«الوطن» تنفرد بنشر تفاصيل «سى دى» يكشف تنظيم جماعة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» بالسويس
نجحت «الوطن» فى الحصول على نسخة من الـ«سى دى» الذى أثار ضجة خلال نظر جلسات قضية «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر» بالسويس، والذى يكشف تفاصيل مثيرة حول أعضاء هذا التنظيم. التسجيل الذى تقدم به والد المجنى عليه، الطالب أحمد حسين عيد، للمحكمة عبارة عن مقطع صوتى لمدة 20 دقيقة، لحوار يدور بين سيدة تدعى (أم مصطفى) كانت تنتمى للتنظيم قبل أن ينصحها ضابط بأمن الدولة بالابتعاد عنه، مع شخص مجهول. يبدأ التسجيل بصوت أم مصطفى، وهى تخاطب عبر الهاتف المحمول مجهولاً، وبعد أن عرفت نفسها بدأ الحديث بينهما، الذى أكدت فيه أن سيدة تدعى أم هيثم ترتدى «نقاب» هى التى دفعت بالمتهم الأول فى قضية مقتل طالب الهندسة أحمد حسين عيد، للعمل فى نظافة مسجد «النبى موسى» بالسويس، وذلك منذ عامين، وبينهما صلة قرابة، وعينته لنظافة المسجد، لنقل كل الأخبار لتنظيم أطلقوا عليه بالسويس اسم «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر». وأضافت أم مصطفى فى حديثها التليفونى، أن نفس السيدة زوجت المتهم الثانى «عنتر عبدالنبى»، الذى طعن المجنى عليه بالسلاح الأبيض، لابنة عمتها، لضمان أن يكون كلا المتهمين تحت طوعها. كما كشفت أن من بين أعضاء التنظيم «م - ن» و«ج - ت» و«م - ك» وهم من المترددين دائماً على المسجد، حيث يدّعون عملهم بالدعوة الإسلامية.
وذكرت فى حديثها أنهم عرضوا على شاب يدعى «أنس» الانتماء للجماعة، لكنه رفض، مشيرة إلى أن سبب رفضه أنه يريد أن يدعو بالموعظة والحسنى فقط وليس تغيير المنكرات. وأوضحت، خلال التسجيل، أنها كانت تنتمى للجماعة وتؤمن بأفكارها، ولكنها فوجئت بالمتهم وليد يأمرها هى ونجلتها بارتداء النقاب وتوقيف النساء فى الشوارع لدعوتهن للتمسك بكتاب الله، فرفضت ذلك، وبعد فترة وجيزة تلقت اتصالاً هاتفياً من ضابط بالفرع الرئيسى بأمن الدولة بـ«لاظوغلى» يطلب منها الابتعاد عنهم، وكان ذلك عقب الثورة بشهر واحد؛ لأن الموضوع أكبر منها، وربما تفقد حياتها لو استمرت فى العمل معهم. وواصل الـ«سى دى» كشف المفاجآت، حيث أبانت نفس السيدة أن هذا التنظيم يديره داعية إسلامى كبير «ع - ع»، معروف بالسويس، اعتُقل أيام النظام السابق 7 سنوات، وأُفرج عنه قبل الثورة بعام، ولديه مكتبة لبيع الكتب الإسلامية، وأن المذكور اتخذ من شقة له بمدينة «المستقبل» مقراً للتنظيم، حيث يخزن فيها كل المطبوعات والمنشورات التى ترد له من الفرع الرئيسى للجماعة بالإسكندرية، ويعقد بها اجتماعاته مع أعضاء التنظيم. وكشفت أم مصطفى فى التسجيل ذاته عن تزعم رجل أعمال سعودى لهذا التنظيم، مبينة أنه يقطن بالإسكندرية، ولديه شقة هناك تعتبر مقراً لأعضاء الجماعة، وأنه هو الذى يمول المنتمين بالسويس لأسباب أكدت أنها لا تعرفها. ورفضت من خلال حديثها أن يكون ما تعرض له أحمد حسين عيد، طالب الهندسة، على يد وليد، وعنتر، ومجدى فاروق، مجرد مشاجرة عادية، مؤكدة أنهم منتمون لهذا التنظيم منذ عامين، وأن المتهم وليد كان يحمل معه سلاحاً نارياً بصفة مستمرة، وسلاحاً أبيض، وسبق له إصابة فتاة بسلاح مطاطى فى مكان حساس بجسمها، وإصابة عدد كبير من الفتيات والشباب الذين يترددون على الكورنيش. وكشفت أم مصطفى عن انضمام المتهم الثالث فى القضية، مجدى فاروق، للتنظيم منذ فترة وجيزة، وبالتحديد قبل الحادث بشهر تقريباً، وأقرت أن المتهم وليد حصل على طبنجة من «م - ع» مقابل 4 آلاف جنيه، ولكنه لم يسدد ثمنها له، فلجأ المذكور لها لمنحه حقه. أما قمة المفاجآت والتى تعتبر كارثة بكل المقاييس ما كشفته أم مصطفى فى نهاية حديثها بتورط شخصية عامة معروفة بالسويس، وأحد المسئولين الكبار بوزارة الأوقاف مع الجماعة، حيث أكدت أن هذا الشخص كان يوماً من الأيام عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى، وتزعم هذا التنظيم لفترة محدودة؛ لأنه حسب كلامها كان يستفيد من وليد ورفاقه خلال الانتخابات ولكنه فضل الابتعاد عنهم عقب تحذير ضباط أمن الدولة له. أما المسئول الكبير بوزارة الأوقاف فقد أكدت أم مصطفى فى التسجيلات أن بعض الدعاة ممن ينتمون لمسجد «النبى موسى» والذين انضموا لهذا التنظيم منحوا مسئولاً كبيراً بوزارة الأوقاف 10 آلاف جنيه حتى لا يكشف أمرهم.
الوطن