رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
لا يُشترط أن تكون في مرحلة الشباب أو النضج كي تشعر بمعاناة من حولكِ وتحاول تخفيفها. فالإحساس لا يرتبط بالعمر، والشعور الإيجابي تجاه الآخرين هو نعمة يضعها الله سبحانه وتعالى في قلب من يختار من عباده. وليس عيباً حتى أن يتخذ الكبار مراهقة صغيرة كقدوة لهم، إذا كانت قد فكرت وقررت وأنجزت ما لم يفكروا هم حتى في عمله، ألا وهو رسم ابتسامة على شفاه طفل معذب. نحدثكم في هذا المقال عن المراهقة الأمريكية آشلي سميث التي تبلغ من العمر 13 عاماً. هذه الفتاة مرهفة الحس سيطرت على ذهنها في أحد الأيام فكرة أن الألعاب لها أهمية بالغة لدى كل طفل، وأن الأطفال مهما كانت الصعوبات التي يمرون بها لا يتخلون أبداً عن دميتهم المفضلة، وإذا فُقدت منهم لأي سبب يحزنون عليها حزناً شديداً. كانت هي واثقة من ذلك انطلاقاً من تجربتها الشخصية، فعندما كانت آشلي في الخامسة من عمرها، احترق منزل أسرتها عن آخره، ولحسن الحظ نجت هي وأفراد العائلة، لكن كل ممتلكاتها الثمينة احترقت داخل المنزل، وعلى رأسها دميتها المفضلة التي كانت عبارة عن حيوان من الفرو المحشو. انطلاقاً من هذه الحقيقة، قررت آشلي أن تنشيء منظمة صغيرة أطلقت عليها اسم " Ashlee's Toy Closet" أو "خزانة ألعاب آشلي". تقوم هذه المنظمة الخيرية بجمع الألعاب والدمى القديمة من الأطفال الذين لم يعودوا بحاجة إليها، وتقوم بإصلاحها وإعادتها لحالتها الأصلية، ثم التبرع بها للأطفال من الفقراء والأيتام وضحايا الكوارث الطبيعية وغيرهم. وإلى جانب ذلك، فإن مرور الطفلة آشلي بتجربة احتراق منزلها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 2007، ورؤيتها للنار والدمار عندما يحيطان بكل شيء، ولّد بداخلها الرغبة الشديدة في مساعدة الأطفال الذين يمرون بظروف مماثلة، ولو بتقديم دمية لهم ترسم البسمة على شفاههم، وتعيد إليهم الأمل في الحياة. وتقول آشلي سميث: "كنت أعرف جيداً كيف يشعر هؤلاء الأطفال المنكوبين بسبب الظروف الأليمة التي تحيط بهم من جهة، وبسبب افتقادهم لدمية جميلة تخفف رفقتها آلامهم وترسم ابتسامة على وجوههم، فقد كنت مثلهم عندما احترق منزل أسرتي". وقد بدأت آشلي تنفيذ فكرتها بإقامة حدث صغير دعت إليه كل معارف أسرتها للتبرع بالألعاب والدمى. وكان النجاح باهراً لدرجة أنه بنهاية فعاليات الحدث الخيري، كانت آشلي قد جمعت حمولة من الألعاب والدمى تكفي لملء صندوق سيارة نقل كبيرة، وكلها تم توزيعها على الأطفال المحتاجين. ومنذ ذلك الحين، نجحت منظمة " Ashlee's Toy Closet" في توزيع أكثر من 175 ألف لعبة ودمية على الأطفال، ورسمت بنفس هذا العدد ابتسامات على وجوههم. وكان إدراك المراهقة النبيلة آشلي للأثر الإيجابي الذي أحدثته مبادرتها على الأطفال الذين تقوم بمساعدتهم دافعاً قوياً أكد لها أنها تسير على الطريق الصحيح. ففي بداية نشاط المنظمة وقيامها بتوزيع الألعاب على الأطفال، قامت آشلي بزيارة دار لرعاية الأطفال، وكان من بينهم طفلة صغيرة لا تتحدث إلى أحد ولم تبد اهتماماً بالأمر، وكان الحزن يبدو على وجهها، حتى التقطت آشلي من الوعاء الكبير المليء بالألعاب لعبة بازل صغيرة عليها رسم لكعكة فراولة مقسمة لأجزاء، وعلى الطفل القيام بتجميع الأجزاء وتكوين الصورة. كانت لعبة بسيطة زهيدة الثمن، لكن الطفلة الحزينة بمجرد رؤيتها لها بالذات ابتسمت وأقبلت على الحصول عليها موضحة أنها تشعر بسعادة بالغة لأن هذه اللعبة مطابقة للعبتها المفضلة التي فقدتها عند انهيار منزلها. وطوال فترة زيارة آشلي ورفاقها للمكان، ظلت تلك الطفلة الصغيرة ملازمة لها، تحدثها وتضحك معها وتشكرها على هديتها الرائعة. والآن أصبحت آشلي في سن الثالثة عشر، وقد أنجزت بالفعل الكثير في حياتها، وفعلت الكثير لإسعاد الآخرين، كما تم تكريمها من جانب الدولة على جهودها الخيرية، وتم تنصيبها كمسئولة عن برنامج سنوي يعنى بتدريب المراهقين من طلبة وطالبات المرحلة الإعدادية والثانوية على العمل التطوعي وخدمة المجتمع. وبعد نجاحها في إدارة هذا البرنامج، تم اختيارها كواحدة من أفضل 10 شباب في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2012. لكن طموحات آشلي لم تتوقف عند هذا الحد، فهي تطمح في نشر نشاط مؤسستها الخيرية، ومده إلى الدول الأفريقية وجميع أنحاء العالم. وأخيراً، تقول آشلي: "ليست هناك مواصفات خاصة لمن يتطوعون لمساعدة الآخرين، فالأمر لا يحتاج لقدرات مميزة... يكفي أن تعقد العزم وتملك الإرادة على إظهار حبك ورعايتك لمن يحتاجهما، وتقديم كل ما تقدر عليه مهما كان بسيطاً ومتواضعاً في سبيل ذلك، وأن تثق أن ما تقدمه سيُحدث فارقاً إيجابياً في حياة الآخرين". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يرتبط الصوم بالتوبة، يرتبط أيضًا بالغذاء الروحي |
الحب يأتي مرة بالعمر |
لا تستخفوا بآلام الآخرين |
أن تكبر بالعمر |
الخطوة الأولى في تطور الأخلاق هو الإحساس بالتضامن مع الآخرين |