في اليوم السابع من شهر توت نذكر انتقال القديس الأنبا ديوسقوروس بابا الإسكندرية الخامس والعشرين,إلي الأخدار السمائية,في عام 454 لميلاد المسيح,بعد جهاد رسولي عظيم,وكفاح ونضال بطولي ضد قوات الشر والظلمة,وضد طغيان ملوك بيزنطة ومن سار في فلكهم من رجال الدين في الغرب.
هذا هو القديس,الذي بفضل إيمانه وتقواه كان صلبا في الحق لا يلين...لم يحن ظهره للسلطة الرومانية البيزنطية,ولم يركع ولم يخنع لتهديدها ووعيدها...وإنما صمد كالجبل الأشم,وكالطود الراسخ,فكان بحق ابن اثناسيوس الرسولي,وكيرلس عمود الإيمان...وكان كذلك بطل المقاومة ضد النفوذ الأجنبي,فكان علي غرار آبائه السابقين حاميا للكنيسة والشعب من كل تدخل خارجي.
كان موقفه صعبا , وكانت مسئوليته ضخمة,وكان العبء علي كتفيه ثقيلا حمل نير البطريركية بعد سلفه العظيم كيرلس الأول (412-444)م,ولم تكن البطريركية بالنسبة له غير جهاد متواصل,وتعب,ومشقة,وصراع,ونزاع,مع أعداء أشداء أقوياء...ولم يجد راحة,ولم يترك له خصومه فرصة ليلتقط أنفاسه...تألبوا عليه وتآمروا ضده,وكانت بيدهم كل الإمكانات والإمكانيات ليسلبوه راحته,ولكي يعذبوه,وأخيرا لينفوه إلي جزيرة نائية تسمي (غاغرا)...GANGRA in PAPHLAGONIA فيها قضي البقية الباقية من حياته معزولا عن شعبه الوفي الأمين في مصر,حتي مات,مظلوما كسيده الذي قيل فيه ظلم.أما هو فتذلل (أشعياء53:5).
إن من يقرأ سيرة هذا البطل القبطي,وماعاناه في حياته من كراهية وحسد وغيرة وانتقام,في سبيل استمساكه بالحق,والدفاع عن الإيمان بصلابة وجرأة وشجاعة وصبر,لا يسعه إلا أن يزهد في المناصب الكنسية الكبري,هاربا من تبعاتها ومسئولياتها,فإن نيرها ثقيل ومتاعبها كثيرة...