رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمور في حياتي لا يعرفها أحد
المهندس / يوسف سوريال – يقول : أثناء فترة دراستي بكلية الهندسة ، كنت غير مهتم بحياتي الروحية ، ولا ملتزم بأي من وسائط النعمة ، ومستهترا بدراستي ، دائم الرسوب ، حتي أن أستاذي في أحد المواد قال لي: "... قسم الميكانيكا ده مش ليك .. روح شوف لك أي قسم ثاني ... واحد زيك ماشي بالطريقة دي مينفعش هنا ..." ، ووجه لي بعض النصائح ، ولاستهتاري لم أعط اهتماما لنصائحه . وقبل الأمتحان بعشرين يوما حضرت إحدي الراهبات فوجدت والدتي في حالة حزن وبكاء ، خوفا من ضياع مستقبلي ، فقالت الراهبة لوالدتي " متخفيش أنا هأخذه معايا دلوقتي لزيارة أحد الرهبان بدير الملاك بمصر القديمة ... وهو رجل قديس ..." ، وفعلا اصطحبتني معها إلي هناك . وقابلنا أحد الرهبان عرفت فيما بعد أنه القمص مينا المتوحد ، شرحت له أمنا الراهبة حالة والدتي وخوفها من ضياع مستقبلي ، فقال لها أبونا مينا ، نصلي له .. وربنا يوفق .." . وتقدمت للامتحان ، ولكني رسبت فقلت في نفسي " وما فائدة ذهابي لأبونا مينا ؟! " ولكنني تذكرت أنه قال لي : " أبقي فوت علي بعد النتيجة " ، فذهبت له ، ولم يسألني عن النتيجة بل أخذ يتكلم معي بطريقة تشير أنه يعلم كل شيء تماما عن سلوكي ،فحدثني عن أمور في حياتي لا يعرفها أحد غيري ، وكان أسلوبه في حنان الأب لأبنه ، وأخذ يشجعني علي التوبة مؤكدا لي " .. أن الله دائما يعين الملتجئين إليه .." ، وسمح لي بالتقرب من الأسرار المقدسة . فأصبحت أذهب للصلاة معه صباح يومي الأحد والجمعة طوال فترة العطلة الصيفية ، إلي أن بدأت الدراسة ، فاصبحت أذهب يوم الجمعة فقط ، وعملت بنصائحه وإرشاداته بالابتعاد عن أصحاب السوء ، وتغير حالي تماما ، وانتظمت بالدراسة وعندما قرب موعد الإمتحانات انتابني الخوف من الرسوب ، فذهبت للصلاة مع أبونا مينا وعند التقرب من الأسرر المقدسة فوجئت به يقول لي : " مش قلت لك يا قليل الإيمان ... أن ربنا هيكون معاك .. خايف ليه ؟!.. " ،واستبشرت خيرا ، وفعلا تم النجاح بشفاعة أبونا مينا ، وفرح الجميع بنجاحي ولكني فرحت بالأكثر إذ أحسست بحلاوة التوبة والإلتصاق بالله . وحدث قرب نهاية العام الدراسي الرابع ، أن تصرف الطلبة تصرفا غير لائق مع أحد أساتذة المواد ، فتوعدنا قائلا : " هنتقابل هنا السنة الجاية " ، فأنتابني الخوف من جديد حيث أته لم يبق علي الأمتحان إلا فترة قصيرة جدا ، فذهبت وقصصت ما حدث لأبونا مينا ، فقال لي : "روح المكتبة يمكن تلاقي كتب وحاجات تفيدك ... وصل واحنا بنصلي لك ..." ، وفعلا ذهبت للمكتبة وطلبت بعض الكتب الخاصة بهذه المادة ، فأعطاني أمين المكتبة كتابا صغيرا يحتوي علي بعض الإمتحانات وكان من بينها امتحان جامعة بلندن عام 1934 ، وعندما بدأت في حل مسائله وجدته صعبا جدا حتي أنني أمضيت أسبوعا كاملا في حل مسألة واحدة ، فذهبت لهذا الأستاذ ليرشدني عن كيفية حل هذه المسائل ، فسألني : " من أين أحضرت هذه المسائل .." فأجبته : " إنه امتحان جامعة بلندن وجدته بأحد الكتب بمكتبة الكلية " ، فأرسلني لأستاذ آخر ساعدني كثيرا وأرشدني لطرق حل المسائل . وكانت المفاجأة لي أن أجد امتحان هذه المادة هو نفس هذا الامتحان دون أي تغيير حتي في الأرقام . والحمد لله لقد نجحت في هذه السنة الأخيرة ببركة شفافية وإرشادات أبونا مينا وكم كانت سعادة قداسته بحصولي علي البكالوريوس . |
|