![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قدَّم أبونا باسيليوس شهادة حمراء بدمه عندما ذهب لينقذ جريحًا من أبناء رعيته؛ كان ينزف ويستغيث على الطريق... انطلق كسامري صالح ليُسعفه بسرعة منقطعة النظير؛ هَبَّ ليضمد جرحه ويجِّبر كسره وليحمله ويُعيده سالمًا إلى ذَوِيه فَرِحًا، وعندما وصل إليه لينقذه إنحنىَ فوقه... إلا أن الأيادي الغادرة التي للتنين قنصته ونفثت سمومها ورصاصاتها لتخترق جسده الطيِّب الذي نذره وكرَّسه لله... جسده هذا سبق وشهد شهادة بيضاء بالنذور؛ ثم خضبته الدماء مذبوحًا بالشهادة، فصار ذبيحة كاملة على المذبح المقدس الناطق السمائي. إنه مُدمَّى بدماء الشجاعة ومبذول حتى آخر قطرة في دمه وهو على قارعة الطريق. لماذا ذهبتَ يا أبانا وأنت تعلم أن الموت ينتظرك لا محالة؟! حيث لم يجترئ أحد على المرور؛ وعصابات الموت تتربص والشبِّيحة تنشر الموت في الطرُقات!! إن الذي إتصل بك لتنقذه كان على يقين أنك ستستجيب؛ لأنه خبرك وعرفك من قبل؛ بأنك كاهن العمل والقول... شفيع وخَديم عند سامري نفوسنا الحقيقي. إنه كنز موهبة المحبة الذي أُعطي لك وأعدّك لشهادة فاخرة. لقد تربص بك التنين القتال للناس منذ البدء وعدو كل خير؛ لكنك أنت من زرع لا يفنىَ ولا تخاف من الذين يقتلون الجسد. وها أنت عشتَ كهنوتك حاملاً آلام الرعية وصليبها حتى تصفّىَ دمك من أجلها؛ لتقدم نموذجًا ودرسًا للأجراء ولغير العابئين وللمتواطئين والمنتفعين؛ كي يستيقظوا إلى رجاء دعوتهم وينفضوا عنهم خزيهم... إذ عيبٌ علينا أن ننافق نيرون ودقلديانوس بدلاً من أن نشهد للحق الحقيقي وحده ونسعىَ لحمل آلام ومشاركة سَحقىَ بنت شعبي؛ حتى ننال رضى القدوس الأعلى من كل عالٍ. |
|