أية (9): "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم."
النور سيأتي للعالم بالتجسد. وهنا نسمع عن أن المسيح هو النور الحقيقي= النور الحقيقي هو النور الذي ينير من نفسه وهو نور ثابت غير متغير. وهذا معنى كلمة حقيقي في اليونانية. وبنفس المعنى فالمسيح هو خبز حقيقي أي من يأكله لا يموت لكن الخبز المادي من يأكله يموت لذلك النور الحقيقي هو وحده الذي يكشف الحق الكلي. وكل نور غيره هو غير دائم وغير كامل وغير مستمر فالمعمدان نور ولكنه:
1) يستمد نوره من المسيح النور الحقيقي.
2) مستمر لوقت محدد ثم ينطفئ بالموت.
3) المسيح وحده هو القادر أن يكشف لنا كل أسرار الآب ويعلنه لنا. (راجع يو18:1)
4) المسيح وحده قادر أن يفحص داخل كل منا فهو فاحص القلوب والكلى. يكشف لكل منا خطيته أي مرضه الذي سيتسبب في هلاكه ليتركه ويتوب عنه.
ينير كل إنسان= هو الذي يعلن الله لكل إنسان، وكل من أتى لهذا النور يُستعلن الله فيه، ويرى هو نفسه على حقيقتها أمام الله. وهذا النور يرينا جمال السماء فنشتهيها ونضحي من أجلها بملذات العالم. وكلما تركنا طريق الخطية ونسعى في طريق السماء نصبح نوراً للعالم بعد أن تتغير طبيعتنا ونحصل على الطبيعة الجديدة. وكل من لا يأتي لهذا النور يفقد رؤيته لله ويفقد رؤية نفسه رؤية حقيقية ويصير في ظلام. (1بط9:2).
كل إنسان= الله يريد أن الجميع يخلصون ولكن ليس الجميع يريدون ويقبلون.
العالم= قد تعني الكلمة [1] الوجود [2] الأرض [3] سكان الأرض [4] الغرباء عن الله. والمقصود هنا أن المسيح سيأتي إلى الأرض بالتجسد، لكل الساكنين فيها حتى من هم غرباء عن الله ليجمعهم فيه إلى واحد.