منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 05 - 2012, 04:09 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة النظرة البيضء والنظرة السوداء

حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة النظرة البيضء والنظرة السوداء
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏

بقلم قداسة البابا شنودة

النظرة البيضء والنظرة السوداء

الحياة هي نفس الحياة بالنسبة إلي الكل ، بحلوها ومرها .
وقد تتشابه الظروف الخارجية بالنسبة إلي كثيرين ، ولكن إنفعال البعض بها يختلف عن إنفعال البعض الآخر . ونظرة كل من الفرقتين تختلف عن الآخر . والبعض له نظرة بيضاء والبعض الأخر له نظرة سوداء ..
ولنأخذ مثالاً لذلك : المشاكل :




لا يوجد أحد لا تصادفه مشاكل . كل إنسان له مشاكله .
ولكن البعض ينظر إلي المشكلة بنظرة سوداء ، معقدة ، كما لو كانت المشكلة بلا حل ولا مخرج ، وا منفذ ، كما لو كانت ألماً ، وضياعاً .
وقد صور داود المشاعر علي إنها حرب خارجية ، فقال " كثيرون يقولن لنفسي ليس له خلاص بإلهه ."{مز3}. ولكنه لم يخضع لهذه الحرب ، بل قال في رجاء " وأنت يارب هو ناصري ، مجدي ورافع رأسي " .
***
وهذا يقودنا إلي النظرة البيضاء للمشكلة .
فيا يري الإنسان كل مشكلة لها حل ، وان الأمر ليس خطيراًوليس مستحيلاً. وأن الله لابد أن يتدخل في المشكلة ويحلها .
ووسط هذه المشاعر يضع أمامه قول الرسول " احسبوا كل فرح يا اخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة "{يع2:1}.
بالنظرة البيضاء يقابل المشكلة ليس فقط بأعصاب هادئة ، وإنما بفرح شاعراً إنه سينال بركة المشكلة ، وما فيها من خبرة ورحية ، وكيف انه سوف يلمس يد الله العاملة معه . ويري كيف سيحلها الله .
المشكلة واحده ، ولكن تختلف النظرة إليها والإنفعال بها ، ويختلف ال Response .
مثل ضغط الدم ، أو السكر ، أو قد يصاب بعضهم بإنهيار نفسي ، أو بتعب في اعصابه ، أو في نفسيته ، أو قد يقع علي الأرض مشلولاً ، أو يصاب بذبحة ، أو بجلطة ، او بسكتة قلبية . كل ذلك حسب درجة إنفعاله بالمشكلة ، وحسب ضغطها عليه وشعوره ، أنه قد انتهي ولا خلاص ...!
***
أما صاحب النظرة البيضاء ، فيمزجها بالإيمان والرجاء .
بإيمان يثق بوجود الله أثناء المشكلة ، وبيد الله العاملة سواء رآها أو لم يرها . فلا يأبه للمشكلة ، ولا عصره ، ولا يسمح لها أن تضغط عليه .
***
إنه أكبر من المشكلة . أما صاحب النظرة السوداء ، فالمشكلة أكبر منه .
صاحب النظرة السوداء ، لا ينظر إلي ما في المشكلة من ألم ومن ضيق وتعب . ويقابها بخوف وإنزعاج . وقد تضغط علي تفكيره فيتوقف ، ويترك الأمر إلي أعصابه المنهارة . وقد يصل به الأمر إلي اليأس ، وربما إلي الأنتحار ، كما حدث ليهوذا
القديس بطرس الرسول أنكر السيد المسيح ، والرب نفسه قال " من ينكرني قدام الناس ، أنكره انا ايضاً قدام أب الذي في السموات "{مت33:10}. ولكنه لم يدع اليأس يسيطر عليه . وأنتصر علي المشكلة بالتوبة والرجاء ومحبة الله ...








نتناول نظرة الإنسان إلي المادة ، وإلي المال ، وإلي الجسد .
إنسان ينظر إلي المادة ،كأداة يخدم بها الله .
وإنسان ىخر ينظر إليها ، كوسيلة لخدمة شهواته .
والمادة هي نفس المادة ، ولكن نوعية النظرة إليها ، تحدد نوعية العلاقة بها ، والتصرف معها . هل المادة تملكك ، ام أنت تملكها ؟ المال هو نفس المال . ولكنه في يد البعض يستخدمه للخير ، وفي يد غيره يهلكه . لأن نظرة الواحد إليه غير نظرة ة الآخر .......
***
نفس الوضع مع الجسد ، هل تستخدمه لتمجيد الله وخدمته ؟ أم تنظر إليه كأنه شر في ذاته ، باستمرار يعثرك ويسقطك ؟.
شجرة معرفة الخير والشر كانت وسط الجنة ، ويراها أبوانا ولا تعثرهما . فلما إختلفت النظرة إليها ، كان السقوط .
لان حواء – بعد أن سمعت كلام الحية – فقدت نظرتها البسيطة ، وتعغيرت نظرتها إلي الشجرة ، فإذا هي " جيدة للأكل ، وبهجة لعيون ، وشهية للنظر "{تك6:3}. وبهده النظرة المتغيرة ، وقعت في الشهوة وسقطت ..
إذن لم تكن العثرة في الشجرة ، إنما في نوع النظرة .




