رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رسالة بولس الرسول إلى فليمون القمص تادرس يعقوب ملطي مقدمة هذه رسالة شخصية وجهها الرسول بولس إلى صديقه فليمون من أجل عبده الهارب أنسيموس الذي التقى بالرسول في روم، وآمن على يديه وتاب واعتمد، وبعد فترة أعاده الرسول ومعه هذه الرسالة. بالرغم من صغر هذه الرسالة لكنها عذبة، وتحمل في كل سطر حلاوة الروح الرسوليّة المملوءة حبًا، بل حملت تطبيقًا عمليًا للمبادئ المسيحيّة. 1. كشفت عن الأبوّة الروحيّة السماويّة التي تربط الراعي برعيّته في المسيح يسوع في أعلى درجاتها، والتي تتمثّل في الاهتمام الفردي بكل مخدوم. فقد نسيَ الرسول المأسور أن يسجل لصديقه عن السجن وأتعابه وآلامه الجسديّة، غامرًا الرسالة بمشاعر الحب تجاه فليمون وتجاه أنسيموس. 2. أوضحت روح الحب الذي يغمر به صديقه، فأمره لكن في انسحاق، وقبل أن يطلب حبه تجاه أنسيموس يفيض عليه بالحب. كان يكفي أن يكتب الرسالة دون إرسال العبد، لكنه لم يفعل هذا، ليس لشيء إلاَّ لكي يهب فليمون فرصة التسامح الاختياري فيكون إكليله أعظم! 3. خلال هذه الرسالة تتكشف الروح الرسوليّة في الكنيسة، وهي تشغيل الطاقات في المسيح يسوع في أكمل صورها الإيجابية. فكان يمكن أن نحكم على بولس أنه رسول ناجح لو تاب أنسيموس على يديه وآمن واعتمد وردّه إلى فليمون كعبد. لكن الرسول يرى في أنسيموس طاقة قوية، فحوّل اتجاهها من الشر إلى الخير بالروح القدس، فرسمه شماسًا كما يقول القديس إيرونيموس. وصار أنسيموس الخادم النافع للخدمة. هكذا كانت الكنيسة الأولى إيجابيّة في تربيتها لأولادها، لا تكف عن استخدام كل طاقاتهم للحياة مع الرب والكرازة باسمه، تقدم لكل إنسان، حسب مواهبه، الخدمة الملائمة لحياته ولمجد اللَّه، سواء أكان شيخًا أو طفلاً، رجلاً أو امرأة، بتولاً أو أرملة. 4. أخيرًا يكتب القدّيس يوحنا الذهبي الفم في مقدمته عن الرسالة بعدما تلمس من خلالها الحياة الرسوليّة [إنني أتمنى أن ألتقي مع من يبلغنا تاريخ الرسل، لا من جهة ما يكتبوه أو نطقوا به، بل أود أن أتعرف على بقيّة أحاديثهم بل وأكلهم وسيرهم وجلوسهم وعملهم اليومي ودخولهم ومسكنهم... ويقص علينا كل شيء بدقة لكي نمتلئ بالنفع من أعمالهم... فإننا بهذا تهتم عقولنا، متصورة فضائلهم فتتأثر بهم وتزداد غيرة حتى تصير إلى حال أفضل جدًا.] والموضوع له باقية |
|