة جداً .
ولكنه يجس نبض المؤمن العادي ويختبره : من اي نوع هو : فإن وجده متراياً أمامه ، ويقيل أفكاره ، ويفتح له ابوابه ، ويخون الرب بسببه ، حينئذ تسقط هيية هذا الإنسان ، ويلعب به الشيطان !
وإذ يسلم الإنسان نفسه للشيطان ، إنما يبعد عنه الملائكة التي تحرسه ، ويرقض العمل الإلهي فيه .





كلما يتساهل الإسان مع الخطية ، علي هذا القدر تضعف إرادته ، وتفتر محبته ، ويقل إحتراسه ، ويفقد صلابته ...
إنك تكون في ملء قوتك في بداية الحرب الروحية ، وكلما تتساهل تضعف ، وتجد أن مقاومتك قد قلت ، وتجد أن تأثير الخطية قد زاد عليك . وعندما تحاول الهروب ، تجد عقبات في داخلك وتقع في صراع ، ويبدأ الجو يرتبك معك .





سبب ضعفك عندما تتساهل مع الخطية ، هو وقوعك في الخيانة ، وبخيانتك لله ومحبته ، وبخيانتك لعهودك الروحية ، تتنازل عن النعمة المعطاة لك ، وترفض السلاح الروحي ، بل تطفئ الروح ، وتحزن روح الله القدوس الذي فيك . وتنهار فتسقط .
وعندما تتساهل مع الخطية ، تضعف مثاليتك وتهبط مستوياتك الروحية وتنسي الحزم الذي قال به يوسف " كيف أخطيء وأفعل هذا الشر العظيم امام الله "
وبتساهلك مع الخطية ، تفقد هيبتك الروحية امام الشياطين .
لذلك أبعد عن الخطوة الأولي . كن حازماً ، واسلك بتدقيق .




رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة الفضيلة والبر ((17)) بقلم قداسة البابا شنودة 3\10\2010
حياة الفضيلة والبر ((14)) بقلم قداسة البابا شنودة 12\9\2010
حياة الفضيلة والبر ((11)) بقلم قداسة البابا شنودة 22 \8\2010
حياة الفضيلة والبر ((13)) بقلم قداسة البابا شنودة 5\9\2010
حياة الفضيلة والبر ((6)) بقلم قداسة البابا شنودة 18\7\2010


الساعة الآن 05:03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024