منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 30 - 09 - 2012, 08:33 AM   رقم المشاركة : ( 21 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"


أستير 9 - تفسير سفر أستير

إقَامة العيدُ


إذ كان اليوم الثالث عشر محددًا لابادة اليهود تحول الحزن إلى فرح، إذ قتل اليهود أعداءهم في ذات اليوم، وصار اليومان الرابع عشر والخامس عشر عيدًا مفرحًا يعيده اليهود سنويًا:

1. غلبة اليهود وتسلطهم [1-10].

2. أستير تضاعف الضربة [11-19].

3. مردخاي يؤسس العيد [20-32].



1. غلبة اليهود وتسلطهم:

إذ وصل إلى كل الكور منشوران ملكيان أحدهما أرسله هامان من شوشن القصر بتاريخ 13 من الشهر الأول فيه يطلب قتل اليهود وابادتهم، والثاني أرسله مردخاي من شوشن القصر أيضًا بتاريخ 23 من الشهر الثالث يخول لليهود السلطة بأن يشهروا السيف ضد أعدائهم دفاعًا عن أنفسهم، فقد حل يوم 13 من الشهر الثاني عشر واعتزم أعداء اليهود على محاربتهم استنادًا على المنشور الأول، أما اليهود فاستندوا على المنشور الثاني وقاموا بمحاربتهم فأعطاهم الرب مهابة إذ "لم يقف أحد قدامهم لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب، وكان رؤساء البلدان والمرازبة والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود لأن رعب مردخاي سقط عليهم" [2-3].

إن كان العدو (إبليس) يهيج على الكنيسة، لكنه فيما يظن أنه قادر على الغلبة ينهزم تحت قدميها، وكما يقول الرب نفسه: "أبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16: 18)، كما يقول لكنيسة فيلادلفيا: "هنذا أجعل الذين من مجمع الشيطان من القائلين أنهم يهود وليسوا يهودًا بل يكذبون هنذا أصيرهم يأتون ويسجدون أمام رجليك ويعرفون أنيّ أنا أحببتك" (رؤ 3: 9).

أعد هامان الخشبة لمردخاي فصُلب هو عليها، وصلب أولاده العشرة أيضًا [14]، وإذ دبر إبادة كاملة للشعب هلك كل أتباعه!

لقد بدأ الأعداء بمقاومة اليهود بالرغم من علمهم بالمنشور الثاني، وأرادوا أن يتسلطوا عليهم [1]، فهجموا عليهم، وتحالف الكل لأذيتهم [2]، فكان ذلك لخزيهم. ويقول التقليد اليهودي أنه لم يقف أحد ضد هذا الشعب في ذلك الحين غير العمالقة الذين تقسى قلبهم كفرعون، كما صمم أبناء هامان على الأنتقام لدم أبيهم مهما كلفهم الأمر.

يقول الكتاب: "إجتمع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك أحشويروش ليمدوا أيديهم إلى طالبي أذيتهم فلم يقف أحد قدامهم لأن رعبهم سقط على جميع الشعوب" [2].

هذا التحرك الجماعي يحمل مفهومًا روحيًا يمس حياتنا في الرب، فاجتماع اليهود في مدنهم في كل بلاد الملك إنما يُشير إلى تكريس كل حواس الإنسان ودوافعه وطاقاته، كل موهبه في مكانها مادامت في بلاد الملك، أي خاضعة لملكوت الله، فتعمل جميعها معًا بروح واحد وفكر واحد لمقاومة إبليس بكل أفكاره واغراءاته التي تمثل عداوة تطلب إذيتنا. بهذا لا يقف أحد قدامنا، أي لا تقدر خطية أن تسيطر علينا مادام كل ما فينا هو للرب، ونصير في عيني إبليس مهوبين ومرعبين له.

يكمل الحديث هكذا: "وكل رؤساء البلدان والمرازبة (الوكلاء) والولاة وعمال الملك ساعدوا اليهود لأن رعب مردخاي سقط عليهم" [4].

