|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر لقداسة البابا شنودة هل الجسد عائق للفضيلة؟ ومتي يكون عائقا لها ؟ أحب أن أقول اولاً أن الجسد ليس خطيئة في ذاته : ليس الجسد شراً في ذاته ، لأسباب عديدة : 1) لو كان الجسد شراً ، ما كان الله قد خلقه . ونلاحظ أنه خلق الله الإنسان – وله هذا الجسد – ونظر الله إلي كل ما عمله ، فإذا هو حسن جداً "{تك31:1}. 2) لو كان الجسد شراً في ذاته ، ما كان السيد المسيح قد تجسد ، ولبس جسداً مثلناً . وقيل عنه " والكلمة صار جسداً " {يو14:1}. 3) لو كان الجسد شراً ، ما كان الكتاب يقول " ألستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم .. "{1كو19:6}. وما كان يقول ايضاً " الستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء للمسيح " {1كو15:6}. 4) لو كان الجسد شراً ، ما كان الكتاب يقيم هذا الجسد !!يقول " ويكفي أن الإنسان قد احتمله علي الأرض، ولا داعي أن يحتمله ايضاً في الأبدية !! 5) لو كان الجسد شراً ، ما كان الله يمجد هذا الجسد في القيامة ، فيقوم جسداً روحياً وجسداً سماوياً {1كو15: 44، 49}. " يقام في قوة ، وفي مجد ، ويلبس عدم موت " {1كو15: 43، 53}. بل يكون ممجداً في شبه جسد الرب الممجد ، ما يقول الرسول عن الرب " الذي سيغير شكل جسد توضعنا ، ليكون علي صورة جسد مجده " {في21:3}. 6) لو كان الجسد شراً ، ما كان الكتاب يقول " قدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة ... "{رو1:12}. بل ما كان يقول " مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله " {1كو20:6}. وعلي الرغم من كل هذا يتحدث الكتاب ضد الجسد {رو8}. و " أعمال الجسد {غل19:5}. والإهتمم بالجسد ، والسلوك حسب الجسد {رو8: 1-9}. 7) فعن أي جسد يتكلم ؟ إنه لا يتكلم عن الجسد في ذاته ، أو الجسد بصفة عامة ، إنما عن الجسدل الخاطئ . * إنه الجسد الذي يقاوم الروح ... هذا الذي قال عنه الرسول " لجسد يشتهي ضد الروح ، والروح ضد الجسد ، وهذان يقاوم أحدهما الآخر ، حتي تفعلون ما لا تريدون " {غل17:5}. هذا الجسد الخاطئ ، ذكر الرسول في نفس الرسالة أمثلة عديدة من أعماله الخاطئة {غل5: 19-21}. *** * الجسد الخاطئ هو الجسد الشهواني . وشعواته مادسة ونجسة . ولذلك يقول الرسول " اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد " {غل16:5}. وشهوة الجسد قد تكون " الزني والنجاسة والدعارة " {غل19:5 }. وقد تكون شهوة البطنة هي في الطعام والشرب والسكر . أو قد تكون في شهوة أمور حسية نتحول إلي عادة مسيطرة أو إلي إدمان ، مثل التدخين والمخدرات ... *** * الجسد الخاطئ هو الذي يقود الروح والنفس إلي الخطأ . فحينما تخطئ حواسه ، تشرك معها نفسه وروحه ،فيتدنس الإنسان كله روحاً وجسداً . كما قال الرب " من نظر إلي إمرأة و ليشتهيها ، فقد زني بها في " {مت28:5}. فهناك إشتراك بين الجسد في نظره ، وبين النفس في شهواتها ، والروح التي يمثلها القلب .... *** انظروا إلي سليمان كيف أخطأ حينما أستسلم إلي شهوات الجسد . وقال " بنيت لنفسي بيوتاً ، غرست لنفسي كروماً . ، عملت لنفسي جنات وفراديس ... جمعت لنفسي ايضاً فضة وذهباً . أخذت لنفس مغنيين ومغنيات ، وتنعمات بني الشر سيدة وسيدات .. ومهما أشتهته عيناي لم أمسكة عنهما " {جا2: 4-10}. وهكذا عاش حياة جسدانية . وسقط عن طريق النساء {1مل11}. بل تقول عنه الكتاب إن " نساءه أمان قلبه وراء آلهة أخري . ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب "ر1مل4:11}. *** وهكذا استطاع جسده أن يهوي بروحه إلي عمق الخطية . ولم يمجد الله في روحه ، ولا فب جسده . بل سقط كله ! حقاً ما اعمق العبارة التي قالها القديس بولس الرسول : " ويحي أنا الإنسان الشقي . من ينقذني من جسد هذا الموت ؟!{رو24:7}. قد لا يخطئ الجسد كله ، ولكن يخطئ عضو واحد منه ، فيندنس الجسد كله ، ويدنس الروح معه ايضاً . * خذوا اللسان كمثال ، وهو عضو صغير . ولكن كما يقول القديس يعقزب الرسول " هكذا اللسان أيضاً ، هو عضو صغير ويفتخر متعظماً . هوذا نار قليلة ، اي وقود تحرق . فاللسان نار ، عالم الإثم .. الذي يدنس الجسم كله .ويضرم دائة الكون ويضرم من جهنم " {يع3: 5،6}. انظروا كم هو عدد الخطايا ، التي يقع فيها الإنسان لسقطات اللسان ، كما يقول الكتاب " كلامك تتبرر ، وبكلامك تدان " {مت37:12}. بل باللسان يتنجس الإنسان ، كما يقول الرب " .. بل ما يخرج من الفم ، هذا ينجس الإنسان " {مت11:15}. *** وكما نذكر دنس اللسان ، نذكر دنس العين أيضاً . فإن كانت محبة العالم هي عداوة لله كما قال القدس يعقوب الرسول {يع4:4}. … فهوذا القديس يوحنا الرسول يقول " إن أحب أحد العالم ، فليست فيه محبة الآب , لأن كل ما في العالم شهوة الجسد ، وشهوة العين ، وتعظم المعيشة " {1يو2: 15،16}. شهوة العين التي وقعت فيها أمنا حواء ، لما نظرت إلي الشجرة فإذا هي " بجهة للعيون ، وشهية للنظر "{تك6:3}. ما أكثر الخطايا التي تقع فيها العين . حينما ينظر الإنسان نظرة شهوة ، أو نظرة غضب أو حقد ، أو نظرة جسد أو إنتقام ، أو نظرة كبرياء أو استهزاء بالغير ، أو ينظر نظرة ماكرة ، أو نظرة قاسية .. وتتعدد الخطايا ، وتظهر صورتها واضحة في العين . *** وا أكثر الأعضاء الأخري التي تخطئ … اليد التس تسرع إلي الضرب ، أوإلي القتل ، أو إلي السرقة ، أو إلي خطايا اخري عديدة ……… والقدم التي تسرع إلي أماكن الخطية …….. او ملامح الوجه ، التي تظهر عيلها الكبرياء ، أو الغضب ، أو القسوة .. وكل هذه ناتجة عن نزوات الجسد أو إنفعالاته أو شهواته … لهذا كله ولغيره ، تحدث الكتاب عن إخضاع الجسد . · لعل من أهم الآيات وأخطرها في أخضاع الجسد ، هو قول القديس بولس الرسول " بل أقمع جسدي واستعبده . حتي بعد ما كرزت لآخرين ، لا أصير أنا لنفسي مرفوضاً " {1كو27:9}. إنها عبارة مرعبة يقولها هذا القديس الذي صعد إلي السماء الثالثة {2كو2:12}. والذي تعب أكثر من جميع الرسل {1كو10:15}. لكي يرينا بهذا خظورة الجسد وأهمية إخضاعة وقمعه وإستعباده ……. · من الأقوال البارزة ايضاً في إخضاع الجسد ، هي قول الرسول " ولكن الذين هم لمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات " {غل24:5}. أي ان كل شهوة للجسد ضد السلوك بالروح ، يدقون فيها مسماراً ويصلبونها ، فلا تتحرك فيهم فيما بعد . *** ومن الوسائل الهامة لإخضاع الجسد ، فضيلة الصوم . سواء من جهة إخضاع الجسد بالإمتناع عن الطعام ، وبتحمل الجوع ، أو بالإمتناع عما تشتهيه من الأطعمة ، كما قال دانيال النبي في صومه " لم آكل طعاماً ششهياً ، ولم يدخل فمي ولا خمر " {دا3:10}. وإن لم تستطيع الإمتناع الكامل ، فلتقلل وكما تمنع جسدك عن الآكل ، تمنعه عن الشهوات الأخري . *** ومن وسائل إخضاع الجسد ، ضبط الحواس ، واللسان . ضبط النظر ، والشم واللمس . وكما قال الرب في العظة علي الجبل " إن كانت عينك اليميني تعثرك فاقلعها والقها عنك . وإن كانت يديك اليميني تعثرك ،فاطقعها والقها عنك " {مت5: 29، 30}. علي الأقل تقطع شهواتها ... *** من وسائل ضبط الجسد ايضاً السهر . ونقصد