![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سمِعتمُوني أَقولُ لَكم: أَنا ذاهِبٌ، ثُمَّ أَرجعُ إِلَيكمُ. لو كُنتُم تُحِبُّوني لَفَرِحتُم بِأَنِّي ذاهِبٌ إلى الآب لأَنَّ الآبَ أَعظَمُ مِنِّي "فِيهِ يَحِلُّ جَمِيعُ كَمَالِ الأُلُوهِيَّةِ حُلُولًا جَسَدِيًّا" (كُولُوسِي 2: 9). يُوَضِّحُ بُولُسُ الرَّسُولُ ذَلِكَ فِي فِيلِبِّي 2: "هُوَ الَّذِي فِي صُورَةِ اللَّاهُوتِ، لَمْ يَعُدَّ مُسَاوَاتَهُ لِلَّهِ غَنِيمَةً، بَلْ تَجَرَّدَ مِنْ ذَاتِهِ". فَالابْنُ فِي تَجَسُّدِهِ خَضَعَ، لَكِنْ فِي لاهُوتهِ هُوَ مَسَاوٍ لِلآبِ تَمَامًا. وَيَقُولُ القُدِّيسُ يُوحَنَّا الذَّهَبِيُّ الفَمِ: "مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ عَظَمَةِ الآبِ إِنَّمَا قَالَهُ مِنْ حَيْثُ بَشَرِيَّتِهِ، لَا مِنْ حَيْثُ لاهُوتهِ". " الآبُ أَعْظَمُ مِنِّي" لَيْسَتْ إِنْكَارًا لِلاهُوتِ الابْنِ، بَلْ إِشَارَةٌ إِلَى تَوَاضُعِهِ فِي التَّجَسُّدِ، وَلَحْظَةِ تَدْبِيرِهِ الفِدَائِيِّ. وَعَوْدَةُ المَسِيحِ إِلَى مَجْدِ الآبِ هِيَ يَنْبُوعُ كُلِّ بَرَكَةٍ لِلْكَنِيسَةِ: فِي عَطَايَا الرُّوحِ، وَفِي التَّقْدِيسِ، وَفِي رَجَاءِ المَجْدِ الآتِي. رَحِيلُ يَسُوعَ لَا يَعْنِي فُقْدَانًا بَلْ هُوَ شَرْطٌ لِحُضُورٍ أَعْمَقَ وَأَشْمَلَ، مِنْ خِلالِ الرُّوحِ القُدُسِ. صُعُودُهُ إِلَى الآبِ هُوَ إِعْلَانٌ لِانْتِصَارِهِ، وَهُوَ يُمَهِّدُ لِفَرَحِ القِيَامَةِ فِي قُلُوبِ التَّلامِيذِ. |
|