![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لقد شاءت الرحمة الإلهيّة أن توما التلميذ الغير مصدّق وبواسطة لمس معلّمه، يشفي فينا نحن جراح الخيانة. لقد اتى عدم إيمان توما علينا نحن بفائدة أكبر من إيمان سائر الرسل، لأنّ بلمسه السيّد عاد الى الإيمان، ومن خلاله خلعت نفسنا عنها كلّ شكّ وتثبّتت في الإيمان؟ لقد سمح الربّ أن يشكّ التلميذ بقيامته، إنّما لم يتركه في شكّه. لقد صار التلميذ الّذي يشكّ ويلمس لمس اليد شاهداً لحقيقة القيامة، كما كان خطيّب العذراء الأم حاميّاً للبتوليّة الأكمل" (البابا غريغوريوس الكبير، العظة 26). من خلال شخص توما ندرك كم هي عظيمة الرّحمة الإلهيّة، التي تحتفل الكنيسة الكاثوليكيّة بعيدها أيضاً في هذا الأحد الأوّل بعد القيامة. فالرحمة التي رفضت أن تتركنا في موت الخطيئة، وخلّصتنا بواسطة الآم الفادي، هي نفسها تأتي لتساعدنا في مسيرة إيماننا. نحن بالنعمة الإلهيّة مخلّصون، وبالنعمة الإلهيّة نثبت على إيماننا، وبمعونة الله نحافظ على معموديّتنا. الإيمان نعمة من الله نحافظ عليها بسعينا، بصلاتنا، بالتزامنا، بثقتنا بكلام الله لا سيّما في أكثر الأمور تعقيداً وصعوبة. حين نرفض أن نصدّق أن يسوع قد قام ويقيمنا معه في كلّ مشكلة تصادفنا نكون مثل توما، ويسوع يأتي ليظهر لنا رحمته ومحبّته غير المحدودة. حين تصبح الآلام والصلبان في حياتنا علامة شكّ وسبب رفض، يأتي يسوع ليظهر لنا جراحه وآلامه، يقول لنا أنّنا تلاميذ معلّم تألّم من أجل أحبّائه، ومات ليخلّصهم، وقام ليعلّمهم أن لا موت، ولا ألم ولا مشكلة ولا صعوبة يمكنها أن تكون عائقاً أمام من آمن بموت السيّد وبقيامته، فنحن دُعينا الى الرّجاء والى الإيمان دون أن نرى ونلمس، فنسمع صوت السيّد يقول لنا: "طوبى للّذين آمنوا دون أن يروا"، فعين الجسد لا تنفعنا شيئاً، لقد عايّنا ونعاين الرّب كلّ يوم بعين الحبّ الّتي لا تخطيء. |
|