رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهيد ميخائيل توفيق جندى شهيد قبطي من زمن العسكر 2 أسرته: كان قويا في الحق وكنا نتعلم من حكمته قال لأخوته يوم استشهاده: "إذا أردت الحياة لابد أن تستعد للموت" كعادته في المشاركة في المسيرات والمظاهرات التي تطالب بحقوق الأقباط، شارك ميخائيل توفيق جندي في مسيرة يوم الأحد 9 أكتوبر، لكنه لم يعد إلى أسرته التي لازالت تبكي فراقه وكان أحد من استشهدوا تحت عجلات مدرعة أعمي التعصب قائدها. وطنى حوار: نرمين ميشيل - سامي سمعان يروي جندى، 40 عاما يعمل بالمعهد القومي للأورام، الأخ الأكبر لميخائيل تفاصيل يوم الأحد الدامي حين كان يسير مع ميخائيل طول اليوم إلي أن فقده تحت عجلات مدرعة. قال: "يوم الأحد الدامي اتفقت أنا وميخائيل على المشاركة في المسيرة بعد عودتنا من العمل، وبالفعل تقابلنا في البيت ونزلنا للانضمام إلي المسيرة التي كانت وصلت بالقرب من شارع جزيرة بدران، وكان من بين الهتافات والشعارات التي كانت تردد في المسيرة "شهيد تحت الطلب، وكنيستنا أتهدت ليه ، وسلمية سلمية، يا رب يا رب وهي أكثر الهتافات التي كنا نقولها". ظلت المسيرة دون مضايقات إلي أن وصلنا إلي نفق شبرا حيث فؤجنا بمن يهاجمنا بالطوب وقمنا بالدفاع عن أنفسنا وحماية من معنا من سيدات وأطفال. ثم واصلنا إلي مبنى جريدة الأهرام وهتفنا هتافات تندد بالإعلام الذي مازال يعمل بنفس منهج النظام السابق بنشر معلومات غير صحيحة، ثم تحركنا إلي ماسبيرو، وكان الناس يتابعون مسيرتنا من في الشارع وينظرون إلينا باحترام؛ لأننا لم نهتف أي هتافات مسيئة ولم نتعدي علي احد أو ممتلكات احد.. كانت مسيرة حقا سلمية، عندما وصلنا بالقرب من ماسبيرو سمعنا صوت لإطلاق نار لم نخف، ثم فوجنا بجنود أمن مركزي وشرطة عسكرية يقومون بالاعتداء علينا دون سابق إنذار، ولاننا كان معنا عدد كبير من النساء وكبار السن فتراجعنا. بدأنا في تنيظم أنفسنا لمواجهة الجنود الذين يعتدون علينا واشتبكنا معهم بالأيدي، ثم تراجعوا لان عددنا كان كبير جدا. تحركت المدرعات نحونا واعتقدنا أنهم يفعلون هذا مثل كل مرة للتضيق علينا لكي نتظاهر داخل المساحة التي يحددونها بالمدرعات حيث يقومون بتأمين المكان، هذا ما جاء في تفكيرنا خصوصا أننا أعلنا إن المسيرة ستنفض في تمام الساعة السابعة، وسأعود أنا وميخائيل إلي عملنا الذي يبدأ الساعة التاسعة مساء ولم يكن لدينا أي نية للبقاء أكثر من ذلك". يضيف جندي: "فوجئنا بمدرعات بدأت تعمل وتحركت نحونا فقمنا بإفساح المجال لها لتسير ولكن فوجئنا أنها تسير بشكل متعرج وقاموا بدهس المتظاهرين بشكل متعمد، أيقنا أنهم يريدون إخلاء المكان، فأسرعنا للاختباء وكنا نجري بشكل عشوائي ونتفادى أن تدهسنا المدرعات التي حاولت أن تصدم اكبر عدد من الناس" ويواصل جندي الحديث بينما تتابع الأسرة حديثه بعيون باكيه: "كنا حتى هذه اللحظة سويا، وبسبب العدد الكبير فقدت أخي الذي كان يسبقني بعدة خطوات، واعتقد أن المدرعة التي دهسته هي التي دهستني أيضا، اقتربت مني المدرعة وصدمتني فقفزت لمسافة كبيرة ثم عادت ودهست رجلي اليسري، كان حولي أعداد كبيرة جدا من جثث ومصابين، دهسوا بالمدرعات، حاول باقي المتظاهرين أن يسحبونا بعيد عن المدرعات لكي لا تعود وتدهسنا أيضا، ثم أدخلونا مدخل عمارة، كانت ملابسي بالكامل ملطخة بالدماء من الشهداء والمصابين الذين كنت في وسطهم". يسكت لحظة يسترجع فيها حديثه ويكمل: "لما تأخر ميخائيل ولم أره لفترة كان تفكيري يقول انه أصيب ولم يخطر ببالي انه استشهد، اتصل من معانا بالإسعاف ولكنها لم تأتي فبدا الناس يأخذونا في سيارتهم الخاصة وبسيارات أجرة للمستشفيات، أخذني شخص لا اعرفه في سيارته الخاصة التي تحطم زجاجها الأمامي إلي أن وجدنا سيارة إسعاف أجبرت علي أن تأخذني إلي معهد ناصر، عندما جاءوا