“يا زهرة الكرمل، يا كرمة مثمرة، يا بهاء السّماء، يا مريم العذراء، أنتِ وحدك الأمّ الشّفوقة، العذراء المتواضعة، الّتي لم تعرفِ رجلاً، أعطي أولادكِ أبناء الكرمل، امتيازًا فريدًا، يا نجمة البحر”، فكان الامتياز “ثوب الكرمل”.
ففي 16 تمّوز/ يوليو 1251، ظهرت العذراء مع جوق الملائكة حاملة بيدها “ثوب سيّدة جبل الكرمل”، وهو عبارة عن قطعتي قماش متّصلتين بخيطين، إحداهما بيضاء اللّون تحمل صورة للعذراء مع الطّفل يسوع؛ والأخرى بنّيّة اللّون، اللّون الّذي طبع لباس الكرمل الرّهبانيّ.
الثّوب حفظ الرّهبانيّة وثبّتها في وجه الاضطهادات الّتي واجهتها، وبات “رمز الخلاص والحماية من المخاطر، وعربون السّلام والعهد الأبديّ”، ثوب لبسه ملايين الرّجال والنّساء في العالم أجمع من رهبان وعلمانيّين، من بينهم البابا يوحنّا بولس الثّاني الّذي ظهرت له عذراء الكرمل أيضًا بعد 70 عامًا، والّذي يشير إلى أنّ مرتدي الثّوب يعبّرون “عن عزمهم على صوغ حياتهم على مثال مريم، الأمّ والشّفيعة والأخت، العذراء الكلّيّة الطّهارة، مرحّبين بقلب نقيّ بكلمة الله ومكرّسين ذواتهم بغيرة لخدمة إخوتهم”.