رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نحب الله ؟ 3 بقلم قداسة البابا شنودة ينبغي أن تفكر فيه..تنشغل به.. لكي تحب الله,ينبغي أن تنشغل به كثيرا,وأن تفكر فيه كثيرا.لأنه هكذا أيضا علاقتنا مع كل أحد كلما تفكر فيه تحبه.وكلما تحبه تفكر فيه... الفكر والعاطفة يتمشيان معا,يقوي أحدهما الآخر وهذا هو شأننا مع كل شيء:إن أحببنا العالم,نفكر فيه باستمرار وكلما يزداد تفكيرنا فيه,يزداد حبنا له.ومن يحب هواية,يفكر فيها.وباستمرار تفكيره فيها,يزداد حبه لها.ولهذا ليس غريبا قول الكتاب: تحب الرب إلهك من كل قلبك,ومن كل فكركمت22:37 ....القلب والفكر معا... الذي يشتهي شيئا,تراه دائما يفكر فيه,ودائما ينشغل به.والعكس صحيح:إن بردت محبته له,قل تفكيره فيه...لذلك اجعل الرب في فكرك باستمرار .وعلامة حبك له,أن يكون الله دوما في فكرك ,وتذكر داود النبي,وكيف أنه-علي الرغم من كثرة مشغولياته كملك وقائد-نراه يقول: محبوب هو اسمك يارب ,فهو طول النهار تلاوتيمز119. ونحن نقول للرب في التسبحةاسمك حلو ومبارك ,في أفواة قديسيك...فاسأل نفسك ماهو مركز الله في فكرك ؟ما مقدار انشغالك به؟هل العالم جرك بعيدا عن الانشغال بالله؟...إن كان الله لايخطر علي فكرك طول النهار,ولا يأتي ذكره علي لسانك وفي حديثك مع غيرك ,فأنك تخدع نفسك إن قلت إنك تحبه..!! الست تري إنك إذا أحببت شخصا,تكون دائم التحدث عنه؟فما مدي تحدثك عن الله؟ ما أكثر حديث عذراء النشيد عن حبيبها وعن صفاته...أنا لحبيبي ,وحبيبي لي,الراعي بين السوسننش6:3 نش 2:16 حبيبي أبيض وأحمر,معلم بين ربوة...حلقه حلاوة ,وكله مشتهياتنش5:10,..16شبهتك يا حبيبي بفرس في مركبات فرعون نش1:.9 وهنا نري إلي جوار التفكير فيه,التأمل في صفاته الجميلة...فهل هكذا تفعل مع الله؟ هوذا الأب الكاهن يطمئن علي هذه النقطة بالذات في بداية القداس الإلهي...فيسأل الشعب قائلاأين هي قلوبكمفيجيبون هي عند الرب...فهل هم حقا كما يقولون,أم هم يقولون ما ينبغي أن يكون؟... كثيرون يقولون إنهم يحبون الله,ومع ذلك فهم لايعطونه من وقتهم ولا من فكرهم!!فكيف إذن ينفذون وصيةمن كل فكركمت22:37؟! البعض ينشغلون بالخدمة,وأيضا لايكون الله في فكرهم!! فكرهم في العظات وفي الدروس,أو في النشاط أو في عمارة الكنيسة,أو في ترتيبات وإداريات...وما أشبه...ولكن ليس فكرهم في الله!!وقد يقضون ساعات في أمور الخدمة,دون أن يأتي اسم الله علي ألسنتهم!!إنهم يذكرونني بعتاب ذلك الأديب الذي قال: قضيت عمرك في خدمة بيت الرب.فمتي تخدم رب البيت؟!. لذلك تجد هؤلاء الأشخاص وأمثالهم في منتهي النشاط,وفي منتهي الحيوية,وفي عمل دائم في الخدمة,ولهم فيها إنتاج وإنجازات...ولكن بعيدا عن الله!!الله ليس في مركز الخدمة!ليس هو هدفها ,ولا سببها,ولا وسيلتها!وكثيرا ما تكسر في الخدمة وصاياه!!لذلك يا أخي ضع في خدمتك نصب عينيك,قول داود النبي:جعلت الرب أمامي في كل حين...أع2:25. أوضع أمامك قول إيليا النبي حي هو رب الجنود,الذي أنا واقف قدامه1مل18:15. اشعر إذن بوجودك في حضرة الله,وأنك واقف قدامه في كل حين,لكي يكون الله فكرك...لاتجعل فكرك يغيب عنه,لئلا يتيهك العالم,وتبرد محبة الله في قلبك ولكي يكون الله في فكرك أقرأ عنه كثيرا. أقرأ عنه لكي تعرفه.