إجتمع اليهود للعمل بروح واحد فكانوا مرعبين للعدو، وكان يسندهم أيضًا المسئولون بسبب مهابة مردخاي. أقول أنها صورة للجهاد الروحي، فاجتماع اليهود في مدنهم كما قلت يُشير إلى تحفز الحواس والطاقات الداخلية للجهاد الروحي خلال حياة التقديس، أما الرؤساء والوكلاء والولاة وعمال الملك فيشيرون إلى المساندة الخارجية للإنسان كمعاونة الطغمات السمائية وجماعة القديسين الراقدين في الرب وصلوات المجاهدين... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فالإنسان الحيّ في الرب يحمل قوة في داخله وعونًا أيضًا خلال الجماعة المقدسة سواء على مستوى الراقدين أو المجاهدين، لذا يقول الرسول: "لذلك نحن أيضًا إذ لنا سحابة من الشهود مقدار هذه محيطة بنا لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة ولنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا" (عب 12: 1).

إذ حمل الشعب قوة الروح ووحدتها في الداخل ومساندة إلهية من الخارج ضربوا أعداءهم... وبلغ عدد القتلى في شوشن القصر خمسمائة رجل، كما قُتل أولاد هامان العشر... ولم يمد الشعب يده للنهب بالرغم من سماح الملك لهم بذلك (8: 11). لعلهم أرادوا تأكيد نيتهم أمام الكل، أنهم لم يطمعوا ماديًا ولا إستخدموا منشور الملك لتحقيق أهداف خاصة إنما طلبوا نجاتهم. ولهذا السبب أيضًا لم يقتلوا الأطفال والنساء بالرغم من التصريح لهم بذلك (8: 11).

2. أستير تضاعف الضربة:

إذ عرض الملك على أستير عدد القتلى في شوشن القصر (خمسمائة رجل وأبناء هامان العشرة) طلبت منه أن يسمح لهم بقتل أعدائهم في اليوم التالي أيضًا مع صلب بني هامان على الخشبة. لم تطلب أستير هذا الأمر حبًا في سفك الدماء وإنما ربما أدركت أن العدو لأزال يدبر لهم الخطط لانجاح خطة هامان، فأرادت أن تضع للأمر نهاية، أما صلب بني هامان فليكون ذلك عبرة لمن تسول له نفسه أن يدبر شرًا.

على أي الأحوال، ما فعلته أستير يُشير إلى إلتزام المؤمن بضرب أعمال إبليس حتى النهاية، فلا يترك له بقية في داخل القصر (القلب) حتى لا يعود العدو ينهض ويحارب النفس من جديد. لنقطع من قصر حياتنا الداخلية كل جذر للخطية حتى يكون القصر مقدسًا لحساب الرب.

هذا بالنسبة لشوشن القصر أما بالنسبة لكل الكور فالتزمت بقرار الملك أن يكون الأنتقام في اليوم الثالث عشر وحده ولم يعط يومًا آخر.

3. مردخاي يؤسس العيد:

أرسل مردخاي إلى جميع اليهود في كل البلدان التابعة لمملكة فارس لكي يعيدوا في اليومين الرابع عشر والخامس عشر من شهر آزار من كل عام تذكارًا لعمل الرب معهم، وأن يقدموا عطايا وهبات للفقراء. فكما أهتم الرب بهم وأنقذ حياتهم، يهتم كل واحد بقريبه، ولا يتجاهل الفقير والمسكين... وقد دُعي هذا العيد بإسم "عيد الفوريم". وقد تحدثنا عن طقسه.

أرسلت أيضًا أستير مع مردخاي يؤكدان ضرورة الأحتفال بالعيد، كتسبحة شكر لله الذي يعمل لحساب أولاده. وكما يقول القديس جيروم: [أستير رمز الكنيسة عتقت شعبها من الخطر، وإذ ذبحت هامان الذي يعني إسمه (الظلم) سلمت للأجيال يومًا تذكاريًا وعيدًا عظيمًا[53]].
  رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اعتراض حول "ابنها البكر"، "أخوة يسوع" القمص تادرس يعقوب ملطي
من كتاب "القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى" للقمص تادرس يعقوب ملطى
تفسير العهد القديم للقمص تادرس يعقوب ملطى
تفسير العهد الجديد للقمص تادرس يعقوب ملطى
تفسير رسالة بولس الرسول الى فليمون للقمص تادرس يعقوب ملطى


الساعة الآن 02:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024