إنسان ينظر إلي الذي معه ، فيرضي ويشكر .
وآخر ينظر إلي الذي ينقصه ، فيشطو ويتذمر .
وقد يكون الإثنان في نفس الظروف ونفس الأوضاع .
فما هي نوع نظرتك أنت ؟ هل إلي الذي معك ، ام إلي الذي ينقصك ؟!
كثير من الذين يتذمرون ويتعبون ، لو أنهم نظروا إلي مات معهم ، لوجدوا أنهم في خير ، وقد أعطاهم الرب الكثير والكثير . ولكنهم لم ينظروا إلي الذي عندهم !
آدم وحواء كانت لهما الجنة بكل ما فيها .
ولكنهما نظرا إلي الشجرة الواحدة التي تنقصهما !!
وبهذه النظرة سقطا ، علي الرغم من كل متعة الجنة .
***
ولهل من الأمثلة البارزة في نوعية هذه السقطة ، الشيطان نفسه : كان الرب قد أعطاه الكثير : خلقه ملاكاً في منتهي البهاء ، بطبيعة جميلة ، ومن الرؤساء . وكان من رتبة الكاروبيم ، ووصفه سفر حزقيال النبي بأنه الكاروب المظلل المنبسط {حز28: 14، 16}. ولكنه لم يقنع بما معه ، ونظر إلي ما ينقصه ، اي أن يرفه كرسيه فوق كواكب الله ويصير مثل العلي ...!{أش14: 13، 14}.
وهكذا سقط الشيطان . ترك رفعته إلي ما ينقصه . أن يصير مثل الله !!
وكثيرون من هذا النوع . ما أكثر النعم التي تحطم بهم ، فلا ينظرون إليها ، إنما ينظرون إلي شئ آخر ينقصهم ! وإن حصلوا عليه لا يكتفون ، بل ينظرون إلي مستوي أعلي وأبعد ينقصهم ...
وقد يتذمرون وهم وضع يشتهيه غيرهم ولا يجده !
بنوع نظرة الإنسان يسعد نفسه ، وبنوع نظرته يشقيها .
ليست الظروف الخارجية هي التي تتعبك ، وإنما يتعبك أسلوبك في التفكير ، نو نظرتك إلي الحياة ..








