عاش في زمن البابا ثيؤدوسيوس البطريرك الثالث والثلاثين، وذلك في القرن السادس الميلادي. كان أسقف مدينة أنتينوبوليس (في منطقة مَلَّوي الآن) واحتمل النفي مع البابا ثيؤدوسيوس بأمر الإمبراطور جوستينيان، على أن الأنبا قزما لم يُنفَ غير ثلاث سنوات، أصدر بعدها الإمبراطور العفو عنه. ولو أن هذا العفو لم يشمل الأنبا ثيؤدوسيوس، إذ توهّم جوستينيان أن الاستمرار في حبسه قد يضعف من مقاومته في النهاية، فاحتفظ به وأفرج عن عدد من أساقفته. وسارع الأنبا قزما إلى مصر ولما وصلها ظل في الإسكندرية شهرًا كاملًا. إذ تجمهر حوله أهلها يستفسرون عن باباهم وعن السبب في عدم عودته إليهم، شدّد هذا الأسقف قلوبهم بأن وصف لهم بالتفصيل ما جرى من المقابلات بين البابا والإمبراطور، كما وصف لهم بسالة البابا في تحمل السجن والبعد عن مصر وشعبه الوفي، فتعزّت قلوب الشعب بكلامه.بعد أن قضى الأنبا قزما شهرًا في الإسكندرية عاد إلى أنتينوبوليس عاصمة كرسيه، فوصلها في موعد الاحتفال بعيد الشهيد كلوديوس الذي استشهد في زمن اضطهاد الإمبراطور دقلديانوس، وتزاحم الناس على الكنيسة في العيد في تلك السنة للاستشفاع بالشهيد والاستفسار عن البابا ثيؤدوسيوس.