![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() القديس موسى الأسود تجاربه شكا موسى بخاصّة حرب الجسد فضرب له إيسيدوروس مثَلاً في الثبات فقال إنّ شهوات الجسد كالكلب الواقف أمام الجزّار، إن لم يعطه شيئاً وأصرّ فسيتحوّل الكلب عنه إلى آخر. حورب بالزنى بضراوة ولم يُطق الجلوس في قلاّيته، فرجاه إيسيدوروس أن يعود. قال: لا أحتمل ذلك يا أبت. أخذه وأصعده إلى السّطح وقال له: انظر إلى المغارب. فتطلّع فرأى حشداً من الشّياطين لا يُعدّ هائجاً يُحدث شغباً استعداداً للحرب. ثمّ قال له: انظر إلى المشارق. فتطلّع فرأى حشداً من الملائكة القدّيسين الممَجَّدين. فأردف: هؤلاء هم الذين يرسلهم الله لمساعدة القدّيسين. أمّا الذين في الغرب فهم الذين يحاربونهم. لكنّ الذين معنا هم أكثر من الذين علينا. فشكر موسى الله وتشجّع وعاد إلى قلاّيته. على نصيحة إيسيدوروس، حاول موسى أن ينهك قواه بالوقوف طويلاً في الصّلاة والصّوم والمطّانيات. قمعاً لجسده كان يطوف، ليلاً، بالقلالي يأخذ جرار الشّيوخ الرّهبان ويملؤها ماء. كلّ هذا جعل الشّيطان يضجر من فرط جهاده وحُسن رجائه فالتقاه، عند البئر، مرّة، وضربه ضرباً موجعاً وتركه غير قادر على الحركة. ولكنْ جاء إخوة إلى البئر وحملوه إلى الكنيسة، إلى الأب إيسيدوروس. بقي في الكنيسة ثلاثة أيّام ثمّ استردّ عافيته. ومن فرط جهاده هاجت عليه الشّياطين فنصحه الأنبا إيسيدوروس بالإعتدال في نسكيّاته وشدّد عليه أن يسلّم أمره لله وهو وحده يرفع عنه القتال لئلا يظنّ أنّه بكثرة أعماله النّسكيّة يقهر الشّياطين، بل بالتّواضع يحارب اللهُ عنّا. |
|