![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() «وَقَالَ ٱللهُ: لِتُخْرِجِ ٱلأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَمَا يَدِبُّ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا. وَكَانَ كَذٰلِكَ». ص ٢: ١٩ وجامعة ٣: ٢٠ هذه الآية وما بعدها إلى نهاية الآية الحادية والثلاثين بيان خلق البهائم والدبابات ووحوش الأرض والإنسان في اليوم السادس. وفي هذا اليوم أربع حوادث تظهر القدرة الإلهية الأولى خلق الحيوانات العليا. والثانية خلق الإنسان. والثالثة التدبير المؤكد دوام الحيوانات ونموها. والرابعة تعيين النبات طعاماً للإنسان والحيوان. وكان خلق الإنسان عملاً ممتازاً مستقلاً. فإنه وإن خُلق في اليوم السادس الذي خُلقت فيه الحيوانات العليا لم يُخلق معها إنما خُلق في آخر ذلك اليوم أو تلك المدة بعد تأمل الله والمشورة بين الأقانيم الإلهية الثلاثة. وفي خلق الإنسان تقدم عجيب أعظم مما في درجات الخلق السابقة فإنا لم نر في الأعمال السابقة سوى إجراء النواميس الطبيعية التي وضعها الخالق. والدرجة العليا التي بلغها الحيوان غير الناطق هي درجة الفطرة الغريزية البهيمية. ولكننا رأينا في الإنسان الحرية والاختيار والعقل وقوة النطق. فمهما استنبط النشوئيون من الآراء الغريبة والتعليلات المخترعة في شأن نشوء الجسد الإنساني وارتقائه لا يقدروا إلا أن يجدوا بين ذلك وبين طبيعة الإنسان العقلية والأدبية بوناً عظيماً وهوة عميقة فاصلة كالهوة بين الوجود والعدم. لِتُخْرِجِ ٱلأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا الخ هذا كقوله تعالى «لتفض المياه زحافات الخ» (ع ٢٠). وليس المعنى في الآيتين أن لكل من المياه والأرض قوة ذاتية أو أنه وُكل إليهما إبداع الحيوان. فالمقصود إن حيوانات البر أُظهرت حيوانات الماء بأمر الله وقدرته وإرادته الخالقة. |
|