التهاب الدماغ النومي

[Mary Naeem]

التهاب الدماغ النومي


اللغز الذي أرعب الملايين
التهاب الدماغ النومي، يُعد أحد أكثر الألغاز الطبية رعبًا وغموضًا في القرن العشرين. فقد ظهر هذا المرض العصبي فجأة، كما لو أنه خرج من الظلال، وانتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، ثم اختفى بنفس الغرابة، تاركًا وراءه ملايين الأسئلة دون إجابات.
لا أحد يعرف على وجه الدقة عدد المصابين، لكن التقديرات تشير إلى أن أكثر من مليون شخص أصيبوا بالمرض خلال فترة الوباء. ومن بينهم، توفي ما لا يقل عن 500,000 شخص بسبب مضاعفاته المباشرة، بينما ترك المرض العديد من الناجين في حالة شلل جسدي أو فقدان تام للطاقة والحيوية التي عرفوها من قبل.
تتفاوت الأعراض بين النعاس العميق الذي يبدو وكأنه غيبوبة، واضطرابات سلوك غريبة، إلى شـلل شبه كامل. بعض المرضى ظلوا لأشهر أو سنوات في حالة شبيهة بالموت، يقفون بين الحياة والموت، محاطين بصمت مرعب لا يكـسره سوى أنين خافت.
الغموض الأكبر يكمن في منشأ المرض وسبب اختفائه المفاجئ. فقد ظهر فجأة بلا إنذار، ومع تقدّم الأبحاث الطبية، لم يستطع أحد تفسير كيف ولماذا انتهت هذه الجائحة العصبية دون أثر، كما لو أن فيروسًا خفيًا قد لعب لعبة مع البشرية، ثم تلاشى في الهواء دون أن يترك دليلاً.
حتى اليوم، ومع كل التقدم في علم الأعصاب، يظل التهاب الدماغ النومي لغزًا رهيبًا يثير الدهشة والخوف، شاهداً على هشاشة الإنسان أمام قوى المرض الغامضة التي تظهر فجأة وتختفي بلا أثر.