![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرحمة لا تحتاج ترجمة وأن القلب وحده يفهمها داخل حديقة الحيوانات في روتردام بهولندا، لم يكن هناك صخب الزوار المعتاد، بل مشهد نادر سيظل محفورًا في ذاكرة كل من شهده. كانت عربة إسعاف تتقدّم ببطء بين الممرات الخضراء، تحمل فوقها سريرًا طبيًا يرقد عليه رجل نحيل الملامح، شاحب الوجه، لكن ابتسامته المرهقة كانت تحمل مزيجًا من الحب والحنين والوداع. ذلك الرجل هو ماريو، البالغ من العمر 54 عامًا، الذي لم يكن مجرد عامل نظافة في الحديقة، بل كان روحها الطيبة، وصديقًا وفيًا للحيوانات التي عاش بجوارها لسنوات طويلة، يعتني بها، ويحادثها كما لو كانت أسرته الصغيرة. حين علم ماريو أن مر*ض السر*طان لن يمنحه وقتًا طويلًا، لم يطلب شيئًا من الدنيا سوى أمنية واحدة بسيطة ومؤثرة: أن يرى للمرة الأخيرة الكائنات التي أحبها، وخاصة الزرافات التي كان يقضي معها معظم وقته، ينظف أقفاصها ويحادثها بهدوء كمن يبوح بسرٍّ لصديق. وبفضل مؤسسة خيرية تُدعى Ambulance Wish Foundation، تحقق حلمه. دخل ماريو إلى الحديقة على سريره المتنقل، وسط صمتٍ عميق خاشع من العاملين الذين عرفوا كم تعني له تلك اللحظة. وحين اقترب السرير من قفص الزرافات، حدث ما لا يُنسى… إحدى الزرافات الطويلة توقفت عن الأكل، ثم اقتربت ببطء، ومالت برأسها الضخم حتى لامست بأنفها وجه ماريو المتعب. كان المشهد صامتًا، لكن مشحونًا بالعاطفة لدرجة تكاد تُسمع فيها دقات القلوب. ماريو أغمض عينيه، ودموعه انهمرت بهدوء بينما رفع يده المرتجفة ليلمس رقبتها، كما كان يفعل كل صباح قبل أن يبتسم لها ويبدأ عمله. قال أحد المتطوعين الذين شهدوا الموقف: "الزرافات تعرفت عليه فورًا… لقد كانت لحظة استثنائية، كأنها تقول له: وداعًا يا صديقي." بعد أيام قليلة، رحل ماريو عن الحياة، لكن صورته وهو يتلقى قبلة الوداع من الزرافة بقيت رمزًا خالدًا للحب النقي الذي لا يعرف لغة ولا حدود. قصة ماريو تُذكّرنا بأن الرحمة لا تحتاج ترجمة، وأن القلب وحده يفهمها. فالحب الصادق، حتى لو وُجّه إلى حيوان، قادر على أن يجعل الوداع أكثر دفئًا وإنسانية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة |
الكلمات الطيبة لا تحتاج إلى ترجمة |
الابتسامة هي اللغة التي لا تحتاج الى ترجمة |
الإبتسامة هي اللغة التي لا تحتاج إلى ترجمة. |
الابتسامة لا تحتاج إلى ترجمة! |