![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فانحنَى يسوعُ يَخُطُّ بِإِصبَعِه في الأَرض. وَهُنَا تَلُوحُ فِي ٱلْأُفُقِ صُورَةٌ قَدِيمَةٌ: ذَاكَ ٱلَّذِي سَبَقَ وَكَتَبَ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرَ بِإِصْبَعِهِ عَلَى ٱللَّوْحَيْنِ، وَسَلَّمَهُمَا لِمُوسَى (خُرُوج 31: 18). فَٱلْكَاتِبُ هُوَ نَفْسُهُ، وَٱلرَّسَالَةُ هِيَ نَفْسُهَا: شَرِيعَةُ ٱللَّهِ، لَكِنْها هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ، مَكْتُوبَةٌ عَلَى تُرَابِ قُلُوبِنَا، وَمُرَافَقَةٌ بِرَحْمَتِهِ. مَا كَتَبَهُ اللهُ فِي العَهْدِ الأَوَّلِ عَلَى الحِجَارَةِ، يَكْتُبُهُ يَسُوعُ فِي العَهْدِ الجَدِيدِ عَلَى القُلُوبِ: "ها إِنَّهَا تَأْتِي أَيَّامٌ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَقْطَعُ فِيهَا مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ... عَهْدًا جَدِيدًا... أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي بَوَاطِنِهِم، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِم" (إرميَا 31: 31–34). وهناك تَفاسيرٌ مُمكنة أُخْرى لهذا التَّصرف منها تَجَاهُلُ السُّؤَالِ عَمْدًا لإِفْشَالِ خُبْثِهِم، أو تَصَرُّفُهُ كَمَنْ لَمْ يَسْمَعْهُمْ (يوحنا 3: 17، لوقا 9: 5، 12: 14)، أو مُرَاعَاةً لِمَشَاعِرِ المَرْأَةِ الزَّانِيَةِ: فَـ ثَبَتَ نَظَرُهُ فِي التُّرَابِ، وَلَيْسَ عَلَيْهَا. يَقُولُ القِدِّيسُ يوحنا ذهبي الفم "إِنْ سَأَلْتَ: مَاذَا كَتَبَ السَّيِّدُ المَسِيحُ عَلَى الأَرْضِ؟ أُجِيبُكَ: يُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَدْ رَسَمَ شَيْئًا يُسَبِّبُ الحَيَاءَ وَالخَجَلَ لِلْكَتَبَةِ وَالفِرِّيسِيِّينَ، وَيُبَكِّتُهُمْ عَلَى خَطَايَاهُمْ". "رُبَّمَا كَتَبَ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ لِيَرَى كُلُّ وَاحِدٍ صُورَةَ نَفْسِهِ، وَلَكِنْ دُونَ أَنْ يَفْضَحَهُمْ أَمَامَ الآخَرِينَ. وَكَتَبَهَا فِي التُّرَابِ، لا عَلَى الرُّخَامِ وَلا عَلَى النُّحَاسِ، لِتَكُونَ كَـ ذُنُوبٍ تَزُولُ فِي اللَّحَظَةِ. كَتَبَ فِي التُّرَابِ لِكَيْ يَحْكُمَ التُّرَابُ عَلَى التُّرَابِ." |
|