لأنك كيف تحبه وأنت تجهله؟! أقرأ عنه لا بأسلوب علمي أو فلسفي ,ولا لكي تكتب عنه بحثا,أو تلقي عنه درسا...إنما لكي تدخل إلي أعماقه,لكي تدخله إلي أعماقك...أقرأ عنه لكي تعرف صفاته المحببة إلي النفس,التي تجعل عقلك يتعلق به,وقلبك يتربط بمحبته.اقرأ عن معاملاته:عن علاقته بمحبيه وموقفه من أعدائه. اقرأ عنه القراءة التي تدرك بها أنهأبرع جمالا من بني البشرمز45:2 .اقرأ لكي تذوق وتنظر ما أطيب الرب مز34:...8ولتكن قراءتك غذاء لقلبك,وليس لمجرد المعرفة. إن قرأت عن الله كثيرا,ستجد كل الكمالات فيه.وستحبه,وتقول مع النشيد كله مشتهيات. وإن أحببته ,ستداوم القراءة عنه.فالذي يحب شخصا,يحب أن يقرأ عنه ويتقصي أخباره,ويتشوق أن يعرف قصة من قصصه ,كما يفعل محبو الأبطال في كل ميدان...اقرأ عنه سواء في الكتاب المقدس أو في أقوال الآباء,أو في تاريخ الكنيسة والقديسين وحاول أن تلمس يد الله في الأحداث,وستجد أنك تحبه في حكمته,وفي قوته,في حنانه...ولكي تعرف الله وتحبه,ينبغي أن تعاشره... مجرد القراءة وحدها لاتكفي.فعملها هو أن تفتح الباب,فتدخل أنت وتعيش مع الرب,وتختبر بنفسك حلاوة العشرة مع الله. لذلك جرب الحياة مع الله,جرب العمل مع الله,وأن تشركه معك في كل شيء ,جرب كيف تتخذه لك صديقا,تشرح له أسرارك وأفكارك وكل أمورك,وتري ماذا يعمل معك ولأجلك.اختبر أيضا كيف تعتمد عليه,أكثر مما تعتمد علي فكرك ومواهبك. لاتأخذ من الله موقفا سلبيا أو منعزلا... لأن هذا لايمكن أن يوصلك إليه وإلي محبته..ولايمكن أن تذوق الرب وحلاوته بهذه السلبية...تقدم إذن إلي الرب,وكون معه علاقة.وحاول أن تعمق هذه العلاقة يوما بعد يوم. إن كنت لم تجرب بعد عشرة الله ومحبته علي هذه الأرض,فكيف ستعيش معه إذن في الأبدية؟ محبتك لله هنا,هي مذاقة الملكوت..فإن ذقت ما أطيب الرب,ستشتاق إلي الحياة الأبدية,التي يقول عنها الرسولنكون كل حين مع الرب1تس4:17 بل أن الرب نفسه يقول آتي وآخذكم إلي ,حتي حيث أكون أنا,تكونون أنتم أيضايو14:.3فكيف تكون كل حين مع الرب,إن لم تحبه هنا وتجرب عشرته؟!فتشتاق إلي الوجود الدائم معه في الأبدية. ولكي تحب الله,وتجعله دوما في فكرك,حاول أن تجعل كل شيء يذكرك بالله. فإن نظرت إلي السماء ,تقول في فكرك السموات تحدث بمجد الله,والفلك يخبر بعمل يديهمز19:1 وإن نزل نظرك من السماء إلي الأرض تقولالسماء هي عرش الله,والأرض هي موطيء قدميه مت5:25,24 - وتقول للرب السماء والأرض تزولان ,وحرف واحد من كلامك لايزولمت5:18 أنت يارب في البدء أسست الأرض ,والسموات هي عمل يديك هي تبيد ولكن أنت تبقي.وكلها كثوب تبلي...ولكن أنت ,وسنوك لن تفنيعب1:10-12 وإن رأيت الطيور في الجو أو علي الأشجار تقولإنها لاتزرع ولاتحصد,ولا تجمع إلي مخازن وأبي السماوي يقوتهامت6:26 - ما أحن هذا الأب السماوي وإن نظرت إلي الطبيعة الجميلة ,تقول في فكرك إن كانت الطبيعة هكذا جميلة ,فكم وكم يكون خالقها الذي منحها هذا الجمال..! ولكي يستقيم فكرك في محبة الله ,لتكن علاقتك به تدخلها العاطفة ,ولاتكون مجرد علاقة عقل. ولتكن علاقة مباشرة معه لأجل ذاته هو...فإن أخطأت ,اخجل منه أكثر مما تخجل من أب الاعتراف وقل له لك وحدك أخطأت,والشر قدامك صنعتمز50 أشعر أنك أخطأت إليه قبل أن تخطيء إلي الناس..حاول أن تكون علاقة مع الله نفسه,وليست فقط علاقة مع وصاياه. ليكن لك شركة معه1يو1:6وهذه الشركة تقودنا إلي حفظ وصاياه.