به السهر في الصلاة والعبادة . كما قال الرب " اسهروا وصلوا ، لئلا تدخلوا في تجربة " {مت41:26}. وكما قال أحد الآباء " اغصب تفسك في صلاة الليل ، وزدها مزامير " ... *** ومن وسائل ضبط الجسد : الزهد والنسك . علي الأقل البعد عن الترفيهات والكماليات ، وعن المبالغة في الزينة العالمية ، فقد ركز الرسول علي " زينة الروح الوديع الهادئ ، الذي هو قدام الله كثير الثمن " {1بط4:3}. المهم هو ان تتزين بالروح بالفضائل . كما يقول عنها في النشيد " معطرة بالمر واللبان وكل اذرة التاجر " {نش6:3}. وليعرف الإنسان أن الجسد ليس للمتعة والترفيه . بل هو لتمجيد الله ، كما قال الرسول " مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله " {1كو20:6}. أولاً : باشتراك الجسد مع الروح في عملها . الروح مثلاً تصلي ، والجسد يشترك معها في الوقفة الخاشعة ، وفي رفع اليدين وحفظ الحواس ، وفي الركوع والسجود . نقول ذلك لأن البعض يخطئون ويظنون أن الله " إله قلوب " فقط فلا يهتمون باشتراك الجسد !! وقد يصلون وهو جلوس ، وربما وهم مستلقون علي الفراش !! أو بعض الأجانب لا يخلعون أحذيتهم في دخولهم إلي الهيكل ناسين قول الكتاب " اخلع حذاءك من قدميك ، لأن المكان الذي أنت واقف عليه موضع مقدس " {خر5:3}. {يش15:5}. *** 2) نمجد الله بتعب الجسد في الخدمة . كما قال الرسول عن خدمته " في أعاب أسهار في أصوام " {2كو5:6}. وايضاً في الأتعاب أكثر . بأسفار مراراً كثيرة . بأخطار في البرية ، بأخطار في البحر . في تعب وكد ، في اسهار مراراً كثيرة ، في جوع وعطش ، في أصوام مراراً كثيرة ، في برد وعري . " {2كو11: 23-27}. آباؤنا كانوا في خدمتهم وفي بذلهم كالشمعه التي تذوب لكي تضئ للآخرين . لذلك نوقد الشموع أمام أيقونات القديسين ، لأن حياتهم كانت نوراً ، ولأنهم بذلوا أنفسهم في خدمتهم وعبادتهم . *** 3) أباؤنا الشهداء لاشك مجدوا الله بأجسادهم . ولذلك فالكنيسة ترفع الشهداء فوق درجات القديسين الآخرين ، لأنهم تألموا كثيراً من أجله . وكما يقول الكتاب " إن كنا نتألم معه ، فلكي نتمجد معه أيضاً " {رو17:8}. *** 4) أما نحن فعلي الأقل فلنمجده بتعب الجسد . كان القديس الأنبا بولا يتعب كثيراً بالجسد وفي جهاده الروحي ، حتي ظهر له الرب وقال له " كفاك تعباً يا حبيبي بولا " فرد القديس " وماذا يكون تعبي إلي جوار ما بذلته لأجلنا يارب ". 5) إننا نمجد الله أيضاً عن طريق طهارة الجسد . حتي يستريح روح الله في داخلنا ، إذ يجد أجسادنا هياكل مقدسة له .. وحتي بطهارة الجسد نقدم للناس الصورة الإلهية ، وايضاً نستطيع التقدم إلي الأسرا المقدسة ، ونتطهر بها أيضاً .. ومن مظاهر هذه الطهارة العفة ، والحشمة . هؤلاء القديسون الذين مجدوا الله في أجسادهم ، مجد الله أجسادهم كذلك . مثال ذلك جسد العذراء الذي اصعده إلي السماء . وكذلك الكرالتي كانت تمنح لهذه الأجساد ، حتي أن عظام أليشع كان لها البركة التي ميت فقام {2مل21:13}. *** وقد مجد الله أجساد القديسن حتي في حياتهم . مثل وجه موسى النبي الذي اضاء بنور مقابلته للرب الجبل ، حتي أن الشعب لم يستطع النظر إيه ، فوضع علي وجهه برقعاً ، ليمكنهم النظر إليه {خر34: 30-35}. ومثل وجه استفانوس الشماس الذي اثناء محاكمته " شخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجه كأنه وجه ملاك " {أع15:6}. ومن امثلة ذلك المناديل ، والعصائب التي كانوا يأخذونها من علي أجساد الرسل فتشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريرة {أع12:19}. |
|