أخواتي وسألتهم عن ميخائيل لن يجاوبوني فعلمت بأنه استشهد ووقتها لم أبالي بأن أعيش أو أموت". ميخائيل توفيق جندي 38 عاما أعزب ويعمل بوزارة المالية يشير تقرير الطب الشرعي إلى أن سببب الوفاة إصابات ردية هرسية بالجثة مما أحدثته من كسور بالفخذ الأيسر وعظام الحوض وتهتك بالأوعية الدموية والأحشاء الداخلية ونزيف حاد أدي إلي الوفاة. يواصل جندي والذي أصيب أيضا بكسور في القدم الأيمن والأيسر وكسر أربعة ضلوع في القفص الصدري بالجانب الأيمن ومشاكل بالكبد بان ميخائيل رغم أنه كان أصغر منه سنا إلا انه كان بمثابة قدوة. يقول "كان اسم علي مسمي كان حقا مثل الملاك عمره ما أذي حد ولا كان في أيده أنه يساعد حدا وتأخر عنه، كان إنسانا عظيما وكل تصرفاته تدل علي هذا كان دبلوماسي وذكي جدا وقلبه طيب جدا، حلمه أن يرسم البسمة علي وجه كل الناس". ويضيف:"لن أنسى عندما كان يقول "إذا أردت الحياة لابد أن تستعد للموت وأن أردت سلاما يجب أن تستعد للحرب" وهو يقصد بالحرب ليس أن يقتل أحدا ولكن أن يعيش بكرامة ويعيش بمبادئ". يقول لبيب توفيق جندي 36 عاما يعمل بمجال الحاسب الآلي الأخ الأصغر للشهيد ميخائيل: كان بالنسبة إلي مصدر للمعرفة هو كان مطلع جدا في كافة المجالات ويستطيع بالمنطق أن يحلل أي موقف ويقول ما سلبياته وايجابياته وكان مصدر للمشورة أيضاً، بحكم قرب سني بسن ميخائيل كنا لا نفارق بعضا البعض، تعلمت منه مبادئ كثيرة جدا، أخي كان مثقف جدا كان مثل المدرسة التي أذا دخلت اليها علمتك اشياء كثيرة، ميخائيل لن يعوض كان الأخ والصديق". ليس كما نري في السينما التي تروي تلك القصص الحزينة التي ربما نبكي عندما نشاهدها ولكنه الواقع الذي عاشه لبيب والذي حطم قلوب أسرته جميعا يتذكر والدموع مازالت في عينه ذكرياته الأخيرة مع ميخائيل ويقول قبل استشهاده بأسبوعين رأيت لعبة الشطرنج تلك اللعبة التي كنا نلعبها معا منذ زمن بعيد ثم توقفنا ولم نلعبها لمدة 12 عاما بحكم ظروف الحياة التي فرضت علينا هذا وعدم وجود وقت، نظرنا إلي بعض وابتسمنا وجلسنا نلعب ونتذكر أيام طفولتنا، جلسنا وقت طويل جدا نتبادل الأحاديث وبالرغم أننا كنا مرتبطين بمواعيد ووقتنا لا يسمح بان نجلس كل هذا الوقت، ألا أننا استمتعنا جدا هذا اليوم وكأننا نودع بعض. ببكاء مر جدا يتذكر لبيب كلمات ميخائيل التي كان من أجلها يشاركون في كل المظاهرات والمسيرات التي تخرج للدفاع عن الكنيسة كان يقول "الكنيسة مثل أمي فمن يري أمه تحرق أو تهد أو تهان أمام عينه ويظل جالسا يري هذا في التلفزيون دون أن يتحرك للدفاع عنها". لن نستطع التسجيل مع باقي أفراد أسرة الشهيد ميخائيل في نفس المكان لتأثرهم بما يقال وبكاءهم عليه فقررنا أن نسجل في مكان أخر مع ميري ومنيرة أخوات ميخائيل. تقول ميري، 30 عاما تعمل في مجال الحاسب الآلي ميخائيل :"كان كل حاجة بالنسبة إلي كان ابني وأخي وصديقي وأبي كان هو المسئول عني وعن أختي، كنت لما احتاج إليه يترك عمله ويأتي إلي حتى لو كان في عمله كان حنون جدا عليا، كان يقول عن نفسه "أنا رئيس جند الرب ولما هموت.. البابا هو اللي هيصلي عليا". عندما رأينا فيديو الاعتداء علي رائف قال "عاوزين نجيب حق رائف علشان لما استشهد تاخدوا حقى أنا كمان"، تضيف لو في مظاهرات سنشارك؛ لأن دي حقه علينا. يوم الأحد رأيته في قناة الطريق ورفضت أن يكون هو من بين الشهداء قالت "أكيد واحد تاني واحد لابسه لابس زيه مستحيل يكون هو كان وشه منور كأنه نائم وليس مقتول". تلتقط منيرة توفيق جندي، 28 عاما تعمل أيضا في مجال الحاسب الآلي خيط الحديث، وتقول: ميخائيل كان بالنسبة إلي الأب والأخ والصديق كانت أعامله مثل ابني رغم أنه أكبر مني، ميخائيل كان غيور جدا علي الكنيسة وعلي مسيحيته كان لا يحب أن يعيش في بلده مهان يريد أن يعيش بكرامة غير مضطهد حتى لو دفع حياته ثمن لهذا. |
|