فنحفظها عن حب إذ أن الله يملأ كل فكرنا ولهذا نضم صوتنا إلي صوت الرسول ونقول وأما نحن فلنا فكر المسيح1كو2:.16 ليكن الله في فكرك وأنت تتكلم مع الناس,وأنت تتعامل معهم... كان الرب في فكر يوسف الصديق,حينما حورب من امرأة سيده,فقال لهاكيف أصنع هذا الشر العظيم ,وأخطيء إلي اللهتك39:9؟! إذن كان الله في فكره وعلي لسانه,لما حاربته الخطية. ولذلك كانت المحبة في قلبه لتنزع محبة الخطية ,وتمنعها من الدخول إلي فكره وإلي قلبه ... إن كان الله في فكر إنسان, فسينقي هذا الفكر... ويقدسه,ويحل فيه,ويمنحه محبته...ولا نقصد أن يخطر الله علي فكر إنسان,إنما يجب أن ينشغل هذا الفكر بالله ,ويلتصق به,ويجد لذته فيه . وبهذا يكون قد ارتبط بالحب الإلهي .فيقدس الله هذا الفكر.ولايسمح بأية خطية تدخل إليه.لأن الفكر يكون سمولا يقبلها.ويكون قد ارتبط بمحبة الله... ومحبة الله كلما تزداد لا تسمح للعقل أن يفكر في شيء آخر.... أو علي الأقل لا يجد لذاته في فكر آخر.بل تكون كل الأفكار العالمية غريبة عليه ولايقبلها.كما قال أنبا أور لتلميذهانظر يا ابني,ولاتدخل هذه القلاية كلمة غريبة... هكذا عاش آباؤنا القديسون في البراري وقد ارتبط عقلهم بالله..يفكرون فيه باستمرار .ويلقون أذهانهم من كل فكر آخر,لكي يصبح الله في فكرهم هو الكل في الكل. لأنهم من فرط محبتهم لهم,لم يقبلوا أن يفكروا في غيره... واستطاعوا عمليا أن ينفذوا تلك الوصية العجيبة:تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك.وأنشغلوا بالله كل الوقت وكل الحياة,من فرط محبتهم له. إن الذي يجعل الله في فكره دائما,يصل إلي تكريس الفكر لله... يصبح فكره ملكا كاملا للرب,ويمتليء قلبه بمحبة الله,وينجو من كل أخطاء الفكر والقلب.وهناك تدريب سلك فيه القديس مكاريوس الإسكندراني ,وهو صلب الفكر ,بحيث استمر ثلاثة أيام في البرية الجوانية,وقد سمر فكره في الله لاينزل من عنده...ولم يكن هذا الأمر سهلا. والذي يكرس فكره لله,يصل إلي الصلاة الدائمة,أو علي الأقل إلي التأمل الدائم في الله. يشغل الله فكره ,ويثبت في عقله الباطن.حتي إذا نام ,يحلم به في أحلام مقدسة.أو يقول أو مع عذراء النشيدأنا نائمة وقلبي مستيقظنش25:2أي قلبي معك,منصت إليك...انشغال الفكر علي الدوام بالله,سندركه حتما في الأبدية.أما الأن فأمامنا بعض التداريب: * لاتجعل ساعة تمر عليك,بدون أن يكون الله في فكرك,ولو في صلاة قصيرة,أو في تأمل. * كلما تعرض لك خطية ما ,تذكر الله ,وأشعر أنه أمامك يري كل تصرف تعمله,ويسمع كل كلمة تقولها,ويلاحظ حواسك أيضا. * في أحاديثك مع الناس ,احرص أن يأتي اسم الله أو وصاياه ضمن الحديث بطريقة غير مصطنعة أو علي الأقل تذكر أن الله يسمع هذا الحديث. * في كل عمل تعمله, قل لنفسك:هل إلهنا الصالح مشترك فيه؟أو علي الأقل هل هو موافق عليه؟ * يمكن أن تدرب نفسك علي الصلاة: يارب يسوع, أو علي ترداد آيه صلاة قصيرة تناسبك,في مرات عديدة حتي تلتصق تماما في عقلك الباطن,فيرددها دون أن تقصد... هناك وسائل أخري للوصول إلي محبة الله,نتحدث عنها في الأعداد المقبلة إن أحبت نعمة الرب وعشنا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كيف نحب الله ؟8 |
كيف نحب الله ؟6 |
كيف نحب الله؟5 |
كيف نحب الله؟ 2 |
كيف نحب الله |