![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس موسى الأسود ازداد موسى تقشفاً وانفراداً في صلاة وأصوام كثيرة . ومع كل ذلك لم يستطيع موسى أن يلاشي من مخيلته تلك الأشباح الدنسة بل كانت تزداد في محاربته ، كلما أزداد هو في نسكه .فمضى إلى البرية الداخلية حيث حفر له مغارة في الأرض على عمق أربعين ذراعاً بالقرب من الماء . وكان يحب خدمة الآخرين، فإذا نام شيوخ الدير كان يمر على قلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها ماءً من بئر بعيد عن الدير. وعندما رأى عدو الخير صبر موسى ومثابرته على الجهاد ، وأصراره على حياة العفة والطهارة ، ووضوح الهدف أمامه ، وقوة الرجاء ، اغتاظ منه جداً وانتهز فرصة خروج موسى ليلاً ، ليملأ الجرار للرهبان سراً كعادته ، وضربه ضربة مؤلمة جداً ألقته طريحاً بين حي وميت ، وبقي على هذا الحال الى اليوم التالي ، حتى جاء بعض الرهبان ليستقوا الماء ، فحملوه وأتوا به الى الكنيسة ، وظل هكذا ثلاثة أيام حتى شفي . ولما أعلمه الأنبا ايسيذوروس أن هذا حسد الشيطان ، زادت كراهيته للشر وعدو الخير . عندما شفي موسى من هذه الضربه قام منها بقُرح في رجله أقعده مريضاً، ولم يستطع أن يقف على قدميه ، فقال له الأنبا ايسيذوروس " يا ولدي كف عن محاربة الشياطين ( يقصد أن لا يعتمد موسى على ذاته في حروب الشياطين ) ، لأن الإنسان له حد في قوته ، ولكن ما لم يرحمك الله ويعطيك الغلبة عليهم ، هو وحده ، فلن تقدر عليهم ابدا . أمضي الآن وسلم أمرك لله وانسحق أمامه وداوم على الإتضاع وأنسحاق النفس . فإذا نظر الله إلى صبرك واتضاعك فانه يرحمك . أجاب موسى وقال : " أني أثق في الله الذي وضعت فيه كل رجائي ، أن أكون دائماً متسلحاً ضد الشياطين ولا أبطل الجهاد ضدهم حتى يرحلوا عني . وظل موسى موسى يجاهد بحرارة ضد عاداته الرديئة ، وحروب الجسد مدة طويلة ، وفي احدى المرات ذهب القديس موسى الى أحد الشيوخ وقال له :" ماذا أفعل يا أبي فإن الخيالات والاحلام والأغاني الرديئة تزعج روحي رغماً عني والميول الردية تحاول أن تلذذ نفسي " .. فأجابه الشيخ :" عود نفسك السهر ، وصلي بانتباه واصغاء ، فترى أن التجربة تزول . وأوضح له أن سبب هذه الحروب هو أنه لا يصرف أفكاره عن هذه التصورات " . عندئذ عاد موسى الى قلايته وهو عازم أن يعمل بهذه النصيحة . |
|