منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 09 - 2012, 12:52 PM
الصورة الرمزية مريم فكرى
 
مريم فكرى
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  مريم فكرى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 61
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,297

بين الحب و العشق


بين الحب و العشق
إن كلمة إيروس تستعمل عادة للإشارة إلى الحب الجسدى و هى تشير فى المضمار الجنسى إلى معانى العشق الحسى العنيف و التمركز الذاتى و الانانية و التهور و الاندفاع و التلهى , و الرغبة فى الهروب من المسئولية و الإلتزام , و هى تحدى لقصد الله من الإنسان إذ يصبح الإنسان فى العشق شئ يُمتلك أو يُسعى إلى امتلاكه و ليس شخصا على صورة الله و مثاله يُحترم و يُقدر و يُحب لكيانه دون النظر إلى ما يملكه


لنبحث الآن هل حب الذات و عشقها أمر غير سليم ؟


ثم ما معنى أن العشق يتسم بالأنانية و عدم المحبة ؟؟


و هل العشق قادر أن يشبع الإنسان و يزيل منه العزلة و الفراغ العاطفى أم لا ؟؟




عشق الذات


إن أول صورة يعرفها الإنسان من صور الحب هى حبه لنفسه , و إذا تصورنا إنسان لم يشبع فى طفولته نفسيا حتى تتكون ذاته تكوينا سليما , أو إنسان يحقد على نفسه و يود لو تخلص من حياته ... مثل هذا الإنسان لا يستطيع أن يحب الآخرين لأن الكتاب أوصانا " تحب قريبك كنفسك " والذى لا يستطيع أن يحب نفسه كيف يمكنه أن يحب الآخرين ؟؟ فاقد الشئ لا يعطيه


و معنى هذا أننا لا نتوقع أن نجد إنسان محب للغير إلا إذا كان قد تملك ذاته أولا تماما و بكل حريته و فرحه و بملء إرادته يقدمها على مذبح التضحية و البذل ليتحرر من عبوديتها و أسرها , و هذا معنى " من أراد أن يخلص نفسه يهلكها " فالإنسان الناضج روحيا و نفسيا يرى ضرورة أن يتجاوز نفسه حتى يستطيع أن يندمج مع العالم الخارجى ... عالم الغير , المتسع الأبعاد , المملوء بذلا و حبا و خدمة


و إذا كنا اعتبرنا حب الذات صورة ناقصة من صور الحب , كل من يحبس نفسه داخلها يصير سجينا ... فهناك سؤال مهم و هو هل يستطيع الإنسان أن يجد فى الموجودات مجالا للخروج من هذا الحبس و القضاء على العزلة القاتلة ؟؟


عشق الموجودات


إن الموجودات لا تستطيع أن تحول حب الذات إلى حب حقيقى , لأن الحب الحقيقى لا يكتمل إلا فى الآخر , و الآخر هو الذى يقضى على العزلة و ينتزع النفس من الأنانية المرة


إن أنا أحببتك أنت لا لشئ آخر سواك فإنى أحبك , و لا أكون بعد فى سجن النرجسية , و لكن ان أنا أحببتك لشئ ما معك أو فيك فإنى لا أحبك . و لكنى أتلامس مع أشياء تزيدنى عزلة و تُعمِق لدى الإحساس بالفراغ , لأن الآخر لم يدخل إلا ليحقق الوحدة المنشودة و هى أن واحد + واحد لا يكونان اثنين و إنما وحدة واحدة تملأ الفراغ و تفجر ينابيع الحب فى قلب المحبين حقيقة


و أخطر ما تعمله الحضارة المادية التى نعيش فيها هو تحويل الإنسان إلى شئ , و جعل الأفراد مجرد موضوعات أو أشياء أو أرقام , لقد أفرغت الحضارة المادية الإنسان من سره الداخلى , من ملئه الروحى و النفسى , و اكتفت باحتسابه رقم بين ملايين الأرقام و ترس بين ملايين التروس فى آلة المجتمع الكبرى


أما الله فى الجنة فقد خلق آدم شخصا يصنع معه حوارا و جبل منه حواء شخص معين نظيره , فالعلاقة الحية التى تقوم على التبادل و التجاوب و التى بها الأخذ و العطاء , و التى فيها أحيا أنا بحياة الآخر و يحيا الآخر أيضا بحياتى ... مثل هذه العلاقة الإنسانية هى أساس قيام الحب الإنسانى و باختفائها يختفى الحب الحقيقى ليوجد حب الذات فى صوره المختلفة


العشق أنانية


لا شك أن العشق نمط أنانى لأن العاشق لا يحب الآخر و لكنه يحب نفسه ... و هو يتصور وجود ذاته فى المعشوق , و طالما كانت هذه الصورة قائمة بقى العشق , و عندما تتحطم هذه الصورة يتحطم معها كل ما فى العشق من إندفاع و مشاعر فائرة و إنفعال عنيف


إن العشق تمركز ذاتى , فالعاشق يتصور نفسه مركز الدائرة , و يريد أن يدور المعشوق فى فلكه


و العشق أو الإيروس يقوم على التهور و الإندفاع و الانفعال العنيف و هذا ما نلمسه فى سلوك المراهقين فى المرحلة الثانوية عندما يتصورون أن مثل هذا النمط حبا .الحب ليس اندفاع أو انفعال أو تهور و إنما هو بذل ... فيه الوقار كما فيه الحماس , فيه الاتزان كما فيه السرور و الابتهاج , فيه التعقل و الاستقرار كما فيه الوفاء المتبادل ... لذلك لا نتوقع من نفسية ثائرة مندفعة غير مستقرة لم تنضج بعد , أن تحب حبا بالمعنى الروحى و النفسى السليم ... و من أجل هذا تنصح الكنيسة المراهقين ألا يدخلوا فى مجالات العلاقات العاطفية لأن ميعادها لم يات بعد , إذ أن الإنسان لا يستطيع أن يحب إلا إذا كان قد انتهى من قضية أنانيته و تخلص من كل انحراف أو تهور أو ضعف شديد يمنع فعل البذل و التلاقى على مستوى المسئولية و الوفاء


فالحب فى نظر المسيحية ليس هو الهوى العنيف الذى يتخذ من الآخر واسطة أو مناسبة لزيادة احساسه بالحياه أو تحقيق أمله فى السعادة , و إنما هو اتجاه غيرى ينحو نحو الآخر لكى يعمل على خدمته و يسهم فى تحقيق سعادته و يشترك معه فى تثبيت دعائم ملكوت الله على الأرض

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
العشق هو
من الحب ما قتل لبؤة تموت بشكل مفاجئ بسبب العشق في أمريكا
هوس العشق
إن أوجعكَ العشق
العشق


الساعة الآن 11:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024