إنسان ينظر إلي الخير الذي في الناس ويمتدحهم
وإنسان ىخر لا ينظر إلا إلي النقائص والعيوب .
هذا النوع له نظرة نقادة ،لا يري الشئ الأسود . متحصص في رؤية العيوب حتي بالنسبة إلي شخص يمدحه الكل وهو موضع رضي الكل . ومه ذلل ما اسهل ان يجد فيه عيباً ينقده !!
هذا النوع تخصصه أن ينتقد ، ويعارض ، ويتكلم بالسوء علي كل أحد ، ولا يعجبه أي تصؤف .. علي القل بالنسبة إلي شخص معين ، أو إلي مجموعة معينة من الناس ...
***
بينما السيد المسيح – حتي بالنسبة إلي المرأة السامرية الخاطئة – أمكنة أن يجد فيها شيئاً يمتدحها عليه .. فقال لها " حسناً قلت .. هذا قلت بالصدق "{يو4: 17، 18}. وحتي الشاب الغني الذي مضي حزيناً .. أنثاء حديث الرب معه ، وجد فيه شيئاً فاضلاً أنه يحفظ الوصايا منذ حداثته ، فيقول الكتاب إنه " نظر إليه وأحبه "{مز21:10}.
***
لو كانت لك النظرة البيضاء ، ستري في كثيرين شيئاً يحب ، وشيئاً يمتدح ...
درب نفسك علي هذه النظرة . أي تنظر إلي محاسن الناس وليس إلي عيونهم . هناك نظرة واقعية ، أن تري ما فيهم من محاسن ومن عيوب ، ولكن أي النوعين له التأثير الأكبر عليك ؟
الذي لاينظر إلا الي العيوب ، قد تجده ساخطأ علي المجتمع كله .
لا يعجبه شئ .. كل مايراه هو موضع إنتقاد . وبعض الذين ينادون بالإصلاح ، لا ينظرون إلا إلي السواد فقط .. ويحتار معهم كيق يرفضونهم .. هم باستمرار عدائيون Aggressive .. لابد ان يجدوا شيئاً يهاجمونه . وأن لم يجدوا ، يخترعون شيئاً يهاجمونه ...
***
وبعض هؤلاء من الهجوم ، ويتحولون إلي الإنعزال ...!
بسبب نظرتهم السوداء ينفرون من المجتمع ، وينظرون علي ذواتهم ، إذ لا يجدون شيئاً يجبهم ، ولا شيئاً يرضيهم . بل هم ساخطون علي كل شئ ...
وأحياناً يصاب هؤلاء بأمراض نفسية ...
قد يصاب بعضهم بمرض الكآبة Depression وباستمرار تجده حزيناً كئيباً ، وينتظر الشر أن لم ير الشر أمامه ، ويحزنه كل شئ ...
واحيانا يخاف المجتمع ، ويري أن الغالبية ضده تدبر له ما يتعبه، فيصاب بعقدة الأضطهاد Persecution Complex
ويخيل إليه ا، كثيرون يريدون الإضرار به يقاعه في مشاكل .
أو قد يصاب بالعصبية ، فتجده غضوباً باستمرار ، حاد الطبع ، عالي الصوت ، يحتد وربما بلا سبب يدعو إلي ذلك ، وفي غضبه يثور ، ويتكلم بما لا يليق ، إنه لا يري سوي سواد يثيره .
***
وربما يحارب بالشكوك في كل شئ .
في كل ما يحيط به ، يفترض اسباباً سوداء تدعوه إلي الشك . وإن بدأ الشك يحاربه ، يلتقطه الشيطان لكي يضيف إليه مخترعات تزيد من شكه ، حتي يصبح من شكه في جحيم . وكل هذا سبب نظرته السوداء الت تفترض الشر ، بعكس الذي يؤول نفس الأمور تأويلاً ولا يحزن نفسه ..
إن كثيراً من الشكوك ، ليس سببها الأسباب الخارجية ، إنما حالة القلب والفكر من الداخل .
قد تكون النظرة السوداء ، إذن مرضاً نفسياً تنتج عنه هذه النظرة . وربما تؤدي هذه النظرة إلي مرض نفسي . أي قد تكون سبباً أو نتيجة .



اي أنه إذا بدأ بالنظرة السوداء يصل إلي المرض النفسي . أو بدأ بالمرض النفسي يصل إلي النظرة السوداء .
وبالنظرة السوداء يفقد الإنسان سلامه القلبي ، بعكس الإنسان الذي بإستمرار يحيا في بشاشة وفي فرح .
والعجيب أن النظرة السوداء تأتي حتي في العلاقة مع الله .




الشيطان قد يحارب الإنسان صاحب النظرة السوداء حتي في علاقته مع الله ، فيصور له أن الله لا يهتم به ، وإن الله قد أهمله ، ولا يستجيب لصلواته ، بل يصل به الأمر إلي ان الله يضطهده !
وهكذا بالنظرة السوداء يوصله إلي التجديف .
ونفس هذا الوضع قاله الشيطان لله عن أيوب الصديق . قال للرب " ولكن أبسط يدك الآن . وأمسس كل ما له ، فإنه في وجهك يجدف عليك "{أي11:1}" وكلن ابسط الآن يدك وأمسس عظمه ولحمه ، فإنه في وجهك يجدف عليك "{أي5:2}.
لقد كرر عبارة " في وجهك يجدف عليك " مرتين .
وذلك لن حرب التجديف هي من الشيطان نفسه ..
يهمي في أذن الإنسان المتضايق ، أو صاحب النظرة السوداء ، ويقول له " لماذا يعاملك الله هكذا ؟! لماذا تثقل يده
عليك "؟!
***
فصاحب النظرة السوداء ، قد لا يشعر فقط أن الناس ضده ، وإنما الله نفسه ضده !!
السماء مغلقة أمامه ! " لماذا يقولون لنفسي : ليس له خلاص بإلهه "{مز3}.
صاحب النظرة السوداء : يري أن كل نهار ، بعده ليل مظلم . اما صاحب النظرة البيضاء : فيري أن كل ليل مظلم ، بعده نهار مضئ ..
النظرة السوداء تتعب من كل خطأ موجود ...
والنظرة البيضاء تقول إن كل خطأ يمكن تصحيحه ...




رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة المحبة الخاطئة للنفس
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ لقداسة البابا هل الجسد عائق للفضيلة ومتي يكون عائقا لها
النظرة البيضاء والنظرة السوداء – قداسة البابا شنودة الثالث
النظرة البيضاء والنظرة السوداء – قداسة البابا شنودة الثالث
النظرة البيضاء والنظرة السوداء – قداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 08:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024