هو راهب قديس يسمى كييل، كان معاصرًا للبابا خريستوذولوس في العصر الفاطمي، وكان مترهبًا بدير أبو يحنس القصير. كان يكشف ما في قلوب الناس قبل أن يفصحوا عنه. مرة قصده جماعة وكان ضمنهم رجل نصراني من أهل فوه، وكان الراهب كييل قلما يفتح لمن يقرع بابه، فلما فتح لهم قال للرجل الذي من فوه: "يا فلان (وسَمّاه باسمه) أما خِفت من السيد المسيح ربنا لما زنيت ليلة الأحد في الطاحونة بفوه؟" فلما سمع الرجل هذا الكلام سقط على الأرض، وتعلق برجل كييل وبكى وسأله أن يستغفر له، فضمنه وقال له: "إن أنت تبت فأنا أضمن لك الغفران". فتاب لوقته، فقال له القديس: "إن الرب قد غفر لك". ثم أخذ يحدّث الباقين كل واحد باسمه. حدث أن الراهب كييل هذا وقف يصلي ليلة أحد حتى الصباح، فكلمه إبليس من خلف الصورة التي أمامه وقال له: "قد تعبت يا كييل يكفيك" فزجره القديس كعادته معه وصلَّب عليه فصار زوبعة سوداء ومضى عنه.عرف كييل وقت نياحته وخروجه من العالم، وطلب إلى الرهبان أن يأتوه يوم الجمعة وقت الساعة التاسعة ليودعهم فإنه راحل عنهم في ذلك اليوم، فذهب إليه الرهبان وكان هو بغاية الصحة وكان يخدمهم، ثم قام واستحم ولبس ثيابًا نظيفة واضطجع قدامهم وقال لهم: "اقرأوا عليَّ المزامير"، ثم ودعهم وتنيّح.